وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تحليل كأس السوبر ونهائي كأس ابو عمار

نشر بتاريخ: 26/08/2012 ( آخر تحديث: 26/08/2012 الساعة: 23:04 )
الخليل - معا - متابعة عبد الفتاح عرار - موسم جديد اطلقه اتحاد الكرة بنجاح للسنة الرابعة على التوالي مؤكدا بذلك مهنيته واصراره على مواصلة النهوض بالكرة الفسطينية رغم كل العراقيل والصعوبات التي تواجهها.

الاجندة اصبحت واضحة ولا مجال للتكهنات فيها ووضوحها جعل الاندية تبدأ باخذ الحيطة والحذر مبكرا رغم تاخر بعضها نوعا ما هذا الموسم.

انطلاقة الموسم جاءت باختتام البطولة التنشيطية الغالية التي تحمل اسم الشهيد ياسر عرفات والتي من خلالها استطاعت الفرق الوقوف على مدى جاهزيتها لانطلاق الموسم وفعلا هذا ما حصل فبعد نتائج بعض الفرق شاهدنا حركة غير عادية باستقطاب لاعبين وتكثيف الجرعات التدريبية بعد حالة عدم الرضا التي واكبت المشاركة في البطولة وبذلك تكون البطولة التي تقام عادة خلال فترة التسجيل قد حققت اهدافها وقدم من خلالها الاتحاد خدمة للاندية من تقييم مرحلة الاستعداد.
|186666|
وقد اختتمت هذه البطولة في نسختها الرابعة والتي تعتبر الثالثة للمحترفين بتتويج مركز شباب الامعري باللقب على حساب مركز شباب بلاطة.
الموسم انطلق رسميا كما هو الحال في كافة انحاء العالم في موعده باقامة مباراة كأس السوبر التي تجمع بطل الدوري ببطل الكاس واستطاع بطل الكاس الذي احرز القب على حساب بطل الدوري ان يظفر باللقب ويزف لقبا ثالثا لخزائنه.

المهم ومن خلال ما شاهدناه خلال كاس الشهيد ابو عمار والحركة التي تبعت هذه المشاركة فان الموسم الكروي القادم سيكون مميزا وتنافسيا من الدرجة الاولى.

الغزلان بثلاثة القاب وبقي تاج الدوري
بعد احرازهم كأس السوبر اصبح هذا اللقب هو الثالث للغزلان خلال هذا الموسم بعد فوزهم الموسم الماضي بلقب كاس ابو عمار ولقب كاس فلسطين واحتلالهم المركز الثالث في الدوري وبذلك تساوى الغزلان مع الهلال في مجموع الالقاب واصبحت خزائن كل فريق خالية من لقب لا يزال البحث عنه جاريا فالغزلان يبحثون عن تاج الدوري واسود العاصمة لا زالوا يركضون خلف كاس الشهيد ابو عمار.

والفرصة الان اصبحت سانحة امام الغزلان بعد هذا التفوق لدخول المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم بعد حالتي الاستقرار الاداري والفني اللتان يعيشهما الفريق ونظرا للتطور المتواصل الذي ظهر به الغزلان.

الهلال فرط بفرصة تحقيق رقم قياسي
الفرصة جاءت مرتين لهلال العاصمة لتحقيق رقم قياسي بان يكون اول فريق يحتفظ بلقبه فبعد ان كان بطلا للكاس في الموسم الماضي خسر النهائي هذا الموسم امام الظاهرية مع العلم انه كان قد فاز باللقب على حساب الظاهرية والان ايضا يعود للتفريط بالفرصة مجددا وامام الغزلان ايضا فبعد ان كان بطلا لسوبر الموسم الماضي لم يفلح بالاحتفاظ باللقب هذا الموسم وخسر مباراة السوبر امام الظاهرية لتصبح لقاءات الفريقين لقاءات قمة بامتياز بحيث سنشهد في افتتاحية الدوري لقاءا جديدا بين الغزلان والاسود يوم الجمعة القادم سيسعى فيه الاسود لوقف سيطرة الغزلان على لقاءات الفريقين ومن خلاله ستعمل الكتيبة الظاهراوية على تاكيد تفوقها.
|186794|
شوط اول غزلاني بامتياز
في نهائي كاس السوبر قدم الغزلان شوطا اول نموذجي بامتياز من خلال التشكيلة التي بدأ بها ابو الطاهر بالاعتماد على كل من خالد سالم في الجبهة اليمنى واحمد ماهر في الجبهة اليسرى دافعا بمحمود جبر كمهاجم صريح ومكثفا عدد لاعبيه في وسط الملعب مع وجود قاسم وعلان وكعبيه لتضييق المساحات على الهلاليين وقد نجح بذلك مستغلا مغامرة هشام عبد المنعم باللعب بطريقة 3-5-2 والزج بهيثم ذيب لاول مرة في الجهة اليسرى الامر الذي منح خالد سالم حرية الحركة واعطى فرصة ايضا للظهيرين للتقدم متسلحا ببراعة كامل جبارين وعايدية بانضباطهم في المنطقة الخلفية.

