|
الرئيس من القاهرة: مطالب شعبنا محقة ونحن مع ما يريد الشعب
نشر بتاريخ: 05/09/2012 ( آخر تحديث: 06/09/2012 الساعة: 07:24 )
القاهرة - معا - قال الرئيس محمود عباس، إن مطالب الحراك الشعبي في فلسطين محقة، وتتمثل بتخفيض الأسعار واستلام الرواتب كاملة.
وأضاف الرئيس في كلمته في اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، مساء اليوم الأربعاء، في العاصمة المصرية القاهرة، 'بدأ لدينا حراك شعبي تمثل في مظاهرات سلمية تطالب بأمرين اثنين وكلاهما حق، تخفيض الأسعار، واستلام الرواتب كاملة، وإن أي شعب يستطيع أن يطالب ويتظاهر ويعلن عن موقفه لأن الجوع كافر ومن حق الناس المطالبة بلقمة العيش'. وتابع الرئيس في كلمته التي نشرتها وكالة الانباء الرسمية 'نحن نحاول أن نعمل ما يمكن لتخفيض بعض الضرائب، لكن في نفس الوقت هذا سيؤثر على الرواتب، إذا قضية تؤثر على أخرى سلبا أو إيجابا، مع ذلك المظاهرات بدأت والحراك بدأ والربيع الفلسطيني بدأ ونحن مع ما يقوله ويريده الشعب'. وحول موضوع المفاوضات، قال الرئيس 'حاولنا وحاول معنا الأردن الشقيق بجدية الوصول للمفاوضات من خلال بندين أساسيين وهما وقف النشاطات الاستيطانية وقبول الحدود على عام 1967، لكن إسرائيل ترفض ذلك، وطالبو لقاءنا وطلبنا منهم إطلاق سراح الأسرى ورفضوا'. لكن الجهود الأردنية التي بذلت بشكل جدي ومخلص لم تستطع أن تقنع الإسرائيليين بذلك، حتى أننا طلبنا منهم أن يطلقوا سراح الأسرى لأننا نعتبر الأسير إنسان عزيز، ويجب أن نستمر بالعمل لإطلاق سراحهم، طلبت منهم إطلاق سراحهم ولا أمانع بلقاء رئيس الوزراء، لكن هذا الطلب رفضوه أيضا، أقول بصراحة هم لا يريدوننا أن نذهب إلى الأمم المتحدة وأكدنا أن مسألة الذهاب إلى الأمم المتحدة لا نساوم عليها ولن نقبل من الإسرائيليين أن يضعوا شروطا علينا وأن يمنعونا من الذهاب إلى الأمم المتحدة. وأكد الرئيس أن الشعب الفلسطيني له ممثل واحد، وحكومة واحدة، ورئيس واحد، وأننا إذا كنا مختلفين أو غير مختلفين هذا لا يعني أننا أصبحنا شعبين وأصبحنا فئتين وأصبحنا دولتين، ومن يريد أن يشجع مثل هذا الانقسام فهو يشجع أولا إسرائيل على الوصول إلى مراميها. وقال 'إن إسرائيل تريد هذا التقسيم، وأؤكد لكم هذا وسمعته من الإسرائيليين أن تفصل الضفة عن غزة، وأن تلقي بغزة في وجه مصر وهذا يعني أن التمثيل الفلسطيني أصبح اثنين، وأن السلطة الفلسطينية أصبحت اثنتين، ولن يكون هناك مجال لمشروع وطني فلسطيني واحد'. وناشد الرئيس أشقاءنا أن يساعدونا وأن يدعموا توحيد التمثيل الفلسطيني، وألا يساعدوا على الدفع لتمزيقه لأن النتيجة ستكون سلبا علينا جميعا، 'ولا أعتقد أن أحدا من الإخوة يريد ذلك خاصة أننا دائما كعرب نقول ونفعل أن القضية الفلسطينية هي أم القضايا، وأنها على رأس أولوياتنا ونريد جميعا أن نرى الشعب الفلسطيني تحرر وحصل على دولته الفلسطينية'. وحول ملف الرئيس الشهيد ياسر عرفات، قال الرئيس 'عندما أثيرت هذه القضية بادرنا إلى تبني قرار التحقيق واتصلت مع الرئيس الفرنسي وطلبت منه أن يبدؤوا التحقيق وفعلا