وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العوري: انتشار معدلات الطلاق بدرجات ملحوظة في المجتمع الفلسطيني

نشر بتاريخ: 04/08/2012 ( آخر تحديث: 04/08/2012 الساعة: 17:56 )
رام الله- معا- أكد المستشار النفسي المتخصص في علم النفس المجتمعي محمد راجح العوري، اليوم السبت، على أن الطلاق يعتبر مشكلة نفسية اجتماعية لها تداعيات سلبية على الفرد والمجتمع ككل.

وأضاف العوري أن المجتمع الفلسطيني أصبحت تنتشر فيه معدلات الطلاق بدرجات ملحوظة، ولكن مع ذلك يعتبر المجتمع الفلسطيني من المجتمعات التي تقل فيه نسب الطلاق مقارنة مع المجتمعات الأخرى كالمجتمعات الخليجية على سبيل المثال.

وعن الأسباب التي تؤدي الى الطلاق، تحدث العوري على وجود العديد من الأسباب جزء منها يتعلق بالزوج والجزء الأخر يتعلق بالزوجة، حيث لا يوجد هناك من سبب واحد يمكن القول أنه من يسبب الطلاق فقط، بل يوجد أسباب عديدة منها أسباب تتعلق بعدم التكافؤ بين الزوجين في المستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة الى وجود فجوة بين الزوجين في العمر، حيث يرى أن الفارق العمري الكبير بين الزوجين من شأنه أن يخلق أزمة في التواصل بين الزوجين وبالتالي حدوث الطلاق.

ويرى العوري أن الفارق المناسب في العمر بين الزوجين يجب أن يكون بين ثلاث الى خمس سنوات، ولا مشكلة اذا تعدى أكثر من ذلك بقليل ولكنه في ذات السياق يحذر من وجود فارق عمري قد يصل الى أكثر من عشر سنوات، لأن ذلك من شأنه أن يجعل إمكانية التواصل بين الزوجين صعبة، لأن ذلك يعني أنهما من جيلين مختلفين.

وأضاف العوري: الأنانية والهروب من تحمل المسؤولية وضعف القدرة على التواصل والتعامل مع واقعية الحياة من كلا الجنسين يؤدي الى الطلاق، بالإضافة الى ذلك الفهم الخاطئ من كلا الزوجين لماهية وطبيعة العلاقة الزوجية يدفع الى الطلاق، كما أن المشاكل الإقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الزوجين قد يؤدي الى الطلاق بالإضافة الى إنعدام الثقة بين الزوجين وتدخل الأهل في الشؤون الخاصة للزوجين.

ويرى العوري وبناء على دراسة قام بها أن تدخل الأهل في الشؤون الخاصة بين الزوجين من الأسباب الأساسية والرئيسية التي تؤدي الى الطلاق.

وأكد العوري أن هناك تأثيرات سلبية كبيرة للطلاق على الفرد والمجتمع ككل من أبرزها تفكك النسيج الاجتماعي للمجتمع، مشيراً الى أن إن تفكك الأسرة يعتبر سبباً أساسياً في انحراف الأطفال وبالتالي تنامي السلوك الاجرامي لديهم، حيث أن من يعيش في جو التفكك والحرمان العاطفي، وعدم الإستقرار تدفعه الظروف الى الإنحراف واللجوء الى سلوكيات سلبية تتنافى مع ما هو موجود في المجتمع.

وختم العوري قائلاً أن الآوان للحد من تنامي ظاهرة الطلاق في المجتمع من خلال العمل على توعية الشباب المقبلين على الزواج بماهية وطبيعة العلاقة الزوجية من خلال عقد اللقاءات الندوات والدورات التدريبية والتأهيلة التي تمكن الازواج من معرفة الحقوق والواجبات تجاه بعضهم البعض، وتسهل من عملية التواصل بينهم بالإضافة الى ضرورة أن يكون هناك تكافئ في المستوى التعليمي والثقافي والاجتماعي والعمري بين الأزواج.