انضباط دفاعي وكثافة في خط الوسط واللعب على الاطراف ساهم كل ذلك في عملية الانتشار المنظم وقابله مغامرة هلالية غير محسوبة العواقب استغلها غزلان ابو الطاهر فاصابوا شباك ابو سليم مرتين خلال خمس دقائق واحدة من عرضية خالد سالم الذي كان مزعجا في الميمنة ووضع عرضية بالمقاس للغزال الذهبي احمد ماهر الذي مارس هوايته في التسجيل تلى الهدف جراة ومواصلة استغلال النقص العددي في الخط الخلفي ليحصل الصانع المتقدم لمساندة ماهر على ركلة جزاء ليتقدم الغزلان بهدفين في الشوط الاول.

الشوط الثاني للغزلان لم يكن كسابقه وحدث فيه تراجع غير مبرر مع هبوط منسوب اللياقة البدنية لمفاتيح اللعب في الفريق قاسم وعلان وماهر وتحمل الدفاع مع الامين قيسية عبئ هذا الشوط واستدرك ابو الطاهر الموقف بالزياد العددية في الخط الخلفي مع بدء اعتماد الهلال على الكرات العالية في العمق باعادة خالد سالم والاعتماد على الهجمة المرتدة بعد الزج بيحيى السباخي كمهاجم وحيد لينجح ابو الطاهر في الحفاظ على تقدمه بهدفين لهدف وساعده في ذلك الطريقة التي اعتمدها الهلال خاصة الكرات الطويلة التي اراحت لاعبي الظاهرية نوعا ما رغم التراجع البدني.
|186732|
عبد المنعم لم يصل للتشكيلة المثالية
الاعتماد على ثلاثة مدافعين وعدم رؤية تشكيلة ثابتة للهلال ادت لعدم وصول الفريق لحالة من الانسجام اضافة لبعض الاخطاء الدفاعية المتكررة خاصة في العمق فقد اعتمد عبد المنعم على كل من السويركي وعطية وذيب في الخط الخلفي رغم وجود ابو صالح في الملعب الذي كانت مهامه هجومية لينضم لكتيبة خط الوسط كاتلون واسماعيل والصالحي وميعاري ويلعب مراد عليان كمهاجم صريح ومن خلفه محمد ابو داوود.

كثافة في خط الوسط وهجوم مبالغ فيه في ظل انضباط في دفاعات الغزلان على حساب الخط الخلفي للهلال الذي ارهق بعكس ما تعودنا عليه من هلال العاصمة اللعب بطريقته المعهودة 4-4-2.

الهلال دفع ثمن هذه المجازفة بالتاخر بهدفين في الشوط الاول وقد ساهم في ذلك ايضا التراجع في اداء بعض اللاعبين وخاصة المايسترو مراد اسماعيل وتراجع الفريق ايضا بالاعتماد على العرضيات التي تعود عليها مع وجود بعضها لحسام ابو صالح لكن ليس كالمعهود وبقي عليان حتى رغم كونه غير مراقب بدون كرات. اضف الى ذلك ان المدافع عطية حتى الان لم يصل لحالة من الانسجام مع بقية زملائه في الخط الخلفي. عاد عبد المنعم في الشوط الثاني لترتيب اوراقه وتغيير طريقة اللعب بعد الدفع بالخطيب كظهير ايسر والدفع بخويص ومعن جمال واعتمد على الكرات الطويلة في العمق الدفاعي فقلص النتيجة مبكرا لكن التوتر والاستعجال والبقاء في الاعتماد على الكرات الطويلة في العمق لم يسعفه في التعديل لان الغزلان تكتلوا دفاعيا واعتمدوا على طول قامة كل من جبارين وخالد سالم في التصدي للكرات الهوائية ونجحوا في ذلك.

