|
فياض يكرّم الطفلة صالحة حمدين الفائزة بجائزة هانز كريستيان الدولية
نشر بتاريخ: 15/08/2012 ( آخر تحديث: 15/08/2012 الساعة: 15:42 )
رام الله- معا- استقبل رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، في مكتبه في رئاسة الوزراء في مدينة رام الله صباح اليوم، الطفلة صالحة حمدين "14 عاماً"، والتي تسكن في "وادي أبو هندي" في التجمع البدوي في عرب الجهالين بالقرب من بلدة أبو ديس المحاذية لمدينة القدس المحتلة، بحضور عمها محمد حمدين مختار البلدة، وذلك تكريماً لها على فوزها بجائزة هانز كريستيان الدولية للأطفال للقصة الخيالية.
وكانت الطفلة صالحة حمدين قد فازت بجائزة هانز كريستيان الدولية للقصة الخيالية من بين 1200 طفل من جميع أنحاء العالم، عن قصتها الخيالية "حنتوش"، التي استلهمتها من واقع المجتمع الذي تعيشه، والمعاناة التي يمر بها أهلها في هذه البلدة، وما تفكر وتحلم به دوماً من حياة أفضل لها ولأطفال فلسطين والعالم. وعبر رئيس الوزراء خلال استقباله الطفلة صالحة عن تقديره الشديد لإبداعها هذه القصة الخيالية المستوحاة من واقع المعاناة والصمود والأمل الذي يتطلع إليه أطفال فلسطين، وخاصة الذين يتعرضون لممارسات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه بصورة شبه يومية، وأثنى على الجهد الذي قامت به لنسج قصتها الخيالية، والتي تروي فيها المعاناة والواقع الصعب الذي يعيشه أهل البلدة بفعل الإجراءات والممارسات الإسرائيلية التعسفية. حيث تنطلق صالحة في خيالها الخصب إلى سرد قصتها مع خروف اسود أطلقت عليه اسم "حنتوش" وتخيلت له جناحين ويطير، وتستخدمه للهروب من الأجواء المأساوية التي تعيشها وأهل البلدة في تعبير عن رغبتها بالخلاص من هذا الواقع، وتجسيد أحلامها بطفولة أفضل، حيث تروي في قصتها، وتقول "عندي شيء أستخدمه للهروب. اقتربوا، اقتربوا، سأوشوشكم سراً، عندي خروف يطير اسمه حنتوش، لونه أسود وأذناه طويلتان، له جناحان سريان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما حين اهمس في أذنيه"، وتتابع " اغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي". حيث تذهب صالحة على ظهر صديقها الخروف "حنتوش" ليأخذها إلى أسبانيا، ويبعدها عن أجواء البلدة ومعاناة أهلها. وتواصل صالحة شرح معاناتها وظروف حياتها في بلدتها الصغيرة، حيث تقطن هي وعائلتها في خيمة صغيرة، وتدرس في الصف الثامن في مدرسة من القصب، وتقول "إن المدرسة صُنعت من القصب بسبب ما أعلنته سلطات الاحتلال بحجة أن المنطقة هي منطقة عسكرية مغلقة وتمنع البناء فيها". وتتابع في قصتها "يعيش معنا في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم بحلبها بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعها لأهل المدينة"، كما تشرح صالحة صعوبة الوصول إلى قريتها بسبب الطريق الوعر فيها ومنع قوات الاحتلال من تعبيد هذه الطرق، وتقول "لا يوجد لدي دراجة هوائية، لأن الطريق وعر، ولا سيارة عندي ولا طيارة". وتنطلق صالحة في خيالها الرحب مع خروفها الطائر "حنتوش" إلى اسبانيا، لتتعرف على لاعب كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وتقول " في وادي أبو هندي لا يوجد ملاعب أصلاً، لأن الأرض مزروعة بالألغام"، وتتابع "في برشلونة قابلنا ميسي صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، وخروفي حنتوش كان حارساً للمرمى، وأنا أهاجم ميسي وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف". وتتخيل الطفلة صالحة في قصتها أن اللاعب ميسي يعود معها على ظهر الخروف إلى قريتها في عرب الجهالين، حيث يقوم بمساعدة أطفال المنطقة البدوية على تجهيز ملعب لكرة القدم، كما يعرض على صالحة وظيفة هامة في نادي برشلونة، لكنها ترفض ذلك لأنها منشغلة في رعاية الأغنام حيث تسكن. إذ أن والدها الأسير غائب عن المنزل منذ ست سنوات، حيث أنه معتقل في السجون الإسرائيلية ويمضي حكماً بالسجن لمدة 25 عاماً، وتقول "أبي في السجن منذ ست سنوات، وبقي له تسعة عشر عاماً، وسأقول لكم سراً: أخبرني ميسي أنه سيزور وادي أبو هندي بعد سنتين، وسنقيم مونديال 2014 في وادي أبو هندي، وسننظف معاً الأرض من الألغام، وسنبني أكبر ملعب في العالم ونسميه ملعب حنتوش، وسيكون الخروف شعار المونديال". وتختتم صالحة قصتها بالقول " أهلاً وسهلاً بكم في وادي أبو هندي. نحن هنا جميعاً بانتظاركم". وترفض صالحة في قصتها أي عرض لها للخروج من المكان الذي تسكن فيه وتقول " لن أخرج من هنا حتى أحقق ما أتخيله، وأن يتم تثبيت المكان الذي نعيش فيه، ويجد الأطفال مكاناً يلعبون فيه". |