وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حدث في طولكرم : قصة قتل مع سبق الاصرار.. وفي وضح النهار .. انه الاحتلال

نشر بتاريخ: 27/01/2007 ( آخر تحديث: 27/01/2007 الساعة: 21:24 )
طولكرم - سامي الساعي - معا - هذا هو حال الامهات الفلسطينيات ، ابناؤهن ، إما في قلاع الاسر ، و اما في المستشفيات يعالجون من اصابات الاحتلال ، واما بجوار ربهم شهداء برصاص الغدر الاسرائيلي .

هذه المرة من طولكرم ، عملية قتل متعمدة في وضح النهار و امام اعين الناس ، وحدة الموت الاسرائيلية ، تختطف فتى في مقتبل العمر من امام اعين والديه و محبية .

الادعاء .. مطلوب كبير لدى قوات الاحتلال بتهمة تفجير عبوات ناسفة و اطلاق نار و قيادة تنظيم فلسطيني معاد لدولة الاحتلال .

طريقة القتل .. اطلاق النار عليه من مسافة قريبة ، وسقوطه من الطابق الثاني للبناية التي كان بداخلها مما ادى الى استشهاده على الفور .

فضل مطلق داجي بلاونه ( 18 عاماً ) ، دخل الى بيت اهله الكائن في الحي الشمالي لمدينة طولكرم ( حي الاقصى ) ، دقائق معدودة على دخوله للبيت ، تبعها اقتحام لقوة عسكرية اسرائيلية متنكرة بالزي المدني ، اطلقت النار عليه ، وسقط من الطابق الثاني للبيت المجاور لمكان الاهل .

لم يكتف الاحتلال بذلك ، بل تقدم عدد منهم تجاهه ، وقاموا بكسر رقبته وقتله بدم بارد ، بدل من انقاذ حياته او اعتقاله جريحاً ، ليتبعها دخول قوة كبيرة من جيش الاحتلال الى المكان ، معززة بآليات عسكرية ، وجيبات مصفحة ، وكأن الهدف قائد كبير مدجج بالسلاح والقذائف الصاروخية .

شهود العيان اكدو الرواية الاولى لعملية استشهاده ، مصادر الاحتلال تحدثت عن مقتله بسبب سقوطة من الطابق الثاني اثناء محاولته الهرب ، الوالد و الوالدة فندو تلك الادعاءات الاسرائيلية ، واصفين الحادث بالحقير وغير الاخلاقي ، وان ابنهم صغير السن لم يكن في يوم ما ذو صلة مع أي تنظيم فلسطيني عسكري او غيره ، متهمين الاحتلال بالكذب والافتراء .

الحسرة التي بدت على الوالدة الصابرة كانت كبيرة ، كيف لا وهي محرومة من ولدها احمد القابع في سجون الاحتلال الاسرائيلي ، ولم تراه منذ اكثر من ستة اشهر بسبب المنع الامني للاحتلال ، ليقوموا اليوم بخطف ولدها الاصغر من حضنها و امام اعينها .

لم يكتف الاحتلال بذلك ، بل قام بإطلاق النار على ولدها عبد الله (25 عاماً ) واصابوه برصاصة في قدمه ، ومن ثم اعتقلوه جريحاً ، ليقولوا لها ، انك ستكونين والدة لأسير و جريح وشهيد ، ولو استطعنا لقتلناك انت و زوجك ايضاً .

لم ينته الامر ، بل قام الاحتلال بحجز الوالدين ، ونقلهم الى مكان مجهول ، بعيدا عن مكان العملية العسكرية لعدة ساعات ، ومن ثم تم احضار الوالد ، ليتعرف على جثة ولده الصغير ، سائلينه " هل تعرفه ؟؟ فقال اعرفه ؟؟ انه ولدي الصغير ... قتلتموه وبعد ذلك تريدوني ان اتعرف عليه ، انكم قتلة متوحشون ، ليس بقلوبكم لا شفقة و لا رحمة ، ولماذا قتلتموه وانتم تستطيعون اعتقاله .

المئات من النساء الفلسطينيات ، والرجال توافدوا على منزل الشهيد ، مقدمين واجب العزاء لذوي الشهيد ، معربين عن سخطهم و غضبهم لهول الجريمة البشعة التي ارتكبت بحق عائلة بلاونة ظهر اليوم الخميس .

وتبقى طولكرم تعيش تحت قبضة الاحتلال ، من ممارساته الوحشية ، وعمليات القتل و الدمار المستمرة يومياً ، فلا تخلو ليلة واحدة من عمليات التوغل ، و الاعتقال ، والقتل و التدمير ، آخرها تدمير محتويات منزل الشهيد بلاونة فور قتله امام اعين محبيه و ذويه .