وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"يديعوت احرونوت": العلاقات المصرية الاسرائيلية في اخطر مراحلها

نشر بتاريخ: 23/08/2012 ( آخر تحديث: 24/08/2012 الساعة: 14:57 )
بيت لحم- معا - "انها اخطر مراحل العلاقات الاسرائيلية المصرية نحن ندرس محمد مرسي وكذلك هو، الجيش المصري يدرس النظام الجديد وكل طرف من اطراف اللعبة يحاول دراسة حدود تحمل وقدرات الطرف الاخر والمصريين لا يتكلموا بنفس اللغة التي تكلموا بها طيلة الثلاثين عاما الماضية... وهذا الوضع يتطلب تفاهمات وبيانات صحفية قصيرة وازمات"، هذا ما قاله مراسل "يديعوت احرونوت" ومحللها العسكري اليكس فيشمان في مستهل مقال تحليلي نشرته الصحيفة اليوم الخميس، حمل عنوان " مطلوب رسالة واضحة ".

واضاف فيشمان "لا شك بان ادخال المصريين الاسبوع الماضي عشرات الدبابات للمنطقة منزوعة السلاح في سيناء يعتبر خرقا لملاحق اتفاقية السلام وبمثل هذا الوضع فان اسرائيل تطلق النار على قدمها فليس مهما اذا فهم المصريون التصاريح التي منحتها اسرائيل في أوقات سابقة بشكل خاطئ لكن المهم هو هل الرسالة التي تلقوها من اسرائيل كانت قوية بما يكفي ام لا ؟.

يدعي المصريون بانهم تلقوا قبل عام تصريحا إسرائيليا يخولهم إدخال دبابات بكمية معينة الى سيناء وذلك بعد العملية المسلحة التي وقعت على الشارع رقم 12 وهذا ليس كل شيء بل سمحت اسرائيل للمصرين ادخال مروحيات قتالية الى عمق المنطقة منزوعة السلاح فيما تقول اسرائيل بان الجانب المصري وضعها أمام الأمر الواقع ليتضح بان وزير الجيش وبتوصية من الجيش نفسه قد عارض الزج بالدبابات الى المنطقة المعزولة لكنه لم يعارض دخول المروحيات الهجومية، فيما عارض نتنياهو ادخال المروحيات وفي نهاية الامر اتفق الاثنان بانه وعلى ضوء الوضع القائم في الميدان على ضرورة الموافقة على طلب المصريين والسماح بادخال الدبابات والمروحيات بالاستناد للفرضية القائلة بان كل يوم يصمد فيه اتفاق السلام ولا ينفجر يشكل ربحا صافيا لاسرائيل لكن ماذا على المصريين ان يتعلموا من هذا القرار ؟ استعداد اسرائيل الى "ابتلاع " الخروقات للملحق العسكري لاتفاقية السلام ، قال فيشمان.

واضاف "الجهات الأمنية الإسرائيلية تتلاعب بما يتعلق بالملحق العسكري لاتفاقية السلام وتناور في كل ما يتعلق به فعلى سبيل المثال، قبل عدة اسابيع حين قتل احد العاملين المدنين لدى وزارة الجيش توجهت اسرائيل لمصر مطالبة ايها بضرورة احلال النظام في المنطقة فطلب المصريون ردا على ذلك بالسماح لهم بادخال دبابات حتى يتسنى لهم شن حرب فعالة وهنا صرخت وزارة الجيش باعلى صورتها: لا يعقل ان تسقط هذه الدبابات في يد البدو او رجال القاعدة وهنا قال الجيش الاسرائيلي: ما المانع ؟ الدبابات لا تشكل خطرا علينا، بشرط ان يقوم المصريين بما يتوجب عليهم في سيناء لكن هذه التقييمات اختلفت هذه الايام وباتوا في الجيش يشدون شعرهم امام السابقة الخطيرة المتمثلة بخرق اتفاقية السلام "انه امرا سيئا لكن يمكننا فهمه وتفهمه المهم ان نحافظ على مستوى توتر منخفض ولا نمس بالمصريين ".

سلمت اسرائيل مطلع الاسبوع الماضي المصريين رسالة مفادها ضرورة اخلاء الدبابات وإعادتها لمواقعها الاولى بعد انتهاء مهمتها في سيناء واسرائيل تريد خروج الدبابات لكنها لا تريد المساس بكرامة الرئيس المصري محمد مرسي وكرامة وزير الدفاع ورئيس الاركان المصري الجديدين.

وهنا يمكن ان يقع المصريين في الارتباك والبلبلة مصر الان لا تعمل من واقع التفكير المتزن وانما تحت تأثير الشارع وهو الذي يحدد مجالات ومساحات المناورة التي يتمتع بها الساسة وهنا يمكن ان يقول الشارع المصري " لقد خفنا طيلة السنوات الماضية من تحريك عود ثقاب في سيناء دون الحصول على موافقة اسرائيل وها هو الإثبات على فساد وجبن مبارك الذي كان تحت سيطرة اسرائيل لقد جاء مرسي ووضع اسرائيل في مكانها الصحيح ورغم وجود قادة مصريين في الجيش والنظام يفهمون معنى ضبط النفس الاسرائيلي لكن الشارع سيجبرهم على تعليم اسرائيل درسا وفقا لتعبير اليكس فيشمان.

واختتم فيشمان مقالته بالقول "على ضوء ما سلف يجب ان تكون الرسالة الاسرائيلية واضحة جدا "اخرجوا الدبابات الان " واذا رغب جنرالات مصر بترك اثر ايجابي على الرئيس الجديد والشارع المصري عليهم ان يفهموا بان تاريخهم وسيرتهم العسكرية لن يبنوها على حساب اتفاق اخلاء سيناء من السلاح ".

يجب ان تظهر اسرائيل موقفا واحدا واضحا بانه لن تجري أي عملية عسكرية داخل سيناء دون موافقة اسرائيل والتنسيق معها واذا لم ترسل اسرائيل حتى هذه اللحظة مثل هذه الرسالة الواضحة والقوية الصادرة من مكتب رئيس الحكومة ووزير الجيش الى مكتب الجنرال السيسي والرئيس مرسي فنحن في مشكلة كبيرة ويجب وقف هذا التدهور فورا ومعالجته قبل ان يكبر ويتضخم .