وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

12.21 مليون دولار أرباح "باديكو القابضة" في أول ستة أشهر من العام

نشر بتاريخ: 16/08/2012 ( آخر تحديث: 16/08/2012 الساعة: 08:07 )
رام الله - معا - عكست نتائج الشركات للنصف الأول من العام الحالي تأثرا واضحا بالإجراءات الجديدة التي بدأت الحكومة تطبيقها اعتبارا من مطلع العام بغرض خفض العجز في الميزانية العامة، وخصوصا إضافة شريحة جديدة في قانون ضريبة الدخل بنسبة 20% على الشركات، وتأجيل الاستفادة من إعفاءات قانون تشجيع الاستثمار، إضافة إلى المزيد من التراجع في الوضع الاقتصادي العام نتيجة انسداد الأفق السياسي وابتعاد إمكانية تحقيق مصالحة تعيد الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولم تكن شركة "باديكو القابضة" في منأى عن هذه التطورات، بل كانت في مركزها نظرا لتوزع استثماراتها، قطاعيا وجغرافيا، واعتمادها على الدخل المتأتي من الشركات التابعة والحليفة، والتي تأثرت بدورها بهذه التطورات، فبلغ صافي ربح "باديكو القابضة" في النصف الأول من العام الحالي 12.21مليون دولار مقارنة مع 16.20مليون دولار في النصف الأول من العام 2011، بانخفاض 3.99 مليون دولار أو بنسبة 24.6%.

وعزا الرئيس التنفيذي للشركة سمير حليله هذا الانخفاض، إلى تراجع حصة "باديكو" من نتائج أعمال الشركات الحليفة، وخصوصا شركة الاتصالات الفلسطينية، وكذلك لاستمرار انخفاض الأرباح التشغيلية للمشاريع الجديدة نتيجة الهوامش الربحية المتدنية خاصة تلك التي بدأ تشغيلها في العام 2011، والتي تحتاج إلى بعض الوقت للوصول إلى نقطة تتمكن فيها من تغطية تكاليفها الثابتة والمتغيرة، وتبدأ بتحقيق هوامش ربحية متنامية، إضافة إلى تكبد نفقات تأسيسية للمشاريع التي ما زالت قيد الإنشاء، يتم تحميلها إلى بيان الدخل، كمشروع إسكان الشرفات في القدس، ومشروع نادي رجال الأعمال، ومشروع بوابة أريحا.

وقال حليله في لقاء مع الصحافة المحلية أن نتائج معظم الشركات للنصف الأول من العام الحالي كانت بالأساس انعكاس لأثر السياسة الضريبية الجديدة . الشركة الأكثر تأثرا هي شركة الاتصالات الفلسطينية، فقد دفعت حوالي 6 ملايين دينار أردني ضرائب إضافية في النصف الأول من العام الحالي، سواء نتيجة تطبيق الشريحة الجديدة (20%) أو مبادرتها تأجيل الاستفادة من إعفاءات قانون تشجيع الاستثمار، ونتيجة لهذا السبب تحديدا، فقد انخفضت أرباح "باديكو" بحوالي 3 ملايين دولار.

على صعيد الإيرادات ، فقد انخفضت الى 3ر51 مليون دولار في النصف الاول من العام، من 84ر53 مليون دولار في النصف الاول من العام الماضي، وقال حليله "من الواضح ان السبب الرئيسي في ذلك هو انخفاض نتائج اعمال الشركات الحليفة".

في المقابل، قال حليله ان الايرادات التشغيلية، المتأتية من الشركات التابعة، حققت زيادة بنسبة 5%، لتصل الى 30.73 مليون دولار في النصف الاول من العام الحالي، من 29.26مليون دولار في النصف الاول من العام الماضي، وجاء هذا الارتفاع بشكل رئيسي من المشاريع الجديدة التي بدأ تشغيلها في العام الماضي وأوائل العام الحالي، أبرزها فندق "سانت جورج" بالقدس.

في المقابل، قال حليله ان الارتفاع في المصاريف التشغيلية "كان محدودا، باقل من مليون دولار لكل الشركات التابعة، وهو رقم متدن جدا مقارنة بالمشاريع الجديدة التي بدأنا تنفيذها".

وارتفعت مصاريف التشغيل من 21ر24 مليون دولار في النصف الاول من العام 2011 الى 25.15 مليون دولار في النصف الاول من العام الحالي، بنسبة زيادة 3.9%.

كما ارتفعت مصاريف التمويل بنسبة 21.4% إلى 3.92 مليون دولار في النصف الاول من العام الماضي، الى 76ر4 مليون دولار في النصف الاول من العام الحالي، وقال حليله ان هذا الارتفاع نتج بشكل اساسي عن زيادة معدل الاقتراض خلال فترتي المقارنة من 50ر155 مليون دولار الى 204.65 مليون دولار، بما يشمل سندات القرض التي أصدرتها "باديكوالقابضة" في العام 2011 بقيمة 85 مليون دولار.

