وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة .. عائلات تنتظر الموت مع كل غارة

نشر بتاريخ: 10/09/2012 ( آخر تحديث: 11/09/2012 الساعة: 00:24 )
غزة- معا - لم تنم الطفلة أميرة روكة "11عاما" ليلة البارحة بسبب القصف الإسرائيلي الذي استهدف أحد المواقع التابعة لفصائل المقاومة والمجاور لبيتها في مدينة غزة.

ففزعت أميرة وعائلتها على صوت انفجار هزّ أركان بيتهم المتواضع منتصف الليلة الماضية، تقول أميرة وعيناها تحدقان بالمارة وتبدو عليهما التعب والإرهاق ، "استيقظت فزعة من النوم على صوت الانفجار، وكنت أشعر بالخوف الشديد من الصوت, كان عاليا جدا وقريبا جدا شعرت أن جدران المنزل ستقع فوق رؤوسنا".

تتابع أميرة التحديق وتقول: "لا زلت أشعر بالخوف وكأنني عشت في كابوس، ذهبت للمدرسة ولم أستطع أن أركز في ما تقوله المُدرسة طوال اليوم بسبب قلة النوم وبسبب أنني لا زلت قلقة مما حصل البارحة".|188718|

عائلة أميرة منذ سنوات وهي تسكن في حي التفاح شرق مدينة غزة، ومنذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عام 2008 وهي تعاني من الرعب المتواصل الذي يفرضه الطيران الحربي الإسرائيلي عليهم بسبب قصفه المتواصل لأحد المواقع التابعة لفصائل المقاومة والذي يقع بجوار بيتهم.

قصة أميرة لا تختلف عن عائلة المواطن ماهر الجمل الذي يقول "اعتاد ابنائي على الرعب وتكرار القصف، الأضرار المادية التي لا يلبث المواطنون من إصلاحها حتى تعود الطائرات الحربية وتقصف الموقع مرة أخرى.|188715|

ويضيف الجمل الذي تكررت الاضرار في منزله أكثر من 4 مرات خلال فترة قصيرة:" الجدران المقابلة للموقع لقد تهالكت بالكامل، وزجاج النوافذ قد دّمر ولم يبقي سالما، والأبواب هي الأخرى أصيبت بالشقوق".

ويتابع منذ فترة قصيرة أتممت إصلاح البيت من الضرر الذي لحق به من جراء القصف الأخير على الموقع، واليوم أنا مضطر للعودة لعمل الإصلاحات من جديد، لقد تعبنا من هذه الحالة، أصبحت أخاف أن يأتي يوم وأجد منزلي ركاما بسبب هذا القصف المتواصل".

"هذه المرة نجونا ولم يتأذى أحد منا، لكن المرة القادمة الله وحده يعلم ما سيحصل لنا، أخاف على أولادي وبناتي الذين لم يتجاوز أعمارهم ال15 ، فيما ذنبهم أن يتربوا على الخوف والرعب "هذا ما قالته أم سامح التي تملك هي أيضا بيتا مجاورا للموقع وتعاني من مسلسل الرعب المتواصل الذي اعتادوا عليه بشكل مستمر، وتخاف حاليا من أن تفقد حياه أحد أبنائها من جراء تكرار القصف على نفس الموقع".|188714|

وتكمل أم سامح حديثها عن ما شاهدته ليلة البارحة أثناء القصف، "ركضت من غير وعي عند سماع الانفجار إلى الشارع ولحق بي أبنائي، بقينا حتى ساعات الفجر في الشارع وهذا خوفا من أن يعود الطيران الإسرائيلي ويقوم بمعاودة القصف مرة أخرى على الموقع، فالطيران الإسرائيلي يكرر القصف أكثر من مرة على نفس الهدف".

المعاناة التي تعيشها الأسر التي تقطن بجوار مواقع المقاومة هي معاناة متواصلة بسبب تكرار قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف نفس المواقع وتكرار قصفها مرة بعد أخرى رغم أن أغليها قد دمر بالكامل ويكون فارغا أثناء الاستهداف إلا أن المتضرر الوحيد وهو المواطن الفلسطيني الذي يجاور بيته أحد هذه المواقع.
|188716|
|188717|