وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بحث إسرائيلي- عرب 48 وعرب 67 شعب واحد ومجتمعين مختلفين

نشر بتاريخ: 11/09/2012 ( آخر تحديث: 12/09/2012 الساعة: 08:58 )
بيت لحم - معا - لخص الكاتب والمحلل السياسي لصحيفة "هارتس" الاسرائيلية وعضو هيئة تحريرها عكيفا الدار اليوم الثلاثاء، بحثا هاما وجريئا هو الاول من نوعه أعدته البروفسورة "شافيرا شيغا" رئيسة قسم ادارة وتسوية الصراعات في جامعة "بن غريون" بالنقب بالتعاون مع الدكتور عدي مانع والدكتور عنان سرور وسيرين مجلي وبمساعدة صندوق الابحاث والدراسات الالماني " DFG" تناول الاختلافات بين مجتمع الفلسطينيين داخل الخط الاخضر الذين اطلق عليهم اسم عرب" 48 " والمجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية الذي اطلق عليه لقب عرب" 67".

وقال الدار في مستهل تلخيصه للبحث "هذا المقال مخصص لعناصر اليمين المتطرف الذين يتسلون بفكرة نقل القرى الفلسطينية داخل الخط الاخضر الى الجانب الفلسطيني خارج الخط الاخضر الضفة الغربية" تحت مسمى " ترانسفير بالإرادة والرغبة" كما هو مخصص لعناصر اليسار الاسرائيلي الذين يطالبون بضم باقة الغربية الواقعة داخل الخط الاخضر الى باقة الشرقية في الضفة الغربية تحت مسمى دولة ثنائية القومية.

واضاف الدار سيكشف البحث الجديد لهؤلاء بان الفصل الذي فرض بالقوة على الفلسطينيين أدى إلى تطور مجتمعين فلسطينيين مختلفين من حيث الاهداف والغايات وعلى سبيل المثال 60% من الفلسطينيين عرب "48" يعارضون تزويج ابنائهم بفتيات فلسطينيات من الضفة الغربية " عرب 67 ".

واظهر البحث المذكور امتلاك كل مجتمع من المجتمعين لرواية تاريخية مختلفة فيما يمتلك كل منهما إستراتيجية متشابهة لكن منفردة واظهرت نتائج تحليل زيارات ميدانية لبيوت 1104 فلسطينيين مقيمين داخل الخط الاحضر وبيوت 948 فلسطينيا من سكان الضفة الغربية من الفئة العمرية 18 عاما وما فوق نصفهم تقريبا من النساء وبشكل واضح رغية المجموعتين بتعزيز العلاقات بينهما وتعزيز الهوية المشتركة التي تجمعهما لكن وفي نفس الوقت لوحظ وجود مستويات عالية من المنافسة والانعزالية لدى المجتمعين.

كما لاحظت الدراسة ميلا لدى عرب "67" لدمج المجتمعين اقامة علاقات متنوعة مع عرب " 48" مع ميل اكبر ايضا للتنافس اكثر مما هو قائم لدى المجموعه الثانية عرب " 48 " .

كما ميز المجتمعين بين علاقات الزواج وأنواع العلاقات الأخرى واظهرا ميلا للتحفظ على علاقات الزواج أي تزويج " أبنائهم وبناتهم" من أبناء وبنات المجموعة المقابلة لكن هذا الاتجاه كان اقوى واعمق لدى مجمتع عرب "48".

واستند البحث على اسس نظرية طورتها البروفسور "شافيرا" وشركائها في البحث استنادا لمعطيات ظهرت في مجموعات مركزة وعلى استبيان هدف الى فحص الاستعداد لمنج الشرعية وتفحص الأحاسيس مثل الغضب والتعاطف فيما يتعلق بالوعي الجماعي لعرب 48 وعرب 67.

وطلب الاستبيان من كل فرد في العينة ايضاح مدى تعاطفه او غضبه او درجة الشرعية التي يمنحها لروايته ووعيه الجماعي وروايته والوعي الجماعي للمجموعة الاخرى مثلا "ما ردك على المقولة التي تؤكد بان عرب 48 كانوا مخلصين لارضهم حين رفضوا تركها خلال حرب 48" وهي الرواية السائدة لدى عرب 48" او رأيك بالادعاء القائل بان عرب 48 بقوا على ارضهم لانهم استسلموا وتقبلوا الاحتلال دون مقاومة " وهذه هي الرواية السائدة لدى عرب 67" او كيف تنظر الى الرفاه النسبي الذي يعيشه عرب 48 وهو ضمن الحقوق التي اكتسبوها بوصهم مواطنين اسرائيليين "وهي رواية سائدة لدى عرب 48" او الرواية السائدة لدى عرب 67" والقائلة بان الرفاه الذي يتمتع به عرب 48 اكتسبوه نتيجة إخلاصهم لدولة اسرائيل.

واظهر البحث وجود ميلا قويا لدى عرب 48 للتمسك بروايتهم ووعيهم الجماعي الخاص بمجموعتهم اكثر مما تمسك عرب 67بروايتهم وكيلا اقل للاتهام اسرائيل بالمسوؤلية عن الفصل بين المجموعتين كما اظهر وجود مستوى متدني لدى المجموعتين فيما يتعلق بمنح الشرعية والتعاطف مع اتجاه قوي للغضب الموجه لكل مجموعه وهذا الغضب كان اشد في اوساط عرب 48 الذين يعيشون في اسرائيل.

ويمكن لهذه الامر ان يشير الى تميز عرب 48 بالوحدة بين المجتمعين وهذا الشعور اقل في اوساط عرب "67" الذين يشعرون بانهم منفصلون عن المجموعة الاولى.

وأرجعت البروفسور " شافيرا" سبب الشعور المتناقض بين المجتمعين الى حقيقة شعور الاقلية التي عاشها مجتمع 48 وفي احيان كثيرة كان مجتمعا مرفوضا ومهددا سواء من قبل المجتمع الاسرائيلي او من قبل العالم العربي الامر الذي عزز شعور الوحدة لديهم كمجموعة وعزز الحاجة لديهم للحفاظ على روايتهم التاريخية المحفورة بوعيهم الجماعي.