وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الصوراني: زيادة الفجوة بين الشرائح العليا بحكومتي غزة والضفة

نشر بتاريخ: 16/08/2012 ( آخر تحديث: 16/08/2012 الساعة: 01:24 )
غزة - معا كشف الكاتب والمفكر الفلسطيني غازي الصوراني وجود حركة متسارعة لمصالح طبقية وبيروقراطية في رام الله وغزة، نشأت من تراكم رأس المال الطفيلي القائم على الربح السريع وأموال الدعم الأجنبي، والعمولات والتهريب وغسل الاموال والصفقات ومظاهر البذخ الكمالي التفاخري البعيدة عن إطار تطور اقتصاد الصمود والمقاومة عبر التخطيط والتنمية والتقشف بعداً شاسعاً...

وأكد الصوراني أن الشعب الفلسطيني في مواجهة خارطة سياسية جديدة، محكومة في مساحة كبيرة منها، بالمصالح الفئوية والطبقية ، إلى جانب الصراع والمنافسة غير المبدئية بين القطبين، وهي كلها عوامل ستسهم في المدى المنظور في زيادة الفجوة على الصعيد الاجتماعي بين المصالح الطبقية للشرائح العليا – في الحكومتين- ، وبين الشرائح الشعبية الفقيرة من العمال والفلاحين والبورجوازية الصغيرة مع بقاء الحصار والعدوان ومظاهر الدمار والخراب في قطاع غزة ، إلى جانب تفتيت الضفة الغربية عبر الجدار والمستوطنات والحواجز والاعتقالات، واستمرار التفاوض العبثي ومضامينه السياسية الهابطة،

وأشار الصوراني إلى أن هناك اتساع في الفجوة –بصورة غير مسبوقة- بين 5% من الشرائح الاجتماعية الرأسمالية العليا، وبين 95% من الشرائح الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة في الضفة وقطاع غزة ومخيمات اللجوء والمنافي، حيث باتت قيم الثروة والثراء والأنانية والانتهازية وثقافة الاستهلاك جنبا الى جنب مع ثقافة المهادنة والمفاوضات العبثية الأقرب للاستسلام ، تحتل قمة هرم القيم، في حين تأتي قيم النضال بكل أشكاله السياسية والكفاحية والديمقراطية والشعبية والنقابية ، وقيم الحق والخير والتكافل والدافعية الوطنية في أسفل سلم القيم.

وقال الصوراني: " كل ذلك أدى إلى تراجع القاعدة الجماهيرية لكل من حركتي فتح وحماس بنسب متفاوتة، بحيث لم تعد هذه القاعدة قائمة على أساس الاقتناع والالتزام الفعلي والموضوعي بالشعارات أو البرامج المطروحة من الفريقين بسبب مظاهر القلق والإحباط واليأس التي تزايدت تراكماتها منذ ما بعد الإنقسام، حيث أن هذه القاعدة الجماهيرية باتت –في الظروف الراهنة- محكومة إلى حد كبير للاحتياجات والمتطلبات الحياتية وسبل العيش المرتبطة بكلا الحكومتين في رام الله وغزة، ما يعني تراجع الولاء للوطن والنضال الوطني التحرري، ومن ثم تراجع الأفكار والأهداف الوطنية التوحيدية في الذهنية الشعبية في أوساط فقراء شعبنا لحساب لقمة العيش، في حين تراجعت الأفكار والأهداف الوطنية في أوساط الطبقات "البرجوازية" والشرائح البيروقراطية العليا لحساب الهبوط بتلك الأهداف وفق متطلبات وشروط التحالف الإمبريالي الصهيوني والنظام العربي بما يضمن مصالحهم الطبقية الأنانية، على حساب الأهداف الوطنية ومصالح فقراء شعبهم، عبر المزيد من مظاهر الجشع والاستغلال والاحتكارات البشعة"

ولفت الصوراني إلى أن القوى الرأسمالية بكل شرائحها هي محل منافسة بين حكومتي رام الله وحماس غير الشرعيتين، حيث تسعى كل منهما إلى استشارة المتنفذين فيها من كبار الرأسماليين في الضفة والقطاع والخارج، وارضائهم عبر تأكيد حرص كل من الحكومتين على مصالحهما، وهو أمر غير مستغرب انطلاقاً من تبعية والتزام الحكومتين بقواعد وأسس النظام الرأسمالي والسوق الحر.

واعتبر الصوراني أن التشابك والتداخل العضوي في المصالح بين كافة الشرائح العليا الطفيلية، الكومبرادورية التجارية والصناعية والزراعية والعقارية والمصرفية… الخ، هو تداخل في المصالح الاجتماعية الاقتصادية والسياسية في الضفة وقطاع غزة لشريحة الخمسة بالمئة، ذات المنطلق والمصالح الجوهرية المشتركة ،التي يمكن ان تسهم بدورها في تقريب المسافات بين القطبين المتصارعين، عبر اصحاب رؤوس الأموال (في الداخل والخارج) الطامحين إلى دور سياسي توفيقي أو "معتدل" او " واقعي " بصورة انتهازية ، مع ملاحظة الدور الذي يحاول أن يلعبه عدد غير قليل من اشباه المثقفين الانتهازيين الذين تخلوا عن أحزابهم - اليسارية خصوصاً- وباعوا مبادئهم لحساب البرنامج السياسي الهابط للسلطة او للممول الامريكي الاوروبي لتأمين مصالحهم الشخصية الانتهازية.