وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اولمبياد لندن تاج الكؤؤس على رأس الرياضة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 30/07/2012 ( آخر تحديث: 30/07/2012 الساعة: 15:33 )
بقلم: يونس الرجوب

قد لا يكون الشعر كافياً للتعبير عن الإحساس باللحظة وقد تكون اللغة بكل فنونها ومفرداتها الواسعة عاجزة عن التحليق في عالم الروح والتقاط الصور الجميلة والأمنيات الأجمل التي طافت في وجدان المشاهدين او جرت على خدودهم واستقرت في خيوط الذكريات .

كم شهيد هتف في أرواحنا في تلك اللحظة الفارقة وكم شريد تعثرعلى فمه العتاف واختلط مع الدموع وكم اسيراً رفع زنزانته وانقض بلحمه الحار على سيف سبحانه رفضاً للخضوع وكم طفل طل ضاحكاً على كف المدى واستراح قليلاً بين شقوق الفجر على صهوة الريح ثم استحال ضيائاً في حب الندى وتلاشى في ضباب الطلوع وكم صبية قلبت احلامها على كف الحبيب وارسلت انفاسها الخضراء بين الضلوع وأسرجت في جدائلها صهيل الشوق وراحت تروي حكايتها لافراح الدروب وكم صبي سكب الفولاذ في زندية الاسمرين وامتشق الليل غطاء المهمة وانتفض كما القشعريرة في الدم وراح يسجل على خد الشمس حكايته ويجاري فى عروق الأرض دماء القابضين على المبدأ وكم زيتونة مدت عنقها الى كبد السماء وهزت أغصانها الحان النشيد وكم سار البحر الهوينا الى شطآن غزة ورد الموج كما الصدى في صوت الحبيب وراحت النوارس تمسح بجناحيها العطر والحناء ، بين قامات الجليل وتهدهد مع حمامات المسجد الأقصى فوق أجراس الكنائس كم نهر غير في لحظة الحلم مجاريه واختزل مسيرته في رقيق اللوز واغاني الطفولة وراح على كف السيده العذراء يهز النخيل وكم بديع جمع الورد في أيقونة الأيام وغاب مع اللذين دروبهم حنطة وكم جميل أضحكت أقماره الدنيا وتجمعت على صدره أعراس الكواكب وطافت في شرايينه الحقول.

فلسطين تخرج الى الناس بكامل زينتها علم يخفق بين أعلام الأمم وشباب كما الريحان طالعين الى غدهم ، يلاطفون الخطى بين الصفوف يميلون كما النعناع على وجه الخليقه ويسيرون كما صف من الجند في مدارج الضوء ليس لهم مثيل بين الصفوف وليس لحلمنا فيهم مثيل في الرغام الشفيف هكذا هي اللحظة وهكذا هي فلسطين إنها اللامتناهي في جميل الجمال واللامتناهي في نسيج الخيال.

فلسطين تعود الى مكانتها من جديد تحطم بعزيمة الصادقين القيود فلسطين لن تقول بعد اليوم من يناديني وراء الجبل كما تجلى صوتها الحنون في ضمير شاعرها هارون هاشم رشيد بعد أعوام النكبة بل تقول الآن وفي كل عام جديد مبارك انت يا من رفعتني فوق الجبل وجبلت ترابي بدمك الحار وازحت من حولي ظلم الغروب واعدت لي الواني الزاهية بعد الشحوب مبارك انت ايها البار بامه الرؤوم ايها المتوقد بالهمم بين النجوم ومبارك اخوانك الناصحين والقائمين على حلمهم والعاملين بصبرهم والطائعين لقيادتهم وقت الشدائد والخطوب .

مبارك انت ايها الأجش في نخوة الرجال الصارم الى حد المحال الجامح في نواصي الخيل والقابض على زمام المبادرة ومبارك من حولك في صف الاتحاد وجهد العاملين والعاملات والرياضين والرياضيات والفنيين والإداريين والمدربين والقادة وذوق الحاضرين والغائبين وحناجر المنشدين وأصابع الملحنين وكل القائمين على سنفونية المجد والضوء في سمائنا الزرقاء وأرضنا الخضراء المتوهجة في عالم الإنسانية وليالي الفرحين بجهودهم مع صباحات النبوءات.