|
باللحظة الاخيرة- لماذا رفض اولمرت اقتراحا بإلقاء خطاب أمام قمة عربية؟
نشر بتاريخ: 09/08/2012 ( آخر تحديث: 11/08/2012 الساعة: 13:40 )
بيت لحم- معا- رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت اقتراحا قدمه الرئيس المصري السابق حسني مبارك وعددا اخر من الزعماء العرب بإلقاء خطاب باللغة العربية امام اجتماع خاص تعقده الجامعة العربية في القاهرة بحضور عدد من الرؤساء العرب يعلن فيه تأيده لمبادرة السلام العربية وفقا لما كشفه اليوم الخميس، موقع " هأرتس " الالكتروني الناطق بالعبرية دون ان يفصح عن مصدره الخاص.
ووفقا للموقع بدأت المبادرة خلال الاجتماع الذي نظمته وزارة الخارجية الاسبانية في الخامس عشر من كانون ثاني عام 2007 بمناسبة مرور 15 عاما على مؤتمر مدريد للسلام شارك فيه ممثلون رفيعي المستوى من سوريا ، الاردن ، لبنان فيما تشكل الوفد الاسرائيلي من دان مريدور ، والوزير السابق موشه شال، شلومي بن عامي عضو الكنيست يسرائيل حسون ، واعضاء الكنسيت السابقين دالية رابين ، اوفير بينس ، كولت افيتوبل ، فيما مثل جبريل الرجوب نبيل شعث السلطة الفلسطينية الى جانب وزراء خارجية من عدة دول اوروبية وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافير سولانا . ودعا عضو الوفد الاسرائيلي شاحال في خطابه الذي فضل ان يكون باللغة العربية الجامعة العربية لدعوة طاقم دائرة السلام الذي يترأسه ليتسنى له عرض موقفه من مبادرة السلام العربية والمبادرة السعودية عام 2002 واستشراف امكانيات التوصل الى سلام شامل على اساس المبادرة العربية التي عرضت على اسرائيل سلاما وعلاقات طبيعية مقابل انسحابها من المناطق التي احتلتها عام 1967 والتوصل الى حل متفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على اساس قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194. والتقى شاحال خلال الاجتماع مع مستشار الرئيس المصري في حينه اسامة الباز الذي اراد معرفة امكانية تجنيد تأيد حكومة اولمرت لمبادرة السلام العربية فأبدى شاحال استعداده لان يقترح على اولمرت ان تعلن اسرائيل استعدادها المبدئي لاجراء مفاوضات شاملة مع جميع الدول العربية لتحقيق تسوية سلمية اقليمية استنادا للمسار الذي حددته المبادرة العربية بشرط ان يتم هذا الاعلان من خلال اجتماعا خاصا تعقده الجامعة العربية يدعى اليه رئيس الوزراء الاسرائيلي لعرض موقفه تماما كما فعل الرئيس انور السادات امام الكنيست. ووفقا للموقع فكان هناك حماسة كبيرة للفكرة وبعد عدة ساعات قال لشاحال بانه تحدث مع الرئيس مبارك الذي اكد له استعداده التام للعمل على اصدار قرار من الجامعة العربية يقضي بتنظيم الاجتماع المطلوب لكن الباز طلب من شاحال ان يؤكد له بان اولمرت تبنى الفكرة ووافق عليها. وبناء على طلب الباز تم اطلاع جبريل الرجوب ونبيل شعت على الامر ووضعهم في صورته فاعلن جبريل الرجوب بانه سيذهب مباشرة للقاهرة حتى يشجع ويدعم الرئيس مبارك ويساعده على تنفيذ الفكرة. وفور عودته من القاهرة التقى جبريل الرجوب في تل ابيب مع اعضاء المجموعة الاسرائيلية وابلغهم بقرار الرئيس مبارك تبني الفكرة والعمل على تنفيذها وبعد عدة ايام من هذا اللقاء اتصل الباز هاتفيا مع شاحال وقال بان مبارك حصل على تأيد الملك السعودي والاردني والمغربي ودول الخليج للفكرة. واضاف الموقع وفي باب التحليل هذه المرة بعيدا عن باب المعلومات بان حالة من الارباك الشديد سادت في تلك الفترة اوساط الملك السعودي والاردني والرئيس المصري نتيجة صعود نجم امين