|
وزارة الاسرى تسلط الضوء على كتاب "أسفار العتمة" للأسير ابو بكر
نشر بتاريخ: 10/09/2012 ( آخر تحديث: 10/09/2012 الساعة: 11:59 )
رام الله- معا- سلطت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الضوء على كتاب (أسفار العتمة) للأسير المناضل ياسر أبو بكر والذي صدر عن وزارة الثقافة ضمن سلسلة أدب السجون والذي يقع في 180 صفحة من القطع المتوسط.
الأسير ياسر أبو بكر من مدينة نابلس اعتقل بتاريخ 10/4/2002 خلال الاجتياحات الإسرائيلية وحكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات بالإضافة إلى أربعين عاما باعتباره أحد قادة ومؤسسي كتائب شهداء الأقصى في فلسطين، وهو متزوج ورزق بابن اسماه عاهد وفاءا للشهيد البطل عاهد فارس أحد كوادر حركة الشبيبة الطلابية . الرئيس أبو مازن عندما تلقى نسخة من كتاب أسفار العتمة كتب له المقدمة التالية: لقد تلقينا بكل المحبة والاعتزاز والفخر نسخة من كتابكم الشيق والقيم المعنون ( أسفار العتمة) نصوص تتحدى الاعتقال والذي كان مليئا بالمضامين والأفكار والمشاعر الإنسانية الصادقة، ومعبرا عن قضية فكر وإسهامات أسرانا الأبطال ومعاناتهم في سجون الاحتلال، حيث يتنفسون الحرية رغم ظلم المعتقل، ويسطرون ملاحم الخلود والكرامة رغم القيد، وتأكيدا على قدرة الإنسان الفلسطيني على العطاء المثمر والإبداع رغم صعوبة الظروف وقساوتها. وقال الرئيس أبو مازن في مقدمته للكتاب: سنواصل بكل جهد صادق من اجل تحريركم وعودتكم إلى ذويكم ، فأنتم دفعتم حريتكم ثمنا لحرية وطننا وكرامة شعبنا الصامد في هذه الأرض الطاهرة. كتاب أسفار العتمة يشير إلى أسير مختلف مشحون بالثقافة والتجربة والممارسة، يمزج الفكر بالمقاومة ليؤسس الرؤية ويرى أبعد من جدران السجن وأسلاكه الشائكة، مؤمنا بحتمية النصر ورحيل الظلم والظلام. الكتاب يضعك أمام مناضل بدأ طفولة فدائية فهو ابن الشهيد محمود علي ناصر أبو بكر احد قادة وكوادر ومؤسسي حركة فتح منذ البدايات، حيث تربى ياسر في كنف والده على وقع قسم الإخلاص لفلسطين وعلى نفحات الشهداء والمقاتلين. ومنذ بداية حياته أن كان ياسر شبلا بدأ خطواته النضالية بالالتحاق بكشافة القدس والدورات العسكرية في سوريا واليمن والجزائر وقيادة الحركة الطلابية ورئيسا لرابطة الطلبة الثانويين ما بين 1984- 1986. مع نزوح الفلسطينيين من الكويت غادر ياسر مع أهله إلى الأردن ليستقروا هناك، وعاد إلى ارض الوطن مع إنشاء السلطة الوطنية عام 1994 ليلتحق في أجهزتها الأمنية، ويعود بعد ذلك إلى الحياة الجامعية في بير زيت والنجاح، وليبرز من جديد قائدا طلابيا واجتماعيا ورجل الوحدة الوطنية ومفكرا وقائدا ميدانيا ، وكاتبا نشر العديد من المقالات الهامة. دخل ياسر أبو بكر مرحلة جديدة في حياته بعد استشهاد والده عام 1998وشقيقه عمار الذي استشهد مع قوات الاحتلال خلال اجتياحها جنين في 4/3/2002 فبرز ياسر المقاتل في صفوف كتائب شهداء الأقصى حتى وقع في الأسر. يقول ياسر في كتابه أسفار العتمة: إن القيد للجسد، ولكن القيد لن يصل الفكر والقلب والوجدان، وأرى الحرية قريبة جدا ولا أرى السجانين وأسوارهم العارية. ويصف ياسر الوضع في السجون قائلا : نحن هكذا داخل سجون العذاب والنار التي فقدنا فيها حريتنا التي وهبنا الله إياها، فكلمة واحدة قد يفرح منها الاسير فرحا يطير به إلى عنان السماء، وكلمة واحدة أخرى قد تجلب له حزنا وهما وغما، فبينما يموت كل الناس في العمر مرة، يموت الأسير في سجون الاحتلال كل يوم ألف مرة، فصدق من قال أن الأسرى شهداء مع وقف التنفيذ. يتطرق ياسر أبو بكر إلى الكثير من المشاهد التي تجري بصمت خلف قضبان السجون ومنها عزل الأسرى والاعتداء عليهم وإذلالهم فيقول: يترك المعتقل أسبوعا في الزنزانة أو أكثر، وهناك يقدم له طعام حقير بارد على الأرض مع قليل من الماء، ويضرب الاسير بعنف ويجبره السجان على التبرز أمام رفاقه المعتقلين في الساحة وعندما يرفض يواصلون ضربه. أسفار العتمة يوثق تفاصيل الحياة والمعاناة داخل السجون، ويبرز الانتهاكات الوحشية التي يتعرض لها الأسرى على يد السجانين من حرمان واعتداءات وإذلال ، وصبر الأسرى وبطولاتهم وشموخهم فيقول مخاطبا مدير سجن بئر السبع : إن من يدافع عن حرية وكرامة شعبه من الاحتلال لا يرضى بفقد حريته في سجونكم. |