وفد برلماني من غزة يعقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين جنوب افريقيا

غزة- معا - عقد الوفد البرلماني الفلسطيني الزائر لجمهورية جنوب افريقيا عدة اجتماعات مع المسؤولين بالجمهورية كان في مقدمتهم رئيس البرلمان السيد سوسولو ، وذلك اليوم بمكتب الأخير بالبرلمان الجنوب افريقي بحضور طاقم مكتبه وبعض مساعديه.

وأكد سوسولو للوفد بأن الشعب في جنوب افريقيا قد تنسم عبير الحرية والانعتاق من التمييز العنصري بعد معاناة شديدة استمرت لعقود، منوها بأنه قد آن الأوان لحرية الشعب الفلسطيني والتخلص من الاحتلال الذي هو عمليا يمارس على حد وصف سوسولو أعمال عنصرية بامتياز.

وأضاف سوسولو بأن مجلسه كان دوما يقف لصالح القضية الفلسطينية في كل المحطات ،مشددا على أن بلاده ستبقى تبذل كل الجهود على الساحة الدولية حتى نيل الشعب الفلسطيني لحريته وتمتعه بالاستقلال وزوال الاحتلال عن أرضه ومقدساته.

بدروه نقل د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي ورئيس الوفد الزائر تحيات عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي لنظيره الجنوب افريقي وأعرب عن فخره والشعب الفلسطيني بنضال شعب جنوب افريقيا ضد النظام العنصري، مشيدا بالدور الهام الذي لعبه نيلسون مانديلا حتى وصلت البلاد لحالة الديمقراطية التي ينعم بها شعب جنوب افريقيا حالياً.

وأكد بحر على سجن مانديلا الذي ما زال قائما يعبر عن بشاعة العنصرية ونظامها الفاشي، واعتبر بحر بأن الاحتلال يحاكي النظام العنصري باحتلاله الأراضي الفلسطينية سواء مدينة القدس وما يجري فيها من تهويد وطمس للمعالم العربية والاسلامية أو حصار غزة ،وغير ذلك من اجراءات الاحتلال على الأرض.

ونوه بحر لرئيس لمضيفه بأن التجربة مع الاحتلال تشابه الي حد بعيد خوض الشعب بجنوب افريقيا نضاله الطويل للحصول على حريته والتخلص من العنصرية ،وفي نهاية اللقاء قدم بحر لسوسولو دعوة رسمية من نظيره الفلسطيني دويك لزيارة فلسطين.

وفي ذات السياق عقد الوفد اليوم الأربعاء اجتماعا هاما مع نائبة رئيس البرلمان السيدة ميميلا بمكتبها وبحضور بعض رؤساء اللجان البرلمانية ببرلمان جنوب افريقيا ،وأبرقت ميميلا بالتحية للشعب الفلسطيني معربة عن تقديرها لنضال شعبنا ومقاومته للاحتلال ،وأوضحت ميميلا بأن زيارة الوفد البرلماني سيكون لها ما بعدها على صعيد توطيد العلاقات بين البرلمانين.

وافصحت ميميلا عن التزام بلاده بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وبكافة حقوق الشعب الفلسطيني ، وأضافت بأنها ترغب بالتعاون بين المجلسين في مجال كتابة الدساتير وتبادل الخبرات فيما يتعلق بصياغة التشريعات والقوانين.

بدوره قدم بحر شرحا عن معاناة شعبنا جراء الاحتلال والحصار وخاصة معاناة أهل القدس الذين يتعرضون لسياسة التمييز العنصري ذاتها التي عاناها الشعب بجنوب افريقيا، وأشار بحر لجدار الفصل العنصري الذي يقيمه الكيان على الأرض الفلسطينية ،وشكر بحر جنوب افريقيا حكومة وبرلمانا وشعبا على مواقفهم النبيلة تجاه الشعب والقضية الفلسطينية.