اما في جانب المصاريف الادارية والعمومية، فقد انخفضت بنسبة 1ر5% من 06ر9 مليون دولار في النصف الاول من العام الماضي الى 60ر8 مليون دولار في النصف الاول من العام الحالي، وقال حليله "هذا انجاز مهم، ويظهر اثر خطة اعادة الهيكلة، التي ما زالت مستمرة، ويتوقع أن تتضح أثارها أكثر فأكثر خلال النصف الثاني من العام الحالي والأعوام القادمة".
وقال: يمثل انخفاض المصاريف الادارية والعمومية انعكاسا لسياسة ترشيد النفقات الإدارية على مستوى المجموعة وشركاتها التابعة، وبوادر ثمار إعادة الهيكلة والدمج في القطاعات الاقتصادية الرئيسية.

وقال حليله أن باديكو القابضة استثمرت حوالي 130 مليون دولار في مشاريع جديدة خلال عامي 2010 و2011، توزعت على قطاعات مختلفة أبرزها: العقار والإسكان، والبنى التحتية، والزراعة.

وأوضح أن هذه الاستثمارات شملت جملة من المشاريع، ما زالت قيد الانشاء وبعضها دخل مرحلة التشغيل الفعلي، من أبرزها:مشروع توليد الكهرباء في شمال الضفة الغربية مشروع إسكان الشرفات بالقدس، ومشروع نادي رجال الأعمال في رام الله والذين يتوقع بدء العمل فيهما في بداية العام القادم 2013.

ومن المشاريع قيد الإنشاء أيضا، نادي رجال الأعمال في رام الله، باستثمارات بلغت 5 ملايين دولار، وتوقع حليله ان ينتهي المقاول الرئيسي من انجاز المشروع في شهر تشرين الثاني القادم، على أن يبدأ تشغيله مطلع العام 2013.

ولعل اضخم مشاريع "باديكو"على الاطلاق، مشروع بوابة اريحا العقاري، وهومشروع سياحي ترفيهي ضخم بكلفة مئات ملايين الدولارات، وهو برأس مال مبدئي 50 مليون دولار مناصفة بين "باديكو" و"الاتصالات الفلسطينية"، إضافة إلى حصة شركو بريكو للتطوير العقاري.

وسيقام المشروع على مساحة 3 آلاف دونم عند المدخل الجنوبي لمدينة أريحا، حيث استكملت عملية تسجيل الأراضي، ودراسات السوق، والشركة الان بصدد طرح عطاء المخطط الهيكلي المتوقع ان ينجز بحلول منتصف العام القادم، ويتوقع ان يشغل المشروع بين 4-5 الاف عامل، ويجري العمل على توفير المياه والكهرباء للمشروع من مصادر اضافية، وليس من المصادر التي تغذي مدينة أريحا، وذلك بالاستفادة من المياه السطحية، والمياه المعالجة، وتأهيل آبار مهجورة، وحفر آبار جديدة، وبناء محطة لانتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 20 ميغاواط.

وقال حليله، رغم ان توفير البنية التحتية تقع على عاتق الحكومة، الا اننا اخذنا هذا الامر على مسؤوليتنا نظرا للظروف المعروفة للجميع.

من المشاريع الرائدة أيضا، مشروع مزارع النخيل "نخيل فلسطين" في اريحا، والذي يستهدف في مرحلته النهائية زراعة 39 الف شجرة نخيل لانتاج تمور المجول، على مساحة تزيد عن 3 الاف دونم في المنطقة المصنفة "ج"، اضافة الى مصنع لفرز وتعبئة وتغليف التمور، برأسمال يبلغ 15 مليون دولار، موزعة بنسبة 50% لباديكو، و30% لصندوق "سراج فلسطين" و20% لمستثمر ثالث.

وحتى النصف الأول من العام الحالي، تمت زراعة 20 الف شجرة، وبلغت تكاليف المشروع 5ر7 مليون دولار، ويتوقع ان يصل عدد الاشجار المزروعة مع نهاية العام الحالي25 الف شجرة، وتكاليف المشروع خلال هذه الفترة إلى 11 مليون دولار.

وقال حليله ان المشروع بدا الانتاج فعلا، ويتوقع ان يبلغ انتاج المشروع خلال العام الحالي 250 طنا، سيتضاعف في العام القادم الى 500 طن، ليبلغ الحد الاقصى في العام 2017، تشكل نصف الانتاج الفلسطيني من التمور.

