|
فياض يدعو لالزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها على العاملين بالمجال الانساني
نشر بتاريخ: 22/08/2012 ( آخر تحديث: 22/08/2012 الساعة: 14:51 )
رام الله- معا- أفرد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي لهذا الأسبوع حول اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي أحيت شعوب العالم ومعها شعبنا الفلسطيني فعالياته قبل أيام.
وشدد رئيس الوزراء على أن هذه المناسبة تأتي لتحيي في ذاكرة شعبنا قصص المعاناة والبطولة، وتضحيات وأعمال ومبادرات الكثيرين ممن ساهموا في التخفيف من هذه المعاناة وزيادة الوعي بحقوق شعبنا الوطنية، وقال: "يكتسبُ أحياءُ هذه المناسبة أهميةً كبيرةً واستثنائيةً لدى شعبنا الذي يُناضل منذ عقود للتحرر من نير الاحتلال، والعيش حراً أبياً على أرضه"، وأضاف: "تُحيي هذه المناسبة في ذاكرتنا قصص المعاناة الإنسانية والبطولة التي صاحبت هذه المعاناة، والتي سطرتها نضالاتُ الكثيرين ممن ساهمت تضحياتهم وأعمالهم ومبادراتهم في التخفيف من معاناة وآلام أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده، وفي زيادة الوعي بحقوق شعبنا الوطنية والمشروعة، وفي مقدمتها الخلاص التام من الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المُستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967". وأكد فياض على أن الآلافُ من أبناء شعبنا أفراداً ومؤسسات حملوا، ومعهم مجموعاتٌ مُتزايدة من المتضامنين الأجانب، راية العمل الإنساني من خلال تقديم جملة من الخدمات والبرامج الاجتماعية والانسانية والصحية الوقائية منها والعلاجية، وكذلك التدخلات والمبادرات المجتمعية لمواجهة المأساة والمُعاناة المتفاقمة التي يُسببها الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المُتواصلة ضد شعبنا وأرضه وحقوقه الوطنية. وأشار إلى أن التصدي لمهام ومسؤوليات العمل الإنسانيّ في فلسطين تحول عبر سنوات نضال شعبنا إلى حالةٍ جماهيريةٍ وشعبيةٍ واسعة، وقال: " لقد واكبت هذه الحالة الشعبية عشرات المبادرات في مختلف مدن وقرى ومخيمات وخرب الوطن، وانخرطت في برامجها وأعمالها ليس فقط قطاعاتٌ واسعة من مجتمعنا، بل ومن نشطاء السلام والمتضامنين الأجانب أيضاً، وذلك في مسعى نبيل للتخفيف من المعاناة الإنسانية، وتحويل العمل الإنساني من مجموعة من القيم والمبادئ إلى مسؤوليةٍ وطنيةٍ اجتماعيةٍ وحسٍ إنساني عالٍ ونبيل". وشدد رئيس الوزراء على أن المئاتُ من أبطال الطواقم الطبية والمتطوعين والمُسعفين وفرق الدفاع المدني سطّروا في ربوع الوطن قصصاً هامة في العمل الإنساني لنجدة أبناء شعبنا وتقديم المساعدة لهم وانقاذ حياتهم، مُتحدين المخاطر وكافة العراقيل والمُعيقات الإسرائيلية، بما يشمل منع وإعاقة سيارات وفرق الإسعاف الفلسطينية في كثير من الأحيان من أداء مهامها والوصول إلى الجرحى والمرضى، خاصةً لدى اجتياح قوات الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وفي بعض الأحيان، تعرضت سيارات الإسعاف نفسها للاعتداء، الأمر الذي أدى إلى استشهاد عدد من أفراد الطواقم الطبية، والذين ستبقى تضحياتُهم وأعمالُهم وذكراهم خالدةً في وجدان شعبنا وضميره الجمعيّ. واستذكر فياض خلال حديثه تضحيات العديد من شهداء الأسرة الصحفية الفلسطينية الذين قضوا وهم يسعون للحقيقة ونقل معاناة شعبنا وتضحياته ورسالته وتوقه للحرية والخلاص من الاحتلال إلى العالم. وتوقف أمام ذكرى الصحفي الإيطالي "رفائيلي تشيريلو" الذي قتلتُه قواتُ الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامه بواجبه الصحفي في تغطية الاجتياح العسكري الإسرائيلي لمدينة رام