وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بسام ابو شريف:سلام فياض رجل وطني ومخلص ولكن الاحتلال حاربه

نشر بتاريخ: 09/09/2012 ( آخر تحديث: 10/09/2012 الساعة: 07:25 )
عمان - معا - تعقيبا على الاوضاع في فلسطين ، قال بسام أبو شريف في لقاء مع الصحفي الأمريكي ( الفلسطيني الأصل ) علي يونس :

" ان الاحتلال الاسرائيلي وممارساته واجراءاته ضد الشعب الفلسطيني ، هي الأسباب الرئيسية للأزمة الحادة التي يعاني الآن أعلى درجاتها الفلسطينيون .فالبطالة بلغت نسبا تفوق كل تصور ، اذ فاقت 62% .والغلاء يتحكم بالأساسيات الغذائية للأطفال والبالغين .

واضاف : لدينا البرتقال والحمضيات ، لا تجد فيها ( مثلا ) ليمونا ( الحامض ) الا بثلاثة دولارات ونصف للكيلو !! هذا لم يحصل حتى في ايام الحرب العالمية الثانية أو حرب 1967 أو حرب 1973 .

الخبز : ثلاثة أرغفة تكلف دولارا ، اللحم : كيلو اللحم بعشرين دولارا واذا أردتها دون شحمها بثلاثين دولارا للكيلو الواحد ( معدل دخل الفرد 120 دولارا بالشهر ) .

اما الوقود فحدث ولا حرج : ، الغاز .. الكاز .. السولار .. البنزين ، زيت المحرك ، كله يدفع ثمنه المواطن الفلسطيني بنفس المقدار الذي يدفعه الاسرائيلي ذو الدخل العالي . وارتباطا بهذا تتدافع الاسعار للأعلى .

اغتصاب الارض ومصادرتها من قبل قوات الاحتلال يقلل تدريجيا الرقعة الفلسطينية ، ولكن الى جانب السيطرة والاغتصاب يمنع الاحتلال زراعة الفلسطينيين لعشرات الآلاف من دونمات اراضيهم كما يجري في مناطق عدة من الخليل ونابلس ورام الله والاخطر في هذا الميدان هو اجراءات الاحتلال لمنع الزراعة ومصاردة اراضي فلسطينية شاسعة تمتد من سهل العوجا في الاغوار الى غور طوباس شمالا .وهي مساحات شاسعة ( عشرات الآلاف من الدونمات الزراعية ).

وتقوم سلطات الاحتلال بخلع الاشجار المثمرة في الآف الدونمات من اراضي الاغوار وتصادر اراضي التلال الممتدة من القدس للبحر الميت ومن تلال دير دبوان وحزمة والطيبة مما يعري الفلسطينيين من شجرهم واراضيهم الاصلح للزراعة .

اننا نرى بوضوح أن الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ عام 1967 ما كان ليمتد ويصادر الارض وبني المستعمرات ويطرد السكان الاصليين من بيوتهم وقراهم ومدنهم ومنازلهم لولا دعم الولايات المتحدة والغرب الناتج لها .

والمعادلة أصبحت واضحة لكل فلسطيني وعربي : النفوذ الصهيوني يتحكم بقرارات الرئاسة الامريكية والكونغرس ويوظف نفوذ الولايات المتحدة لنيل تأييد الغرب وحلفاء أمريكا .

لذا فان المسؤولية عن الأوضاع الراهنة تقع على عاتق الادارة الامريكية التي اكتسبت عداوة العرب بانحيازها اللاقانوني، واللااخلاقي، واللاشرعي للاحتلال وممارساته الارهابية ضد الشعب الفلسطيني .

وتخطىء الادارة الامريكية اذا ظنت أن حلفائها من الحكام العرب سوف يتمكنون من منع التحرك الشعبي العربي الهادر طويلا .فالادارة الامريكية تعمل لصالح اسرائيل وضد مصالح الامريكيين الذين لبلادنا العربية وثرواتها تأثيرا كبيرا على حياتهم واقتصادهم .ويخطىء الامريكيون اذا نسوا أن العنف لا يولد الا العنف .

وتخطىء الادارة الامريكية أكثر اذا ظنت أن اسرائيل لم تصل الى حد التاثير الفاصل في صنع القرار الامريكي ... حتى ذلك المتعلق بشن الحرب او اقامة السلام .

وعلى ضوء ذلك فاننا نرى أن الحل لا يمكن أن ياتي من خلال مفاوضات تستهدف فرض الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه من خلال مقاومة الاحتلال مقاومة شعبية مستمرة . وكم من ضعيف انتصر على القوى الغاشمة بثباته ومقاومته التي لا تلين .

وردا على سؤال حول مسؤولية الدكتور سلام فياض عن الأزمة المالية أجاب بسام أبو شريف :الدكتور سلام فياض رجل وطني ومخلص لقضيته ولشعبه ولقد بذل ويبذل جهوده لبناء أساس صالح للتنمية والتطوير، لكنه ووجه بحرب شعواء من الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يريد لأي اساس سليم لاقتصاد تنميه في فلسطين . فقد وضع الاحتلال قيودا ونفذ اجراءات تدميرية ضد استفادة الفلسطينيين من مياههم وهذا حق من حقوقهم .وجعل من مهمة سلطة المياه مهمة مستحيلة الا بما يسمح به الاحتلال الذي يسرق مياه الفلسطينيين .واثر هذا جذريا على ضرب برامج التطوير الزراعي والتنمية في مجال مياه الشرب وتطوير المستنبتات الزراعية وجعل من عمل وزارة الزراعة عملا كالاشغال الشاقة .

واضاف : حرم الاحتلال الفلسطينيين من استيراد النفط وتكريره ليبقى استهلاكهم ملحقا باسرائيل، ولتجني اسرائيل الارباح الطائلة، وهذا استغلال بشع حرم الفلسطينيين من الحصول على كميات من النفط من الدول العربية المنتجة للنفط باسعار تفضيلية تحمي المواطن وتجعل اسعار السوق اقل وتدر على السلطة دخلا يساهم في تطوير ميادين الصحة والتعليم والتطوير .ومنع الاحتلال الاستيراد والتصدير في فلسطين، الا ضمن قراراته وشروطه ويجني هو ربع الجمارك دون رقيب فلسطيني .و يفرض الاحتلال خروج البضائع من الموانىء ليجبر المستورد الفلسطيني على دفع مبالغ للتخزين، ليقوم التاجر بزيادتها على تكاليف البضائع بحيث يصبح السعر الذي يدفعه المواطن اعلى بكثير مما هو في الحقيقة .و اوقفت اسرائيل الدول الاوروبية واليابان، ومنعتها من تنفيذ مشاريع تنمية كبيرة تحت حجج مختلفة ، لكن الهدف هو ابقاء الفلسطينيين تحت خط الفقر والاعتماد على اسرائيل.

اما اليد العاملة فتقوم اسرائيل بابشع عملية استغلال لليد العاملة التي تستخدمها اسرائيل في بناء المستعمرات والقيام بخدمات لا يقوم بها الاسرائيليون لقاء اجور بخسة لا تصل الى ربع ما يتقاضاه العامل الاسرائيلي دون أن يكون للعامل الفلسطيني أي ضمان صحي أو اجتماعي .

هذا هو الاحتلال وهو سبب معاناة الفلسطينيين، والحل هو بانهاء الاحتلال واطلاق الطاقة الفلسطينية على ارضها لتنمية الاقتصاد، . لذلك فان النضال لانهاء الاحتلال هو الطريق لحل الازمة الاقتصادية .