وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بين تعطيل لجنة الانتخابات وكبت الحريات.. المصالحة في سُبات

نشر بتاريخ: 31/07/2012 ( آخر تحديث: 01/08/2012 الساعة: 09:07 )
غزة- تقرير معا- عادت المصالحة الفلسطينية للجمود مجددا بعد أشهر من التفاؤل الذي عكسته تصريحات المسؤولين في حركتي فتح وحماس، ليقف كل طرف من أطراف الانقسام متمسكا بمطالب يعتبر تنفيذها ركنا أساسيا لتقدم الحوار.

وبينما أعلنت حركة فتح عدم إمكانية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قبل الانتخابات، القت حماس بعصا الحريات في الضفة أمام المصالحة معبرة عن استحالة إجراء الانتخابات في أجواء لا يسودها الحرية الكاملة.

القيادي في الجبهة الشعبية كايد الغول بيّن أن عدم الرغبة في تطبيق اتفاق المصالحة هو الذي يستحضر بين الفترة والأخرى ما يبرر تعطيلها من قبل الحركيتين، مشددا انه ليس لدى أي منها رغبة جادة في المصالحة.

وقال الغول: "لو كانت الأمور عكس ذلك لبدأ الطرفان بتنفيذ اتفاق القاهرة الذي وقّعت عليه جميع الفصائل وكانت الأطراف المعنية التزمت بنتائج اللجان".

وتابع الغول "النظرة لاتفاق المصالحة والتقدم بها للأمام مرهون بمدى استحواذ كل طرف بما يمتلك من أدوات السلطة"، مشدد أن أي طرف من الأطراف لا يريد اتفاقا يقوم بتجريده مما يملك من سلطات وإنما يضاف إليه سلطات أخرى.

محللون سياسيون رأوا في حديث لـ"معا" أنه لا يمكن إجراء الانتخابات إلا في ظل أجواء ديمقراطية تمكّن المرشحين من خوض الانتخابات، بينما رأى البعض أن وضع الاشتراطات يأتي في إطار استحواذ كل طرف بما لديه من سلطات.

المحلل السياسي محمود العجرمي أوضح أن أي انتخابات لا بد أن تجري في ظل أجواء من الحريات العامة والكاملة، قائلا:"ان حرية أي مواطن في الإدلاء بصوته في أي من المؤسسات يجب أن تكون دون كبت للرأي أو التخوّف من نتائج ذلك".
|121502|
وأشار العجرمي أنه من الضروري أن تتخذ السلطة الإجراءات الكفيلة بخلق الأجواء المناسبة لذلك، مبينا أن أي انتخابات يجب أن تتم في أجواء من المصالحة والتسامح.

وبين العجرمي أن "وقف عمل لجنة الانتخابات في غزة هو وقف إجرائي يمكن أن تعود للعمل في أي وقت"، مشددا أن الهم الحقيقي في هذه المرحلة هو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف التنسيق الأمني واتخاذ مواقف حقيقية وطنية موحدة ضد الاستيطان.

أما المحلل السياسي مصطفى الصواف فقد توافق في رأيه مع العجرمي الذي أكد على أنه لا يمكن إقامة أي انتخابات دون وجود حريات وبيئة ديمقراطية تشجع المرشحين على الدخول في العملية الانتخابية.

وقال الصواف: "لا يمكن إجراء انتخابات في الضفة لأنها تعاني من حالة من الكبت وتكميم الأفواه والاعتقالات السياسية، أما في غزة فهناك ظروف بحاجة لإعادة تغيير وتشكيل حتى تكون البيئة متاحة لانتخابات".

وحول إمكانية أن تؤثر التصريحات المتصلّبة للمسؤولين في فتح وحماس على المصالحة بيّن الصواف أن المصالحة هي كلام كتب على ورق ولم يجد تنفيذا على ارض الواقع.

من جانبه بيّن المحلل السياسي هاني حبيب أن وضع العقبات أمام العملية الانتخابية يضع أوضاعا جديدة أمام الانتخابات التي هي مدخل لتشكيل حكومة وحدة وطنية متفق عليها في الدوحة، مشددا أنه إذا لم تتوفر الظروف لإعداد هذه الانتخابات فلا جدوى من هذه الحكومة.

وقال حبيب إن منع عمل لجنة الانتخابات التي هي العامل الأساسي للبدء في المصالحة تعني بلا لُبس ليس هناك مصالحة.

وحول التعقيد أمام تشكيل الحكومة أكد حبيب انه لا تزال هناك قوى نافذة وفعالة لها مصلحة في عدم تقدم المصالحة خطوات حقيقية للأمام.

وبحسب المحللين فإن هذه الاتفاقات تبقى حبرا على ورق في ظل عدم توفر النوايا الصادقة لدى الحركتين لتطبيقها وتبقى اجواء الانتخابات التي تقود الى مصالحة غير متوفرة.