|
العمل الصحي تنهي الاستعدادات لفتح بيت ولادة آمن في قلقيلية
نشر بتاريخ: 25/08/2012 ( آخر تحديث: 25/08/2012 الساعة: 16:27 )
رام الله - معا - أنهت مؤسسة لجان العمل الصحي في مدينة قلقيلية تجهيزاتها اللوجستية والبنائية لإفتتاح أول قسم ولادة آمنة في مركز قلقيلية الصحي التابع لها ليكون أول دار ولادة تتبع لمؤسسة أهلية على مستوى المحافظة.
وأكد مدير المركز، الدكتور باسم الهاشم: أنجزنا كافة الأعمال الإنشائية للطابق المخصص لذلك في مركز قلقيلية الصحي وكذلك متطلبات التشغيل ونحن ننتظر إذن مبشارة العمل من وزارة الصحة الفلسطينية"، مضيفاً أنه في حال جرى إفتتاح دار الولادة الآمنة قبل نهاية العام الجاري كما هو متوقع فإن ساعات العمل في مركز قلقيلية الصحية ستتمدد لتصبح على مدار الساعة بدلا مما هي عليه الآن والتي تمتد من الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً، وهو أمر من شأنه التخفيف عن المرضى والمراجعين ويتيح أمامهم المزيد من الوقت للحصول على الخدمات الصحية التي يريدونها. ومن المتوقع أن يضم قسم الولادة في مركز قلقيلية الصحي أربع عشرة أسرة في المرحلة الأولى ليرتفع بذلك عدد أسرة المركز إلى 12 سريراً حيث يوجد 8 أسرة أخرى في قسم الجراحة النهارية. ويحتل المركز اليوم موقعاً متقدماً بين مقدمي الخدمات الصحية في مدينة قلقيلية فهو يخدم سكان المدينة والقرى المحافظة بها لا سيما وأنه جرى إدخال العديد من التخصصات الطبية والخدمات الصحية للمركز لم تكن تتوفر في المدينة. وعن البدايات، يتذكر الهاشم اللحظات الأولى لقرار مؤسسة لجان العمل الصحي دخول المنطقة لخدمة سكانها الذين كانوا يرزحون تحت وطأة الاحتلال حيث لم تكن السلطة الفلسطينية قد أقيمت ويقول: أنشأنا مركز قلقيلية الصحي في العام 1990 بقرار من اللجان لشعبية للخدمات الصحية وهو الأسم الذي كانت تعمل به مؤسسة لجان العمل الصحي وكانت البداية عبارة عن غرفة للطب العام ومختبر بسيط ولكن الأمر بدأ يتطور إستجابة للاحتياجات المتزايدة للمواطنين فجرى إدخال خدمات طب الأسنان وبعض البرامج الصحية والتخصصات الطبية للخدمات المقدمة. ويضيف د. الهاشم: في العام 2000 إنتقلنا لهذا المبنى الحالي وهو ملك للمؤسسة كانت قد إشترت الأرض التي أقيم عليها في العام 1994، ويعد اليوم مبنىً نموذجياً يقدم خدمات نوعية واستطاع الاستجابة للمتطلبات المتزايدة والضرورية للفلسطينيين خاصةً مع إندلاع إنتفاضة الأقصى ومحاصرة المدن الفلسطينية وإستهدافها من قبل الاحتلال الإسرائيلي حيث جرت المبادرة وبعد إحاطة قلقيلية بجدار الفصل من جميع الجهات مع ترك منفذ وحيد لها يتحكم به جنود حاجز عسكري إسرائيلي لإدخال أخصائيين في حقول الطب والعلاج المختلفة ما خفف عن المرضى الذين كان المركز ملاذهم ومخفف آلامهم. |186692| ويؤكد د. الهاشم بأن مؤسسة لجان العمل الصحي في قلقيلية وفي كافة أماكن عملها تعتبر نفسها في خدمة المواطن الفلسطيني وأنها ليست في