الله قبل نحو عشرة أعوام، والمصور الصحفي البريطاني "جيمس ميللر" الذي قضى خلال تصويره فيلمٍ يوثق تأثير العنف الإسرائيليّ على أطفال فلسطين. واستعرض فياض تضحيات المتضامين الأجانب الذين غرسّوا في نفوس شعبنا قيمَ ومبادىء التضامن الإنساني وروح التضحية والعطاء، وفي مقدمتهم، المتضامنة الأمريكية راتشيل كوري والمتضامن الأممي الراحل فيتوريو أريغوني، وقال:" لا بد أن نستذكر ونحنُ نحيي فعاليات اليوم العالمي للعمل الإنسانيّ، تضحيات المتضامين الأجانب ونشطاء السلام الذين وقفوا إلى جانب شعبنا وحقه في الحياة، وفي مقدمتهم المتضامنة الأمريكية راتشيل كوري التي تصدت بجسدها لجرافةٍ إسرائيلية في محاولةٍ منها لإبقاء الابتسامة على شفاه أطفال رفح والدفاع عن حقهم في البقاء في بيوتهم، والمتضامن الأممي الراحل فيتوريو أريغوني الذي قُتل على يد مجموعةٍ إرهابية متطرفة، بعد أن قرر العيش مع أبناء قطاع غزة ونقل معاناتهم الإنسانية للعالم، وغيرهم من المتضامنين". ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته من أجل إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وقال: " آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية من أجل إلزام إسرائيل بوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة بحق شعبنا، وما يتعرض له المدنيين من اعتداءاتٍ وتنكيل، واحترام حقوق العاملين في المجال الإنساني". وشدد فياض على أن إسرائيل تعمدت على مدى رحلة شعبنا وسعيه العنيد لتحقيق أهداف مشروعه الوطني، وضع العراقيل والمُعيقات أمام جهود العاملين في المجال الإنسانيّ، في انتهاكٍ صارخٍ لقواعد القانون الدوليّ الانساني سيما اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية المدنيين، والبروتوكول الاضافي الاول لاتفاقيات جنيف الأربع التي كفلت حماية الطواقم الطبية والسماح لها بالوصول إلى أي مكان لا يستغنى عن خدماتها فيه دون أي عائق، للبحث عن المرضى والجرحى والمنكوبين وعلاجهم، وتقديم الاسعافات الاولية لهم. واستذكر رئيس الوزراء خلال حديثه المناضلين الكبيرين د.حيدر عبد الشافي، و د. فتحي عرفات كما حيا ذكرى المُناضلتين سميحة خليل ويُسرى البربري، وقال:" نحنُ إذ نكرم اليوم، الذين ساهموا في الارتقاء بواقع العمل الإنساني في فلسطين، ونحيي ذكرى العاملين في مجال المعونة الإنسانية، وفي المجال الطبي والإغاثي ممّن استشهدوا أو أُصيبوا أثناء القيام بهذا الدور الحيوي والهام، فنحن نُكرّم كذلك قيم ومبادئ الانتماء والشعور بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية والإنسانية التي عبّر عنها أبناء شعبنا على مر المراحل المختلفة"، وأضاف: "لا بد لي من أن أتوقف هنا واستذكر المناضل الكبير، والعنوان الأكبر للعمل التطوعي في فلسطين د.حيدر عبد الشافي، الذي كرّس حياته لتأسيس العديد من المؤسسات التطوعية والعمل الإنساني النوعي في فلسطين، والمناضل د. فتحي عرفات مؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني الذي كان دوماً بطواقمه ومستشفياته وعياداته بلسماً لجراح شعبنا في لبنان وسوريا والأردن وفي فلسطين، كما لا بد لنا من الوقوف باحترام وتقدير لذكرى المُناضلتين سميحة خليل ويُسرى البربري لما قدمتاه من خدماتٍ إنسانيةٍ جليلة لشعبنا". وشكر رئيس الوزراء في ختام حديثه جميع العاملين والمتطوعين في المؤسسات المحلية والدولية العاملة في مجال الخدمات الإنسانية الذين يؤدون واجبهم الوطنيّ والإنسانيّ، ويعملون بكل إخلاص للتخفيف من معاناة شعبنا وتوفير المزيد من مقومات صموده. وقال: " لهم جميعاً التحية، وللشهداء منهم كل الإجلال، وستبقى ذكراهم عطرة في ذاكرة شعبنا". |