وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

موقع الفيفا : أبو تريكة يستلهم العزيمة من الكارثة

نشر بتاريخ: 03/08/2012 ( آخر تحديث: 03/08/2012 الساعة: 15:26 )
زيورخ - معا - في الأول من آب، ضمنت مصر تأهلها إلى ربع نهائي مسابقة كرة القدم الأوليمبية للرجال، أي بعد مضي ستة أشهر بالتمام والكمال على الكارثة الإنسانية التي عاشتها البلاد على إثر أحداث بورسعيد.

وقد أثر هذا التأهل كثيراً في نفس قائد الفراعنة، محمد أبو تريكة، لا سيما وأنه كان من الذين عايشوا تلك المأساة عن قرب عندما وجد نفسه يواسي الجرحى ويشد أزر الضحايا الذين كانوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة في غرفة ملابس الأهلي.

وليس من الغريب القول إن ابن الثالثة والثلاثين لن ينسى ذلك المشهد المروع أبداً، لكن المفاجئ هو سماع المخضرم المصري يتمنى أن تبقى تلك الصورة حاضرة في ذهنه مدى الحياة. وقال أبو تريكة إن الترحم على أرواح الضحايا التسعة والسبعين الذين فقدوا حياتهم في بورسعيد هو ما يدفعه لكي يتمنى عدم نسيان تلك الليلة، ولا سيما خلال مشواره مع المنتخب الأوليمبي في لندن 2012.

وأوضح أبو تريكة بالقول: "إن أولئك الناس سيظلون دائماً في مخيلتي لأننا ساعدناهم على الإستمداد أرضاً بينما كانوا يحتضرون. إنهم دائماً حاضرون في أذهاننا ويمنحوننا حافزاً إضافياً لتشريفهم ومنح كل ما نملك في سبيلهم. إننا نحاول مساعدة عائلاتهم قدر المستطاع، وأتمنى أن يكون فوزنا هنا سبباً في إدخال السعادة إلى قلوب جميع أبناء بلدنا."

لقد تغير موقف أبو تريكة تماماً منذ تلك الليلة المفجعة. فبعدما رأى بأم عينه كارثة بورسعيد، قرر على الفور إعلان اعتزاله كرة القدم وهو ما يزال يعيش آثار الصدمة. وقال نجم الأهلي في هذا الصدد: "لقد فكرت في التوقف بشكل نهائي، لكني غيرت رأيي لأني وجدت نفسي بحاجة للعب من أجل أولئك الشهداء الذين لقوا حتفهم في تلك الليلة."

نحن نعلم أننا نحاول تحقيق شيء استثنائي بما أن مصر لم يسبق لها الفوز بأية ميدالية أوليمبية في كرة القدم. كما أن هذه المسابقة بالغة الأهمية بالنسبة لنا، لأننا ماضون في الطريق نحو كأس العالم 2014. إننا عازمون جميعاً على تقديم أداء جيد هنا.

من بين الفرق المؤهلة إلى ربع النهائي، ربما لا يملك أي فريق آخر حافزاً معنوياً مثل هذا الذي يحرك مشاعر المصريين، حيث أن أبناء أرض الكنانة يتكبدون مشقة رمضان في هذه البطولة. وقال كابتن الفراعنة في حديثه لموقع FIFA.com إن "الصيام يؤثر من دون شك في جسم الإنسان، ومن الطبيعي أن نشعر بآثار ذلك بعد المباريات. لكنه في المقابل يمنحنا دفعة روحية لأننا نقدم شيئاً لله."

ولعل نتيجة المباراة أمام بيلاروسيا تدعم هذا الطرح، لا سيما وأن المنتخب المصري انتفض بقوة في الشوط الثاني، مسجلاً ثلاثة أهداف كاملة في ظرف 15 دقيقة، ليكون ذلك الإنتصار بمثابة المفتاح لكي يحلم أبناء أرض الكنانة بتحقيق إنجاز استعصى عليهم في جميع محاولاتهم السابقة.

وقال أبو تريكة "نحن نعلم أننا نحاول تحقيق شيء استثنائي بما أن مصر لم يسبق لها الفوز بأية ميدالية أوليمبية في كرة القدم. كما أن هذه المسابقة بالغة الأهمية بالنسبة لنا، لأننا ماضون في الطريق نحو كأس العالم 2014. إننا عازمون جميعاً على تقديم أداء جيد هنا."

في المحطة المقبلة، سيلاقي المنتخب المصري نظيره الياباني الذي فاز على أسبانيا في طريقه إلى تصدر المجموعة الرابعة، علماً أن العملاق الآسيوي حافظ على شباكه نظيفة في جميع مبارياته الثلاث.

بيد أن كابتن الفراعنة يعرف حق المعرفة أن فريقه لن يكون أمام خصم لا يشق له غبار، حيث أوضح أن "الفريق الياباني جيد جداً ويتميز بسرعة لاعبيه وقوتهم. إنه فريق محكم التنظيم، مما يعني أن المباراة ستكون صعبة بالفعل. لكننا واجهناه من قبل في مباراة ودية بمدينة تولون الفرنسية، وفزنا عليه 3-2. هذا سيشكل مصدر ثقة بالنسبة لنا."

بهذه الثقة الكبيرة والعزيمة العاليةـ، لا شك أن المنتخب المصري يملك كل المقومات لصنع إنجاز تاريخي في لندن 2012.