تنافس مع مقدمي الخدمات الصحية الآخرين بل تعمل معهم في إطار التكامل، ومن هذا الباب أدخل مركز قلقيلية الصحي خدمات العيادات التخصصية والطواريء والمختبر والأشعة والجراحة النهارية التي دخلت حيز الخدمة منذ ثلاث سنوات وهو أمر وفر على المرضى والمراجعين عناء السفر ومشقته إلى المدن الأخرى وجنبهم إعتداءات جنود الاحتلال والمستوطنين على الطرقات. ويعتبر مدير المركز أن إفتتاح قسم الولادة سيعطي إضافة نوعية لخدمات المركز وسيشعر المواطنين بكثير من الراحة. وتنحصر الجراحات النهارية التي يقدمها المركز في هذه المرحلة بالجراحات التي لا تطال تجويف البطن مثل البواسير والفتاق والعظام والعيون والأنف والأذن والحنجرة والمسالك البولية وهي خدمات غير موجودة في قلقيلية. ويرى د. الهاشم أنه لا زال هنالك نقص في الخدمات الصحية في قلقيلية وأن المسؤولية تقع على عاتق جميع القطاعات التي تقدم خدمات صحية في المدينة المحاصرة والمعزولة عن محيطها. وقال د. الهاشم: لا شك أن الجدار أثر على كل القطاعات المعيشية للسكان والقطاع الصحي ليس بمعزل عن ذلك وهو ما دفع بلجان العمل الصحي لتأخذ على عاتقها الوصول للمواطنين المعزولين خلف الجدار وخاصة في قرى جنوب قلقيلية وتحديداً عزون عتمة، وقال أيضاً إننا لم نستطع تسيير العيادة المتنقلة للمكان هو إشتراط جنود الاحتلال على بوابة الجدار المفضية للقرية الحصول على تصريح خاص للسيارة وطاقم الأطباء وهو ما نرفضه كمؤسسة وطنية لإيماننا أنها منطقة فلسطينية ولنا الحق بممارسة عملنا الإنساني فيها دون إعاقة. |186688| وأكد د. الهاشم أن المأساة لا تتوقف عند هذا الحد فبوابات الجدار لا تفتح إلا في ساعات محددة وتغلق في ساعات أخرى وهو أمر معيق أخر أمام حركة المرضى من القرى المعزولة نحو العيادات والمشافي وهو ما ينطبق كذلك على الأطقم الطبية ما يعني تزايد الضغوطات الصحية والنفسية على المرضى. ولفت د. الهاشم إلى ملاحظات صحية خطرة وسلبية بات القائمون علىمركز قلقيلية الصحي يلمسونها عند المراجعين لا سيما النساء والأطفال عند فحص نسب الدم وقوتها إذ لوحظ الإنخفاض في قوة الدم وفقر الدم خاصة لدى الحوامل بسبب سوء التغذية الناجم عن الفقر المرتبط بتدمير كل مقومات الحياة الاقتصادية للمواطنين الذين يعتمدون على الزراعة. وفي هذا الإطار، قدر رئيس غرفة تجارة وصناعة قلقيلية إبراهيم نزال خسائر قلقيلية بأكثر من 750 مليون دولار منذ العام 2000 وقال ربما لا توجد مدينة أخرى تعاني ما تعانيه قلقيلية فهي محط أطماع اسرائيل منذ العام 1948 حيث تعرضت وقتها لهجمة شرسة وتكرر الأمر في الأعوام 1951 و1958 و1965 و1967 ليتوج مؤخراً بجداري الفصل العنصري. |186690| وبحسب نزال فإن المدينة محاطة بجدارين الأول يحيط بها بالكامل والآخر يعزل 7600 دونم من أراضيها الزراعية الخصبة حيث حولها الاحتلال لمناطق شبه عسكرية يصلها المزارعون عبر ثلاث بوابات صفراء تفتح عند الثامنة صباحاً لمرة واحدة ويعاد