وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إعتباراً من الليلة..سماء فلسطين تشهد زخات كثيفة من الشهب

نشر بتاريخ: 09/08/2012 ( آخر تحديث: 10/08/2012 الساعة: 01:50 )
الخليل- معا- قال موقع طقس فلسطين الإلكتروني ان هواة الاحداث الفلكية مدعون للاستمتاع بمشاهدة زخات كثيفة من شهب البروشاويات اعتباراً من هذه الليلة وحتى يوم الثلاثاء القادم.

وأضاف الموقع أن زخات من الشهب ستدخل الغلاف الجوي للأرض اعتباراً من مساء اليوم الخميس وحتى يوم الثلاثاء القادم بمعدل 40-60 شهاباً في الساعة الواحدة، لتبلغ ذروتها مساء يوم الاحد الموافق 12 آب وحتى فجر يوم الاثنين الموافق 13 آب الجاري بمعدل 100 شهابا بالساعة خلال فترة الذروة (peak of activity) ويطلق على هذه الشهب "شهب البرشاويات"، والتي تنطلق من كوكبة برشاوس التي أطلق عليه العرب(حامل رأس الغول)، ويتسبب في حدوثها مخلفات مذنب سويفت تتل.

وحسب الدراسات الخاصة بزخة شهب البرشاويات يبدأ رصدها من يوم التاسع من شهر آب وحتى الرابع عشر منه، اما ساعة الذروة حيث تصل قمة نشاطها فتكون يوم الثاني عشر من آب من كل عام.

وستتركز الشهب في الربع الأخير من الليل, وبالرغم من أن كوكبة بروشاوس ستكون أسفل القمر، إلا أن ظروف مشاهدة الشهب هذه السنة ستكون جيدة خاصة في المناطق المظلمة البعيدة عن الملوثات البيئية من أضواء أو أدخنة أو عوائق، حيث سيتمكن الجميع من مشاهدة تساقط الشهب إلا بعض الشهب الضعيفة التي سيكون من الصعب مشاهدتها.

ورصد هذه الشهب سيكون متاحاً للجميع دون الحاجة إلى تلسكوب أو أدوات الرصد الأخرى، حيث يمكن مشاهدتها بالعين المجردة وبكل وضوح، وستكون في غاية الروعة والمتعة وهي تشبه الألعاب النارية.

وإلى جانب هذا فإن قبيل فجر يوم السبت والاحد والاثنين من الاسبوع القادم سيكون لكوكبي الزهرة والمشتري حضور في السماء مما يضفي للراصدين مشهداً رائعاً. حيث ستنطلق الشهب من كوكبة بروشاوس في الأفق الشرقي، ولا يتوجب على الراصدين تحديد جهة الكوكبة ذلك لأن الشهب ستقطع قبة السماء من كل الجهات تقريباً.

ولن يؤثر القمر كثيراً على هذا الحدث الممتع,حيث سيكون عمره الليلة 21 يوم ونسبة إضائته 63.5%, بينما سيكون عمره في وقت الذروة مساء يوم الاحد القادم24 يوماً ونسبة إضائته 24.5% فقط.

و سبب هذه الزخات من الشهب هو وجود حبيبات غبارية وصخور صغيرة وجليد علي شكل حزام تخلفها المذنبات في مدارها حين تقترب من الشمس أثناء دورانها حولها، والتي تتقاطع في مدارها مع الأرض، وبسبب الجاذبية الأرضية تدخل تلك المخلفات الغلاف الجوي مما ينتج عنه حرارة عالية تنصهر به تلك الصخور كليا وتتحول إلى رماد نتيجة احتكاكها في الغلاف الجوي و يظهر لها بريقا نتيجة أحتراقها يستمر لثوان معدودة.

والبرشاويات سميت كذلك لانطلاق الشهب ما بين نجوم مجموعة برشاوس والمجموعة النجمية عبارة عن عدد من النجوم تخيلها القدماء على شكل أداة أو حيوان وإذا بلغت كثافة الشهب في الساعة الواحدة إلى الف شهاب أو أكثر سميت وقتها بالعاصفة الشهابية وهذا يفسر سبب امتداد الفترة التي تظهر خلالها شهب البرشاويات لأكثر من شهر, إذ أن الأرض تدخل في يوليو الحزام الغباري للمذنب المسبب لزخة شهب البرشاويات والذي يسمى المذنب "سويفت تتل" وتبقى الأرض داخل هذا الحزام إلى ان تخرج منه يوم 24 أغسطس و أثناء عبورها للحزام الغبارى فإنها تصادف بعض الأماكن التي تزداد فيها عدد الحبيبات الغبارية وتنشط الشهب ويطبق عليها "زخات الشهب".

وهذا المشهد متكرر خلال هذه الفترة من كل عام، حيث أن زخات الشهب الحالية سبقتها مخلفات مذنب هالي الشهير في مايو الماضي، و التي تلقب باسم إيتا الدلويات.

وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 الى 72 كم في الثانية الواحدة، ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع مائة كم تقريبا عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي مائة مليون يوميا معظمها لا يرى بالعين المجردة، وقد يسمع للشهاب صوتا أحيانا يشبه الهسيس، ويعتقد أن هذا الصوت ناتج عن أمواج راديوية ذات ترددات منخفضة وقد يصل صوته بعد دقيقة أو أكثر من ظهوره ،وقد يترك الشهاب خلفه ذيلا دخانيا غالبا ما يميل لونه إلى الأخضر بسبب ذرات الأكسجين وعادة ما يدوم الذيل الدخاني من 1 الى 10 ثواني، وقد يتجاوز دقيقتين في حالات قليلة.

و تنقسم الشهب بشكل عام إلى مجموعتين رئيسيتين أولا " الشهب الفرادى " وهي الشهب التي يمكن رؤيتها في أي وقت واتجاه، وغالبا ما تكون بسبب حبيبات ترابية سابحة في الفضاء ولا يمكن التنبؤ بموعد أو مكان ظهورها، وفي ليلة صافية يمكن رؤية حوالي 5 الى 10 شهب في الساعة من هذا النوع.

اما القسم الثاني "زخات الشهب" فعند اقتراب المذنبات من الشمس فإن الجليد فيها المخلوط بالأتربة يذوب بفعل حرارة الشمس، ويتسامى على شكل نافورة في الفضاء جارفا معه العديد من الحبيبات الترابية التي تبقى سابحة في مداره، فإذا ما عبرت الأرض مدار المذنب فإن جزء من هذه الأتربة يسقط باتجاه الأرض بفعل الجاذبية الارضية مكونا العديد من الشهب إن هذا النوع من الشهب يتميز بحدوثه كل عام في نفس الموعد تقريبا لأن الأرض تعود إلى نقطة تقاطع مدارها مع مدار المذنب مرة كل سنة.