وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرياضة ... والزنزانة 504

نشر بتاريخ: 06/09/2012 ( آخر تحديث: 06/09/2012 الساعة: 18:27 )
بقلم : بدر مكي

.. في العام المقبل ... يبلغ اللواء جبريل الرجوب ... أطال الله في عمره ... عامه الستين... ولا يبدو عليه ذلك ... حيث يمارس رياضة المشي بانتظام ... رغم كل مشاغل العمل في فتح و الرياضة ... كان الفتى غضا طريا ... عندما اتخذ قراره بمقاومة الاحتلال ... وعلى اثرها قضى أكثر من 15 عاما في الغياهب ... وقد تركت تلك السنون في نفسه اثرا عميقا .. ولعل الزنزانة (504) تتحدث عن الرجل الذي كان قابعا فيها لسنين طويلة ... وقد صقلت شخصيته .. من اجل التأسيس لقائد .. كان فتحاويا أصيلا ومازال ... أتقن الانجليزية و العبرية بطلاقة... خلال رحلته التي شهدت ميلاد إنسان ..واجه الجلاد بصورة يومية ... وأصبح ممثلا للمعتقل ... وساهم في إعادة الاعتبار للمعتقلين ... في اضراب السجون ... كان سيفا مسلطا على السجان ... وهكذا أصبح جبريل ... عنوانا للحركة الأسيرة التي عانت في السبعينات .. كل أشكال القهر .. وظهر معدنه الحقيقي في الكثير من المحطات في حياته .

وفي التبادل ... خرج ابو رامي ... ليواصل مسيرته الوطنية ... وعمل من اجل إقامة نواة صعبة للعمل الوطني ... وتحلق من حوله ... العديد من الرموز الوطنية ... ولكن الاحتلال ... عاد لهوايته ... وهذه المرة تم إبعاد جبريل الى تونس .. حيث صاحب الكوفية ... حبيب فلسطين ... وأصبح مقربا من ألياسر .. وأمين سره ... وبعد استشهاد ابو جهاد .. زاد العبء على الرجل .. واصبح عين ابو عمار في الوطن المحتل .. وعاد إلى ارض الوطن بعيد الانتفاضة الاولى ... وقد اطل علينا بجهاز الأمن الوقائي .. ليقوده ... ويكون البداية في الرحلة نحو الدولة ...

وكان نجاحه في عملة ... سببا في محاولات المساس به ... من ذوي القربى وغيرهم ... للوقيعة بينه وبين الختيار ... وتحول إلى مستشار الأمن القومي ... ويترك الأمن ... وقد تحول إلى الرياضة ... ربما لان أهل الرياضة أكثر وفاء من غيرهم ... ولكنه لم يغادر فتح ... وقد أصبح عضوا في لجنتها المركزية.. ونائبا لامين سرها .

سألني صديق ... كنت تنتقد ... ولماذا التغير ... أقول ... نعم ... كان هناك فجوة تحولت الى جفوة ... لأنني رغم الصلة التي بيننا لم نكن نلتقي ... ولكن مع تعدد اللقاءات المباشرة ... اكتشف ... أنني أمام قامة رفيعة وقيمة كبيرة ... ولذا كان التغيير من كلينا .. وعندما تسمعه عن قرب .... وجها لوجه ... سترى ... انك أمام قائد بالفعل .. بل وستحبه رغما عنك ... انها كاريزما ابو عمار ... وقلت وما زلت أؤمن ... ان هذا الرجل ... عرفاتي ... براغماتي ... ولديه قلب طفل .. ونحتاج أحيانا إلى ديكتاتوريته ... وهو الذي بكى مرتين ... عندما رحل فيصل وغاب الختيار ... واختلفت معه سابقا بوجهة النظر ... ولكن ذلك لم يلغ للواء قضية، وخاصة في موضوع المحترفين ... لاكتشف لاحقا ان الأندية العشرة المشاركة في الدوري.. قد وافقت على السير بالبطولة .. أو لم يعترض أي منها على ذلك، إضافة انه لا يمكن العودة إلى الوراء، بمعنى أن دوري المحترفين انطلق ولا يمكن لاي كان أن يوقفه مهما كانت أسبابه.

وعمل الرجوب في القطاع الرياضي ... رئيسا لاتحاد كرة القدم واللجنة الاولمبية وامينا عاما للمجلس الاعلى للشباب والرياضة .. وتحول الى سفير فلسطين في كل الاصقاع ... مستثمرا وجوده في اتحاد القدم و اللجنة الاولمبية ومن بعد في المجلس الأعلى ... ليتحدث عن قضية بلاده .. واهمية زوال الاحتلال .. ووأد التجاذبات السياسية .. وكان البعد الوطني في عمله يغلب على شخصيته وتصريحاته ... وأصبح ظاهرة بحد ذاتها ... وتحمل عبئا ثقيلا من اجل رسم ملامح المستقبل ... والمقرون بإعادة انتخابه ... حتى يواصل المشوار ... وفي المقدمة من هذا ... تثبيت دوري المحترفين ... وبناء مركز طب رياضي ... واستثمار العلاقات مع الخارج من اجل البنية التحتية على صعيد الأرض و الإنسان.. فيما تتحدث انجازات السنوات الاربع الماضية عن نفسها ..

لن نختلف عليك .. اخي جبريل ... وستقول الهيئة العامة كلمتها بقوة في الصندوق .. وسأبارك لك تجديد الثقة ... وسلام عليك في كل وقت.