فتحها للمرة الثانية عند الرابعة عصراً ولا يجوز لأي كان الدخول أو الخروج بن الوقتين المحددين وهو أمر مرهق للمزارع ويكبده خسائر باهظة. ومن صور الفقر وتراجع إقتصاديات المواطنين وفق نزال هو الهجرة الداخلية لسكان المدينة إن كان بإتجاه القرى المحيطة بها خارج الجدار أو المدن الفلسطينية الأخرى بعد أن كانت سوقاً إقتصادية كبيرة يقصدها التجار والعمال للسكن فيها والإنتفاع. والمدينة المحاصرة اليوم ربما تعد الأكثر كثافة بالسكان وتتفوق على غزة بذلك فبعد أن كانت أراضيها تصل حد البحر الأبيض المتوسط لم يتبق لخمسين ألفاً من سكانها سوى أربعة كيلومترات مربعة ليعيشوا ويعملوا عليها. كما أن قلقيلية كانت تحوز على 72 بئر مياه لم يتبق لها منها سوى بضعة آبار وقد يكون هذا أحد أسباب إستهدافها من قبل الاحتلال كما أن الاستيطان بحسب العميد ربيح الخندقجي محافظ قلقيلية قد بدأ فيها منذ وقت مبكر لاحتلال العام 1967 كونها تقع قريباً من التجمعات السكنية الإسرائيلية في أراضي العام 1948 بهدف التهجير والتهويد والسيطرة على أكبر منابع المياه في الضفة الغربية الواقعة بين المحافظة ومحافظة سلفيت ويرى المحافظ أن الواقع على الأرض يدل على ذلك حيث يمتد الاستيطان على أراضي المحافظة من الغرب إلى الشرق ضمن ما يسمى بإصبع قدوميم المرتبط بإصبع أرائيل الاستيطاني وهو أمر من شأنه تعقيد أي حل سياسي مستقبلي في المفاوضات.| 186689| ويعزي الخندقجي إجراءات الاحتلال في قلقيلية منذ إندلاع إنتفاضة الأقصى وعزل السكان لرغبة إسرائيلية في إعادة رسم التوزيع السكاني عبر إقامة جدار الفصل العنصري حول خمسين ألف فلسطيني يعيشون في المدينة لم يترك لهم إلا مدخل واحد محاط بحاجز عسكري ومدخل آخر مربوط بنفق يقف في نهايته بوابة يتحكم بها جنود الاحتلال عزلت خلفها أراضي المواطنين التي يعتاشون منها. وفي وصفه للجدار في قلقيلية قال: ربما لا يوجد مدينة فلسطينية تشبه قلقيلية في موضوعة الجدار سوى القدس المحتلة حيث يقتحم الجدار الأراضي بشكل إستثنائي ويقترب من منازل الفلسطينيين. وأضاف: لقلقيلية خصوصية تنفرد بها عن باقي المدن الفلسطينية فهي تجمع يضم لاجئين مثل حي كفار سابا والقرعان وكل تجمع أكبر من أي مخيم فلسطيني حيث أن المدينة كانت حاضنة للنكبة واحتضنت اللاجئين ولم تقم لهم مخيمات وهو ما يفسر وجود مشفى طبي فيها يتبع وكالة الغوث الدولية. ومن مخرجات الحصار والسياسات الإسرائيلية بحق قلقيلية الفروقات في عدد سكان المدينة بين تعدادي السكان الذين أجراهما الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في العامين 1997 و2007 حيث كان العدد في التعداد الأول 102 ألف نسمة في الثاني 91 ألف نسمة رغم أن سكان المدينة إستمروا في التزاوج والتوالد بشكل طبيعي وهو ما يمكن تفسيره بالهجرة الداخلية وربما الخارجية لبعض المواطنين وأصحاب الأعمال والمنشآت الاقتصادية لبعض المواطنين وكذلك الموظفين هرباً من جحيم الحصار والإغلاق. |