وبلغت ايرادات المشروع خلال النصف الاول من العام 2012 حوالي 8ر1 مليون دولار، ويتوقع ان تبلغ أرباحه في مرحلة الانتاج القصوى حوالي 15 مليون دولار سنويا.
ويخصص حوالي 60 - 70% من انتاج المشروع للتصدير الى الاسواق الخارجية، خاصة اوروبا وشرق اسيا، فيما يبقى 30 – 40% للسوق المحلية.
ويشغل المشروع حاليا 60 موظفا دائما، يرتفع العدد في مواسم الحصاد الى 120 موظفا، وقال حليله ان معظم العاملين فيه كانوا يعملون سابقا في قطاع النخيل في المستوطنات الاسرائيلية.

تدوير النفايات الصلبة
وفي قطاع البنية التحتية والبيئة، قال حليله أن باديكو القابضة أسست شركة "تدوير"، بهدف تنفيذ مشاريع لاعادة تدوير النفايات الصلبة ومحطات لمعالجة المياه العادمة لأغراض استخدامها في ري المزروعات.

ونفذت الشركة حتى ألان مشروعين لإعادة تدوير النفايات، احدهما في محافظة جنين، والذي بدا تشغيله فعلا، وآخر في محافظة نابلس، والذي لم يفتتح رسميا بعد نتيجة بعض الصعوبات التي يواجهها مع المجتمع المحلي.

وتستهدف هذه المشاريع الحد من حجم النفايات الصلبة، حيث تنتج الضفة الغربية ما يزيد عن 1500 طن يوميا، وذلك بالاستفادة من هذه المخلفات باعادة تدوير 75% منها (50% مخلفات عضوية يصنع منها سماد عضوي، و25% مخلفات غير عضوية اخرى يمكن اعادة تصنيعها مثل الكرتون).

وقال حليله ان محطة نابلس تواجه اعتراضات من المجتمع المحلي، مؤكدا ان موقع المحطة الحالي لم يكن من اختيار الشركة، وانما من اختيار البلدية والمحافظة، اللتان اقترحتا العمل في هذا الموقع لمدة 3 سنوات بعد فشل الجميع في توفير موقع بديل بعيد عن التجمعات السكنية.

وفي قطاع السياحة، قال حليله ان الشركة انشأت، عبر شركتها التابعة "جيدكو"، سلسلة من الفنادق من فئة خمس نجوم: قصر جاسر "انتركونتيننتال" في بيت لحم، و"موفنبيك رام الله"، والمشتل في غزة، واخيرا فندق "سانت جورج" في القدس، وجميعها الان دخلت مرحلة التشغيل الفعلي.

أبدت النتائج الأولى النصف سنوية تحسن في قطاع السياحة بشكل عام حيث حقق فندق الموفنبيك زيادة في الإيرادات بمبلغ 583 ألف دينار عن العام الماضي أي بنسبة 35%، كما حقق الفندق في النصف الأول أرباح تشغيلية بمبلغ 308 ألف دينار أي بنسبة 160%. كما حقق فندف الإنتركونتيننتال تحسناً في الإيرادات بمبلغ 155 ألف دينار، أي بزيادة 8% عن العام الماضي، و حقق الفندق ربح تشغيلي بمبلغ 352 ألف دينار أي بزيادة نسبتها 213% عن العام الماضي. ويعتبر 2012 العام التشغيلي الأول لكل من فندق المشتل و فندق سانت جورج القدس و لا يمكن مقارنة الأداء التشغيلي لهذه الفنادق للنصف الأول من هذا العام.

وقال حليله: هذه المشاريع هي مستقبل "باديكو"، فهي مشاريع تخلق عددا كبيرا من الوظائف، ومعها لن نبقى نعتمد على مصدر أساسي واحد في الدخل، وهو شركة الاتصالات.

وأعرب حليله عن أمله في أن لا تتأثر هذه المشاريع بالسياسة الضريبية الجديدة للحكومة.

وأضاف: اتخذنا قرارا بعدم الدخول في استثمارات جديدة في العام 2013 حتى نرى الى اين تتجه السياسات الحكومية، ولملمة أنفسنا بعد الاستثمار الكبيرللشركة في عامي 2010 و2011.

وتابع: أكثر ما يقلقنا هو السرعة في اتخاذ القرارات الحكومية، والتغيير المستمر في القوانين والإجراءات دون تشاور كاف مع القطاع الخاص وبقية الأطراف . نحن نبني خططنا لخمس سنوات، بينما الحكومة تتخذ قرارات من سنة لأخرى، إضافة إلى أن شركاتنا، وخصوصا الفنادق، لها مديونية عالية على الحكومة.

ومع ذلك، قال حليله "ما زلنا مصرين على الاستثمار، ونتائج النصف الاول من العام جاءت متلائمة مع التقديرات، الأمر الوحيد الذي تغير هو في السياسة الضريبية".