|
كتب المحرر السياسي: وزير الفوضى والاقتتال.. إما أن "يُستَقال" أو يُقال!!
نشر بتاريخ: 30/01/2007 ( آخر تحديث: 30/01/2007 الساعة: 12:20 )
بيت لحم- معا- كتب إبراهيم ملحم- نفى الناطق بإسم الحكومة أمس أنباء تحدثت عن تقديم وزير الداخلية سعيد صيام إستقالته من منصبه على خلفية التدهور الكبير الذي شهدته الأراضي الفلسطينية خلال الساعات الثمان والأربعين الماضية وحصدت نحو 33 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وسواء صح نفي الناطق بإسم الحكومة أم لم يصح فإن ما تشهده الأراضي الفلسطينية ولا سيما قطاع غزة، من تقاطع مؤسف للسيوف بين الأخوة الذين طالما تقاسموا كسرة الخبز والرصاصة خلال تصديهم للإعتداءات الإسرائيلية، يجعل من مسألة الحديث عن وزارات، ووزراء وحتى رئاسة دولة ورئاسة وزراء.. موضع سخرية أمام المراقبين للمشهد الفلسطيني الذي إنفتح فيه الجرح على اتساع الوطني المنكوب بالجماعات المسلحة متعددة الأهداف والولاءات والأجندات والمرجعيات. فما أن تنطفىء نار هنا، حتى تشتعل أخرى هناك، وما أن تحاصر فتنة،هنا حتى تنهض من تحت الرماد اخرى هناك ،منذرة بنار لن تستثني أحداً مهما تسلح بالذخيرة الحية معتقداً أنه بمنآى عن لهيبها وشررها المتطاير. ولعل من الإنصاف القول أن الإنفلات لم يكن وليد سلطة خرجت من صناديق الإقتراع، فهو إرث حملته السلطة وهناً على وهن حتى تداعت أمامه أجهزتها الأمنية فاقدة هيبتها، وفاتحة الباب واسعاً أمام ولادة المزيد من الجماعات المسلحة وإن كانت " التنفيذية" المدعومة بقرار الحكومة المنتخبة ليست آخرها. ومثلما لم يكن وزير " الانفلات والفوضى" في الحكومة الفتحاوية السابقة بمنآى عن تحمل مسؤولياته إزاء إشتعال نار الفوضى التي أصابه شررها أو كاد، فإن وزير الداخلية او "وزير الفوضى والاقتتال " الحالي سعيد صيام ليس بوسعه التنصل من المسؤولية المباشرة أو غير المباشرة إزاء ما يجري وتداعياته الخطيرة على المشروع الوطني برمته. وتدعو المصارحة إلى القول أن وزير الداخلية وبعد عام من الفشل في كبح جماح الفوضى والفلتان - ولن يعفيه القول أن الأجهزة الامنية ليست تحت سيطرته - مطالب بتقديم استقالة وإخلاء موقعه، وإن لم يستطع فإن على رئيس الوزراء أن يطالبه بذلك أو يقيله من منصبه لإفساح المجال أمام من هو أكثر منه مهنية وتحملا للمسؤولية في لجم الفوضى والاقتتال المخجل ، سواء كان من حماس أو من تتوسم فيه الحركة المستاثرة بـ" كعكة" الحكم القدرة على تحمل وزر المسؤولية من فصائل العمل الوطني دون الانتظار حتى تتشكل حكومة الوحدة التي تبدو بعيدة المنال. واذا سمح بالمزيد من المصارحة فان على حركة حماس وبعد عام من تجربتها في الحكم المتوتر - لا تتحمل هي وحدها سبب ذلك التوتر - ان تراجع وبمسؤولية وطنية عالية بعيدة عن حسابات فصائلية،تجربتها في الحكم ولا باس ان يكون ذلك بجوار البيت العتيق استجابة للدعوة السعودية الخيرة تعيد فيها الحسابات وترتيب الاولويات قبل ان يذهب الوطن ايادي سبأ ونبكي علية بكاء ابى عبد الله الصغير عندما خرج من غرناطة قبل نحو خمسة قرون مطلقا ما سمي انذاك بـ "تنهيدة العربي الاخيرة" لانه لم يحافظ على الوطن مثل الرجال كما نقل على لسان امه عائشة الحرة التي لن تتردد في تكرار مقولتها لو قدر لها ان تبعث من مرقدها وتلقي نظرة على ما يقارفه احفاد ولدها بحق اوطانهم الصغير منهم والكبير. |