|
ماذا يمكن لعباس ان يفعل بعلاقة ايران مع منظمة التحرير ؟
نشر بتاريخ: 29/08/2012 ( آخر تحديث: 02/09/2012 الساعة: 22:18 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام- كانت منظمة التحرير من اولى حركات التحرر في العالم التي ساندت الثورة الايرانية، وكان الخميني يتلقى الدعم والاسناد من الثورة الفلسطينية بلا حسيب او رقيب، وحين انتصرت ثورة الخميني، لم ينس اية الله هذا المعروف، فاستولى على السفارة الاسرائيلية في طهران، وسلّم مفاتيحها للزعيم ياسر عرفات لتصبح سفارة فلسطين منذ ذلك الحين، بل انه اطلق اسم فلسطين على كل المنطقة المجاورة نكاية باسرائيل وامريكا ومحبة بالفلسطينيين.
وقد كانت فترة "شهر العسل" بين الثورتين لم يشبها شائبة سوى اندلاع الحرب بين ايران والعراق، وطلب الخميني من عرفات الوقوف الى جانب الثورة الايرانية، ولكن عرفات رفض وانطلق الى بغداد ووقف الى جانب العراق، فحسم امر عروبته على امر اخوته مع ايران، فانهارت العلاقات بشكل كبير لكنها حافظت على شعرة معاوية. ويقال ان آخر جلسة بين الخميني وعرفات كانت عاصفة، وقال شهود عيان لوكالة "معا" انها كادت تصل الى الصراخ ورفض عرفات الاصطفاف ضد العراق، فانكسر صحن الود وانسكب العسل على الارض ليحل محله الظن والتشكيك. ومع ذلك ظلت الثورة الفلسطينية تدفن حبها لايران في قلبها وظلت ايران تدعم الفلسطينيين بحذر. ورغم ان بعض قادة الثورة الفلسطينية يقولون إن منظمة التحرير ساهمت في انهاء الحرب الايرانية العراقية ولعبت دورا وسيطا طيبا لجسر الهوة بين المتقاتلين الا ان الامر ظل في اطار الادعاء. وحين وقع ابو عمار اتفاقية اوسلو عام 1993 انتهت العلاقات رسميا بين ايران والمنظمة ووصلت حد التجريح، وجمّدت ايران كل دعم لها لمنظمة التحرير وهاجمتها في كل واد واتهمتها بالخيانة والتفريط ودعمت بدلا عنها الجهاد الاسلامي وحماس فساءت العلاقة الى أبعد حد. وفي العام 2000 ومع اندلاع انتفاضة الاقصى واطلاق "ابو عمار" سراح نشطاء الجهاد الاسلامي وحماس من سجون السلطة عادت العلاقات تلين بين الطرفين دون علم احد، حتى انفضح امر سفينة السلاح الايرانية "كارين اي" والتي كانت تحمل 20 طن سلاح الى قطاع غزة واتهمت اسرائيل "ابو عمار" بطلب الشحنة من ايران واتهمت عرفات بفتح خطوط خلفية مع ايران دون علم المخابرات الامريكية أو الاسرائيلية. ومع حصار "ابو عمار" زادت لهفة ايران لاعادة العلاقة مع منظمة التحرير، وظهر ذلك جليا من خلال تصريحات حليف ايران السيد حسن نصرا الله وامتداحه لحركة فتح ومنظمة التحرير في كل كتاباته، كما ازدادت حاجة المنظمة للحلفاء القدامى. ومع انتخاب "ابو مازن" رئيسا، ظلت العلاقات حبيسة الجمود والوسطاء، فهو كف عنهم المديح والقربى، وهم كفوا عنه الدعم بشكل كامل، وحين انقلبت حماس في غزة رفدت ايران بدائل الرئيس عباس بكل ما يحتاجونه فاغتاظت المنظمة وساءت العلاقة بعدما كادت تتحسن. ومع فشل المفاوضات مع اسرائيل، حاولت العديد من الاطراف الايرانية والفلسطينية اعادة صلة الرحم بين المنظمة وايران، لكن الطرفين لا يثقان ببعض حتى الان والدليل ان مجرد دعوة ايران لهنية كادت تمنع زيارة "ابو مازن" لطهران، فالطرفان يعيشان على بوادر حسن النية والعلاقة هشة ولا تتحمل الامتحانات، وحماس تعرف ذلك وتمكنت من التدخل في الوقت المناسب لزرع الوهم في نفس الرئيس "ابو مازن" واظهرت هواجسه من الثقة بقيادة ايران. وكالة معا، علمت ان العديد من القادة الفلسطينيين حاولوا ثني "ابو مازن" عن الذهاب الى ايران، لكنه حسم امره وذهب، مع العلم انه كان يرغب بزيارة ايران حتى قبل القمة، وان زيارته هذه، وطريقة تعامل الايرانيين مع منظمة التحرير ستقرر علاقة المنظمة بايران لسنوات مديدة قادمة فالامر لا يتعلق بمحبة خامنئي او كراهيته للرئيس ، كما انها قضية لا تخص شخص محمود عباس بل انها تخص الجيل القادم ومستقبل القدس . فإما يعود الرئيس نادما على محاولة اذكاء نار المحبة من جديد واما يعود قائلا: خيروني بين ليبرمان وايران، فذهبت الى طهران. |