وافق على ذلك، وكذلك هنالك لجنة سويسرية تريد أن تسهم في التحقيق، نحن من جهتنا كسلطة فلسطينية سنقدم كل ما يلزم ليس معروفا هذا حق وواجب علينا لنصل إلى الحقيقة لمعرف كيف استشهد الرئيس ياسر عرفات ومن الذي تسبب في ذلك، وإذا كان اللجنة جاهزة فنحن نرحب بها في أي وقت، ومن هنا نشكر الجامعة العربية على جهدها وعملها التي تقوم بها'. وبخصوص التهديدات الاسرائيلية خاطب الرئيس الحضور بالقول 'كلكم سمعتم الرسالة التي يوجهها وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمن إلى دول أوروبية وغيرها، التي يقول فيها لا بد من اغتيال فلان الفلاني أو محاصرته، طبعا هو يستطيع ببساطة أن يغتال، نحن لسنا دولة مستقلة لا نستطيع أن نحمي أنفسنا، ويستطيع أن يعمل ما يريد لكن هذا عمل ليس دولة بل عمل عصابات، وإن يريد أن يعمل شيء فأهلا وسهلا به، هناك من سيتولى مكاني هنالك 8 ملايين فلسطيني يستطيعون أن يحلوا مكاني. وأعرب الرئيس عن شكره لمجلس الجامعة العربية على انعقاد هذه الجلسة الخاصة لمناقشة آخر تطورات الأوضاع الفلسطينية في ظل انسداد عملية السلام، وتعثر المفاوضات نتيجة للسياسة الإسرائيلية بتجاهل التزامات عملية السلام من خلال استمرار سياسة الاستيطان وتهويد القدس، واستمرار حصار قطاع غزة. وقال الرئيس 'نحن نحاول بكل الوسائل أن نحوّل دون فرض إسرائيل لسياساتها على الأرض الفلسطينية ولذلك نحن نطالب دائما وأبدا بالمفاوضات، وهي ليست هدفا بحد ذاتها وإنما المفاوضات من أجل الوصول لنتيجة المفاوضات المبنية على أسس واضحة تستند للشرعية الدولية والقانون الدولي'. وأضاف 'جئنا اليوم لنقول لإخواننا أننا ذاهبون إلى الجمعية العامة في هذا الشهر، وذلك على ضوء القرار الأخير الذي أتخذ في اجتماع لجنة المتابعة العربية في الدوحة، وكذلك على ضوء قرارات أخرى أخذت في القمة الإسلامية وفي قمة عدم الانحياز، وكذلك في اجتماع الاشتراكية الدولية في جنوب إفريقيا، نحن كما قلنا نريد فعلا أن نذهب للجمعية العامة ونجري المناقشات والمشاورات مع الجميع، حتى نحصل على قرار مناسب مقبول ليقبل فلسطين في الأمم المتحدة دولة غير عضو، وخاصة بعد أن قدمنا الطلب في مجلس الأمن وكما تعلمون لازال الطلب موجودا لدى مجلس الأمن'. وأوضح الرئيس أن حصول فلسطين على صفة الدولة له أهميات كثيرة، أريد أن أذكر أهمية واحدة فقط، وهي عندما نحصل على هذه الصفة فإننا بذلك نحافظ عل جميع الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1967 لأنها ستصبح جميعها حسب القانون الدولي والقرارات الأممية أرضا تحت الاحتلال أو دولة تحت الاحتلال، أما الآن تتعامل معنا إسرائيل بأن أراضينا أراض مختلف عليها، بمعنى أن 'إسرائيل تدعي الحق كما يدعي غيرها الحق، لذلك تسارع في بناء الاستيطان بوتيرة عالية جدا في كل مكان وبالذات في القدس الشرقية، حتى يأتي وقت لتقول هذا هو الأمر الواقع هذه الأرض التي لنا وما تبقى للفلسطينيين، إن بقي للفلسطينيين أرض'. وأشار إلى أن أهمية ذهابنا إلى الجمعية العامة تبدوا واضحة وجلية من هذا المنطلق، على الأقل حتى نتمكن