من ناحيتها أعربت نائب رئيس المجلس للمقاطعات السيدة مافاكيتو عن سعادتها بزيارة وفد المجلس التشريعي معربة عن أملها بأن هذه الزيارة ستساهم في خلق جو من التفاهم وحالة من انسجام المواقف بين المجلسين ،وأكدت بأن استمرار حصار غزة يعتبر تحدى من قبل اسرائيل للمجتمع الدولي ،وأضافت بأن الاستيطان يهدد وجود الشعب الفلسطيني بالضفة ومدينة القدس.

وأشارت لتاريخ العلاقات بين الشعبين معبرة عن خرها بمناصرة الشعب والقضية الفلسطينية على مدار عقود حياتها الحافلة بالمواقف المؤيدة والمتعاطفة مع شعبنا الفلسطيني.

أما النائب فطيمة حجاج رئيس لجنة التعاون الدولي بالبرلمان والتي حضرت الاجتماع فقد أوضحت جهود واجراءات لجنتها الرامية لتحقيق أغلبية مؤيدة للقضية الفلسطينية داخل البرلمان الجنوب افريقي وكذلك في صفوف الشعب بمختلف طبقاته واعراقه.

بدوره شكر النائب مروان أبو راس زملائه من النواب بالبرلمان الجنوب افريقي وشرح واقع تقسيم الاحتلال للشعب الفلسطيني ومنع التواصل الجغرافي والانساني بين أراضي وأبناء الشعب الواحد ،مشيرا لتشريد 6 ملايين لاجئ خارج فلسطين بفعل الاحتلال الذي اقدم على هدم مدنهم وقراهم داخل فلسطين المحتلة عام 1948 .

إلى ذلك التقى الوفد برئيس كتلة الأغلبية البرلمانية النائب شاكيجي وهو رئيس كتلة البرلمانية للحزب الوطنى الحاكم بجنوب افريقيا وعضو اللجنة التنفيذية بالحزب ،حيث أعرب عن أمله بتعزيز التعاون مع البرلمان الفلسطيني وكتلة الأغلبية فيه للتوثيق العلاقة بين الكتلتين والمجلسين وصولا لتحقيق اقصى درجات تبادل الخبرات البرلمانية ،وأشار بأن لدي حزبه قرار واضح بدعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه آلة البطش الصهيونية ومحاربة عنصرية الاحتلال.

من جهته شكر د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي ورئيس الوفد الزائر لجنوب افريقيا للنائب شاكيجي جهود حزبه في مناصرة شعبنا وأشاد بنضال الرئيس الأول للحزب السيد نيلسون مانديلا ضد نظام العنصرية الذي كان سائدا بجنوب افريقيا.

إلى ذلك زار الوفد البرلماني متحف الحرية المقام بوسط مدينة كيب تاون والذي يجسد معاناة شعب جنوب افريقيا جراء نظام العنصرية الذي كان سائدا بالبلاد ،واطلع الوفد على لوحات فنية تحاكي المعاناة وتوضح مدي الاضطهاد القائم على التفرقة العنصرية ،وتجول الوفد بالمتحف الذي يضم بعض الأدوات التي كان يستخدمها النظام العنصري للتعذيب.

بدوره وصف د. بحر الاحتلال بأنه يسير على خطى النظام العنصري السابق بجنوب افريقيا وأن شعبنا سيصل للحظة النصر والتخلص من الاحتلال كما تخلص الشعب بجنوب افريقيا من العنصرية وحكم الديمقراطية بين أنباء الشعب الواحد.

وناشدت وزيرة المرأة النائب جميلة الشنطي من داخل المتحف العالم كله بأحراره وثواره مساندة شعبنا ومساعدته للتخلص من الاحتلال الذي يمثل بقايا النظام العنصري معربا عن اعتقادها بأنه لا ينبغي أن يسكت العالم على جرائم الاحتلال ،وخاصة تلك الشعوب التي عانت من الأنظمة العنصرية.