الهلال فريق رائع وبحاجة فقط للوصول لتشكيلة ثابتة منسجة وطريقة لعب واضحة بالعودة للاعتماد على الاطراف بشكل اساسي وايجاد علاج للفجوة في العمق الدفاعي لان الاخطاء التي حدثت مع الفريق في نصف نهائي كاس ابو عمار وفي نهائي السوبر متشابهة الى حد كبير.
|186665|
مباراة كأس ابو عمار
الامعري الثالثة ثابتة
الامعري متخصص في الوصول لنهائي كاس ابو عمار وصل في الموسمين الماضيين وخسر امام وادي النيص بهدف وفي الموسم الماضي خسر امام الغزلان بركلات الترجيح، هذا الموسم استطاع ان يحسم اللقب بجدارة بعد فوزه بثلاثية مقابل هدف على جدعان بلاطة من خلال العمل الدؤوب الذي قام به الجهاز الفني والذي يحسب له بخلق حالة من الانسجام لتشكيلة ثابتة وتعزيز الفريق بلاعبين رائعين عوضوا النقص في المراكز.

اللياقة البدنية والانتشار الرائع والاعتماد على الاطراف وتنفيذ تعليمات المدرب كانت سر نجاح الفريق في احراز اللقب الذي يسعون اليه منذ ثلاث سنوات. عبد الله الصيداوي في حراسة المرمى بخبرته اعطى طمأنينة للخط الخلفي المكون من مهدي والزعبي وعبد الله ونور عودة ورباعي خط الوسط المنظم بقياد كوارع ومعه الكوري وعلى الاطراف النشيطين العبيد وجمهور وفي المقدمة جمال علان العائد بقوة واصبح يشكل خطورة واضحة جراء عودته لمستواه ومن خلفه علي عدوي الذي يستطيع ان يصنع الفارق في كل لحظة.

كنت قد اشدت مسبقا بمستوى الامعري الفني وقد ثبت ذلك باحرازه اللقب بعد فتح جبهة يمنى مكونة من العبيد ونور عودة وجبهة ثلاية في الميسرة مكونة من عبد الله وجمهور وعلان وحرية حركة لعدوي مع زيادة التركيز التي تحلى بها كوارع. بهذا الاسلوب ومع وجود لاعب مثل عايد جمهور يمكن استخدامه في اكثر من موقع ووجود دكة بدلاء فيها كشكش المنتظر عودته سيعود الامعري ليكون ابرز المنافسين.

اداء اكثر من رائع ونزعة هجومية مدروسة مع انضباط في الخط الخلفي وعدم المغامرة مكنت الفريق من طرق الشباك مبكرا بثنائية رائعة بعد بينية عدوي للعبيد المتالق ليعود نفس اللاعب ويستخدم ذكائه مستغلا خطئ دفاعي وتقدم حارس المرمى ويوقع اسمه على هدف من اجمل الاهداف وكان عدوي يستحق التسجيل نظرا لتحركاته الذكية بدون كرة ليستغل خطئ دفاعي اخر ويسجل هدفا ثالثا رغم ان الفارق كان قد تقلص بعد خطئ الزعبي واهدائه كرة على طبق من ذهب لاردنية وربما يكون ذلك الخطئ الوحيد في المنطقة الخلفية في الشوط الاول.

الشوط الثاني ومع بدايته كان هناك ارتباك في صفوف الامعري لو استغلها الجدعان لذهبت المباراة لمنحنى اخر لكن رعونة التهديف وبراعة الصيداوي حالت دون دفع الامعري ثمنا لهذه الحالة من الارتباك بعد الضغط الذي شنه الجدعان.