من المحافظة على أرضنا من وجهة نظر القانون الدولي ومن وجهة نظر الشرعية الدولية. وقال الرئيس 'الآن نحن سنذهب إلى الجمعية العامة واتفقنا على أن نذهب للجمعية العامة وهناك من يقول لا حاجة الآن، ولا حاجة للغد، ولا حاجة لبعد الغد، والبعض الآخر يقول نعم لا بد أن نذهب لهناك وأن نقدم هذا المشروع للتصويت، متى هذا؛ هو ما يمكن أن نتفق عليه سويا نحن لا نريد أن نخرج عن الإجماع العربي، وإنما نريد أن نسمع منكم ما هو الوقت المناسب الذي يمكن أن نصل به إلى التصويت على هذا القرار'. وطالب الرئيس من المجموعة العربية بأن تطلب جلسة خاصة للمعتقلين الفلسطينيين، لأن المسألة مع الإسرائيليين أصبحت مسألة مستعصية؛ بمعنى أن إسرائيل ترفض إطلاق الأسرى، 'حيث أننا متفقون معهم، ومن الاتفاقات التي وقعناها وإياهم إطلاق سراح جميع الأسرى الذين اعتقلوا قبل عام 1993 ومع ذلك إلى الآن إسرائيل تراوغ وتتردد ولا تريد إطلاق سراحهم، مع العلم أن عددهم لا يزيد عن 123 معتقلا'. وناشد الرئيس أشقاءنا ليناشدوا المجتمع الدولي لعل وعسى نطلق سراح هؤلاء، لأن نصفهم على الأقل أصبحوا من العجزة والمرضى وكبار السن ممن أمضوا أكثر من 20 عاما إلى 35 عاما موجودون في هذا المعتقل. وحول المصالحة الفلسطينية، خاطب الرئيس الحضور قائلا 'ربما تستمعون من الأخبار عن هذه المصالحة إلى أين وصلت، ماذا جرى ماذا يمكن أن يعمل، أحب أن أقول لكم نحن اتفقنا تماما على المصالحة الفلسطينية وكان من جملة ونهاية الخطوة التي يجب أن يتم تنفيذها هي إجراء الانتخابات، وإجراء الانتخابات كما اتفقنا يحتاج من لجنة الانتخابات المركزية المستقلة أن تذهب إلى قطاع غزة، لتسجيل من لم يسجل منهم منذ يوم الانقلاب الحمساوي إلى يومنا هذا، وهؤلاء عددهم لا يقل عن 300 ألف إنسان فلسطيني من حقه أن يسجل ليكون ناخبا أو منتخبا'. وأضاف الرئيس 'تم الاتفاق على هذا وبعد أخذ المرد وبعد تردد ومماطلة، ذهبت لجنة الانتخابات إلى قطاع غزة وبدأت تحضر نفسها من استئجار مكاتب إلى موظفين لغير ذلك، أخذت ثلاثة أسابيع للتحضير لبدء التسجيل، وكان مفترضا أن يتم التسجيل يوم 3 تموز، وصباح 3 تموز أُبلغت اللجنة بضرورة مغادرتها لقطاع غزة وأوقف العمل بالانتخابات'. وتابع الرئيس 'إذا كانت هناك نية للمصالحة فهذه الطريق وليست لدينا مشكلة أخرى، عندما يتم التسجيل سنذهب للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بعد ذلك بثلاثة أشهر من انتهاء مدة التسجيل، إذا المسألة تتوقف عند هذا الحل'. وتطرق الرئيس لمؤتمر عدم الانحياز، قائلا 'أحب أن أذكر حادثة عرضت لنا وهي مؤتمر عدم الانحياز حيث أن الحكومة الإيرانية وجهت لنا دعوة لحضور قمة عدم الانحياز بصفتنا نمثل السلطة الوطنية الفلسطينية، ونحن كما تعلمون أعضاء في هذه المنظمة منذ عام 1975، وفعلا رحبنا في الذهاب إلى هناك وكانت لديهم شكوك أننا سنذهب أو لا نذهب واستغربنا من هذه الشكوك، فنحن نريد أن نذهب ونحضر في أي مكان بصرف النظر عن مستوى العلاقة بيننا وبين هذه الدولة أيا كان، لكن هم إخواننا وهم دولة مهمة جدا في عدم