وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: أولويتنا دعم صمود شعبنا في القدس والمناطق المسماة "ج"

نشر بتاريخ: 02/09/2012 ( آخر تحديث: 03/09/2012 الساعة: 03:51 )
القدس- معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن النهوض بالتعليم وحماية وتطوير المؤسسات التعليمية، وخاصة في القدس المحتلة والمنطقة المسماه "ج" تشكل أولوية وطنية لتعزيز صمود شعبنا وقدرته على مواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود الفلسطيني فيها.

جاء ذلك خلال جولة تفقدية قام بها رئيس الوزراء لمدرسة الخان الأحمر المهددة بالهدم، ومدرسة القصب في وادي أبو هندي، والواقعتين في المنطقة المسماه "ج" وذلك بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، بحضور وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، ووكيل وزارة التربية والتعليم د.محمد أبو زيد، ومدير عام التربية والتعليم في القدس، وعدد من وجهاء وأهالي المنطقتين.

وشدد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية تبذل جهودا كبيرة لمواجهة السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تقليص فرص الحياة في هذه المناطق وجعلها مناطق طاردة للوجود الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب تضافر هذه الجهود من كافة مكونات المجتمع الفلسطيني.
|187596|
وشدد فياض على أن السلطة الوطنية تكثف جهودها من أجل تعزيز التدخل الدولي في مواجهة هذه السياسة الإسرائيلية ، واستدرك قائلاً: "إلا أن اسرائيل تضرب بعرض الحائط الموقف الدولي، وتواصل ممارساتها بما في ذلك التهديد بإزالة مدرسة الخان الاحمر نفسها، التي سبق وتمت زيارتها من مسؤولين دوليين على أعلى المستويات"، وأضاف "إن خطر إزالة هذه المدرسة هو خطر فعلي، ويشكل مقدمة تستهدف إزالة التجمع السكاني في هذه المنطقة".

وأشار رئيس الوزراء إلى أن خطر الإزالة يستهدف حوالي 15 تجمع سكاني بدوي في منطقة شرق جنوب القدس، واعتبر أن هذه الممارسات هي جزء من الحملة الاسرائيلية المتصاعدة لتنفيذ مشروعها الاستيطاني التوسعي المعروف ب "A1"، والذي يهدف إلى فصل مدينة القدس بالكامل عن محيطها الفلسطيني ، ليس فقط بالمفهوم الجغرافي والمادي والاقتصادي بل وعلى الصعيدين الاجتماعي والثقافي.

وشدد فياض على أن الركيزة الأساسية لمواجهة هذه المخططات التوسعية تكمن في إصرار أبناء شعبنا في هذه المناطق وغيرها على الصمود والبقاء ومواجهة التحديات التي يفرضها الإحتلال، بالإضافة إلى حالة التضامن بين أبناء شعبنا، ومسؤوليتنا في تعزيز متطلبات هذا الصمود.

وجدد رئيس الوزراء دعوته إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي بصورة جدية وملموسة لإلزام اسرائيل بوقف هذا المخطط الاستعماري الاستيطاني محذرا من مغبة تنفيذه، واعتبره يستهدف بشكل واضح الوجود الفلسطيني وحق ابناء شعبنا في الحياة على أرضهم.

وحذر رئيس الوزراء من مغبة الصمت على هذا الأمر، وتركه للمحاكم الإسرائيلية وقال: " لا يمكن ترك هذا الأمر للمحاكم الإسرائيلية لتحكم به وهي الخصم."

|187595|وأعتبر فياض التنوع الفلسطيني والذي تشكل البداوة فيه بعداً هاماً، عنصر قوة للمجتمع الفلسطيني مشيداً بدور التجمعات البدوية في حراسة الأرض وحمايتها من المشروع الاستيطاني من خلال الإصرار على البقاء بالرغم من كل المعيقات والانتهاكات الإسرائيلية، وقال: "هذه مناسبة للتأكيد على أنه بالرغم من كل المعيقات والانتهاكات الإسرائيلية، فلن نتوقف عند هذه التصنيفات المسماه "ج"، وسنكثف جهدنا بأقصى طاقة ممكنة لتعزيز صمود شعبنا فيها. فالقدس المحتلة كما هذه المنطقة الواقعة جنوب شرق القدس كما هي الأغوار، وجميع المناطق المسماه "ج"، هي جزء لا يتجزأ من أرضنا المحتلة، وهي لن تكون إلا جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية. وهذه أيضاً مناسبة للإشادة بموقف المجتمع الدولي المتضامن معنا، وكذلك الإشادة بشعوب العالم المحبة للعدل والسلام، والتي تتضامن مع شعبنا وحقوقه الوطنية المشروعة."

وأشاد رئيس الوزراء بدور الأسرة التربوية وهيئاتها التدريسية التي تعمل بكل جدية للنهوض بواقع التعليم وهي تفتح عامها الدراسي الجديد، وقال:"إن التحديات التي مازالت تواجه السلطة الوطنية تضع الجميع أمام مسؤولياتٍ إضافية لمواصلة العمل وضمان الوصول بالخدمات التربوية والتعليمية إلى كافة أرجاء الوطن، مُشيراً إلى ما يتطلبه ذلك من تركيز الجهد لتوسيع البنية التحتية للمؤسسات التعليمية في القدس الشرقية والأغوار".

وأكد فياض على أن النهوض بالتعليم وحماية المنهاج الفلسطيني في القدس المُحتلة يمثلان أحد الركائز الأساسية لصون الثقافة الوطنية وتعزيز قدرة أبناء شعبنا في القدس على الصمود ومواجهة مخططات عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني ومحاولات تغيير معالمها ومصادرة عروبتها، وقال:"يظل ُالتحدي الأكبر متمثلاً في مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير المناهج الفلسطينية في القدس المُحتلة، ومحاولة العبث بمضمونها التربويّ والوطنيّ، وما يتطلبه ذلك من حشد وتوحيد جهد كافة المؤسسات الأهلية العاملة في قطاع التربية والتعليم في القدس لإفشال هذا المخطط".

وشكر رئيس الوزراء أسرة التربية والتعليم، وكافة المؤسسات المحلية والدولية ذات الصلة، وقال:"أتوجه بالشكر والتقدير لأسرة التربية والتعليم بكافة مكوناتها طلبة وهيئاتٍ تدريسية ومسؤولين في القطاعين الرسمي والأهلي على الجهد الحيوي والهام الذي يبذلونه للنهوض بواقع التربية والتعليم في بلادنا، كما أشكر كافة المؤسسات المحلية والدولية ذات الصلة لدورها في نقل معاناة شعبنا وإصراره على العلم والتعليم للعالم، ولإسهامها في الارتقاء بالعملية التربوية".