الحذر المبالغ فيه بالتشكيل والاداء للجدعان حرمهم من اول لقب
اداء الجدعان خلال البطولة كان رائع ورجولي مع نقص الخبرة لبعض اللاعبين وربما كنت قد علقت مسبقا على حالة الارتباك التي يبدا بها الفريق غالبية مباراياته والتي تنم عن قلة الخبرة من ناحية وعلى حاجة الفريق للايمان بامكانيات نجومه من ناحية اخرى فكثيرا نرى هذا الفريق يؤدي بشكل افضل بعد تلقيه هدف وهذا ظهر جليا سواء في لقائه في المربع الذهبي امام وادي النيص او حتى في لقائه الافتتاحي امام هلال العاصمة.
|186667|
ومن خلال ما شاهدناه في النهائي بدى لي ان الفريق قد اكتفى بالوصول للنهائي ويسعى لجر الامعري لركلات الترجيح التي قد تبستسم له لكن هذه المغامرة لم تاتي اكلها لانهم قابلوا فريقا منظما وجاهز للنهائي استطاع ان يهاجم ويفكك التكتل الدفاعي المبالغ به. بلاطة لعب بطريقة غريبة في الخط الخلفي خاصة عندما لعب بطريقة الليبرو بوجود بهاء البدرساوي وحيدا في الخلف ومن امامامه اربعة مدافعين ليلعب بطريقة 1-4-4-1 وهي طريقة غريبة نوعا ما خاصة ان بكري البكري لعب كمساك الامر الذي احدث ارتباكا في الخط الخلفي مع تشتت المهام رغم انه نجح في معالجة مشكلة الظهيرين بالزج بادهم ابو رويس في الميسرة وبوسيم عقاب في الميمنة لكن علاج الاطراف قابله خلل واضح في العمق مع وجود الرباعي ادهم وابراهيم وبكري ووسيم امام بهاء.

خط الوسط كان منظما عابه تراجع مستوى الحويطي وقد يكون اكثر فاعلية اذا تم الاعتماد على قاسم محاميد في الميسرة اذ ابدع كثيرا عندما نقله البدرساوي من الميمنة الى الميسرة واصبح اكثر خطورة ومون اردنية بالعديد من الكرات في العمق. محمود ابو وردة تحرك جيدا في الميسرة وايضا في الميمنة لكن قلة خبرته في التعامل مع مباريات بهذا الحجم لم تسعفه في التسجيل خاصة انه حصل على فرصة افتتاح التسجيل في الدقيقة التاسعة قبل افتتاح الامعري للتسجيل.

المهم الاخطاء في العمق الدفاعي وعدم التوفيق لحارس المرمى ورعونة اردنية في التهديف وعدم محالفة الحظ له في الانفراد في الدقيقة 15 اضافة لعدم ظهور الحويطي بما كان متوقعا منه كانت اسباب تاخر الفريق في الشوط الاول.

في الشوط الثاني تحرر الفريق كليا من حالة الارتباك وسيطر على مجريات اللقاء وكان قريبا من تقليص النتيجة وحتى التعديل لولا براعة الصيداوي ورعونة التهديف ومع كثرة ضياع الفرص استسلم للفريق لهذه الحالة ربما مقتنعا بمركز الوصيف رغم انهم حصلوا على اكثر من فرصة سانحة للتسجيل وباعتقادي ان على البدرساوي علاء ان يكون اكثر جرأة بزيادة الفاعلية الهجومية بالاعتماد على اثنين من المهاجمين والعودة للعلب بدفاع المنطقة والتخلي عن الحذر المبالغ فيه معتمدا على بهاء وادهم وابراهيم ووسيم في الخط الخلفي وكلا من الحويطي ويوسف وبكري وابو وردة في المنتصف والزج بمحاميد خلف اردنية الذي من الممكن ان يكون من افضل المهاجمين هذا الموسم ان تسلح بالثقة وزاد من جرأته.
|186668|

في النهاية بلاطة فريق منظم وبحاجة فقط لمزيد من الترتيب وتوظيف اللاعبين والتسلح بالثقة الى جانب الاداء الرجولي الذي يتمتع به اللاعبين ليكون فريق ذو شان هذا الموسم.