الانحياز وبالتالي نذهب وبالفعل قررنا الذهاب، وقبل أن نذهب بعشرة أيام تبلغنا أن دعوة أخرى وجهت لغزة لقيادة غزة لتحضر المؤتمر، طبعا نحن قررنا ألا نذهب وأبلغناهم واتصلنا بالعديد من الدول العربية والأمين العام، وقلنا إذا كان هذا هو التعامل فنحن لن نذهب إلى القمة، وتواترت الأخبار من إيران بان هناك دعوة وأن الجماعة سيذهبون ليحضروا قمة عدم الانحياز ولا مانع لديهم أن يتشاركوا في التمثيل، طبعا هذا كلام هراء ولا يمكن أن نقبل به ونستمع إليه، وفي النتيجة ذهبنا على أساس لو وجدنا من هو مدعو فعلا إلى طهران أو مؤتمر عدم الانحياز سنعلن في المؤتمر أننا نقاطعه ونذهب'. وأضاف الرئيس 'تبين أنه لم يأتي أحد فحضرنا وتمت القمة ثم جرى لقاء هام بيننا وبين الرئيس محمود أحمدي نجاد، والرئيس نجاد قال لنا بالحرف الواحد نحن لم نوجه دعوة لأحد غيركم، أنتم تمثلون الشعب الفلسطيني، في الحقيقة نحن ارتحنا من هذا الجواب، وتحاورنا بعد ذلك محاورات كثيرة، وسأل لماذا لا يكون الحوار في طهران وقلنا له بالحرف الواحد نحن ملتزمون باسم قرار جامعة الدول العربية أن يكون الحوار في القاهرة وسيبقى الحوار في القاهرة'. وتابع الرئيس' سأل الرئيس الإيراني على ماذا أنتم مختلفون أكدنا أنه لا خلافات سياسية بيننا على الإطلاق، والدليل على ذلك أننا بعد اجتماعات كثيرة هنا جرت في القاهرة اتفقنا على ثلاثة أمور؛ الأول أننا نطالب بحدود 1967 وهذا إجماع فلسطيني، والثاني أننا نلتزم بالمقاومة الشعبية السلمية، وأنا أؤكد هنا أن حركة حماس ملتزمة بالمقاومة الشعبية السلمية بصرف النظر عن الخروقات التي تتم بين فينة وأخرى من أناس لا ينتمون إلى حماس، والنقطة الثالثة أن المفاوضات هي الطريق من أجل الوصول إلى الحل، إذا أين الخلاف بيننا وبينهم، فسأل إذا ما هو الخلاف، فقلنا له أن المسألة مسألة الانتخابات، لماذا لا يريدون الذهاب إلى الانتخابات، هنا أمسكنا عن الحديث لا نريد أن نتكلم لماذا لا يريدون الذهاب إلى الانتخابات، لا نريد أن ندخل في مهاترات أو اتهامات وغير ذلك لكن نقول إسألوا أصحاب الشأن لماذا لا يريدون الذهاب للانتخابات'. واستطرد الرئيس قائلا: 'تحدثنا أيضا عن التعامل مع الشعب الفلسطيني، وقال الرئيس الإيراني بكل براءة نحن نحب الشعب الفلسطيني، فقلنا له نتمنى أن تحب كل الشعب الفلسطيني وليس جزأ منه، نحن علاقاتنا معكم تاريخية، وربما لا تذكر نحن علاقاتنا مع ثوراتكم قبل عام 1979 ونحن دعمناكم وأيدناكم لكن في النتيجة لم يحصل منكم أي شيء، فبالتالي إن كنتم تحبون الشعب الفلسطيني فأحبوه كله وليس جزء هنا أو جزء هناك، واتفقنا في النتيجة على أن نتابع الحوار في طهران وهذا إشارة جيدة ونحن سعداء جدا فرب ضارة نافعة أن تكون هذه الحادثة مقصودة أو غير مقصودة أن نفتح الملف بيننا وبين الإيرانيين، وهذه المرة الأولى التي نلتقي معهم منذ أكثر من 12 عاما، ولا مانع لدينا أن تكون علاقاتنا طيبة مع إيران ومع أي دولة في العالم، لكن نبهنا إخواننا أن مثل هذا الأمر إن تكرر فإنه يسهم في تقسيم الشعب الفلسطيني وتمثيل الشعب الفلسطيني. |