عام حزب الله حسن نصراللة في اوساط الشعوب العربية وذلك في اعقاب حرب لبنان الثانية الامر الذي ابرز في حينه مدى ومستوى فشل مبادرة السلام العربية التي لم تحظى بدعم او اهتمام اسرائيل منذ اطلاقها عام 2002. وعاد الموقع لما ادعاه من معلومات حصل عليها " يوم 25/2 /2007 عقد في تل ابيب جلسة تحضيريه استعدادا لاجتماع القاهرة، حيث اعلنت الخارجية المصرية على اثر الاجتماع في تل ابيب نيتها تنظيم " طاولة مستديرة " وذلك في الخامس عشر من ابريل وهنا اتصل الباز مع شاحال وابلغه هاتفيا بان مبارك امر وزير خارجيته احمد ابو الغيط بتنظيم اجتماع تمهيدي بحضوره " شاحال" اضافة لممثل اسرائيلي اخر ينتدبه ايهود اولمرت. وكان من المقرر مشاركة الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وممثلين عن الاردن والمغرب وقطر والسلطة الفلسطينية وربما ممثل عن السعودية في الاجتماع التمهيدي يوم 18-19/3/2007 عقد المستشار السابق لايهود باراك " بيني ميدن- شني " اجتماعا تحضيريا في القاهرة استعدادا لمؤتمر الطاولة المستديرة وحين عودته قدم لافراد المجموعة الاسرائيلية تقريرا يؤكد حصول تقدم في العملية وفي يوم 21/3 التقى شاحال ودالية رابين برئيس الوزراء ايهود اولمرت واطلعوه على فحوى الاتصالات التي جرت مع المصريين وطلبوا مباركته لها وهنا اقترح شاحال على اولمرت ان يقوم وفدا يعينه بتزويد اعضاء الوفد الاسرائيلي في الاجتماعات التحضيرية بالتعليمات والتوجيهات المفصلة المتعلقة بالمواقف الواجب عليهم طرحها . ورد اولمرت على هذا الاقتراح بقوله " فكرة معقولة" لكن مع شديد الاسف فهو لا يتمتع بدعم سياسي والاستطلاعات تظهره بوضع غير مشجع لذلك ارى ان يشارك شاحال بالاجتماع ويعلن امام المجتمعين بان الامور تتم بمعرفة وعلم رئيس الوزراء وطلب مهلة للتفكير بالامر واعدا شاحال باتخاذ القرار خلال وقت قصير. وفي هذه الاثناء قررت القمة العربية التي عقدت في اذار 2007 بالعاصمة السعودية الرياض ايفاد وزراء خارجية مصر والاردن الى اسرائيل في محالة لتجنيد الدعم السياسي والشعبي للمبادرة العربية وبسبب زيارة وزراء الخارجية العرب للقدس في ابريل 2007 تم تأجيل الاجتماع التحضيري المقرر عقده بالقاهرة حتى شهر ايار فيما كان الامريكيون يسعون وبالتوازي مع هذه الجهود الى تحريك المسار التفاوضي مع الفلسطينيين وقرروا تدشين المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية خلال مؤتمر "انابوليس" بمشاركة وزراء خارجية ومسؤولين عرب. وهنا ووفقا للموقع فضل اولمرت التقدم بالمفاوضات مع الفلسطينيين ورفض المسار الاقليمي رغم تطرقه ايجابيا للمباردة العربية خلال خطابه في "انابوليس" لكنه امتنع عن القول بانه مستعدا لادارة المفاوضات في اطار المبادرة العبرية او قبولها مبديئا مفضلا القوول " انني اعرف المبادرة واحترم اهميتها واقدر عاليا مساهمتها ولا يوجد لدي شك باننا سنعود ونتطرق اليها خلال المفاوضات التي ستجري بيننا وبين القيادة الفلسطينية ". واخير اكد شاحال لموقع "هارتس" الالكتروني صحة المعلومات والتفاصيل التي اوردها قائلا " كان تفويتا مؤسفا لمبادرة كانت ستحدث تغيرا تاريخيا في علاقاتنا مع العالم العربي ". كما واقر مستشار اولمرت " يعقوب غلانت " بصحة المعلومات الواردة في التقرير وعلى وجه الخصوص الاجتماع الذي عقد بين شاحال ودالية رابين اذار 2007 وقال " لعدة اعتبارات امتنع عن الخوض بتفاصيلها تقرر استمرار المفاوضات على اساس المبادئ التي جرى تحديدها خلال مؤتمر انابوليس دون عقد مؤتمر دولي اخر ". |