وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العداء يولد ولا يصنع؟!

نشر بتاريخ: 12/09/2012 ( آخر تحديث: 12/09/2012 الساعة: 18:00 )
بقلم: جواد عوض الله
تتكون اللياقة البدنية للفرد عامة والرياضي خاصة من عدة عناصر ومكونات ، كالقوة والمرونة والتحمل والرشاقة ،والسرعة ،والتوافق والتوازن ، ولكل عنصر من هذه العناصر ،مفهومه،واهميته للرياضي عامة ولرياضته خاصة،وكذلك هناك بعض العوامل المؤثرة فيه ،وانواعه،وصولا للتدريبات الخاصة بها وطرق تنميتها.
ويعتمد الرياضي في ادائه على هذه المكونات بشكل عام وعلى بعض هذه العناصر وفق تخصصه في الألعاب والمسابقات والمنافسات بشكل خاص ،ووفق اختصاصه في الألعاب الرياضية،يسعى الى تطوير ادائه وتدريب ذاته مستعينا بالمدربين والمعسكرات وغيرها من وسائل لتطوير هذا الجانب من عناصر اللياقة البدنية اللازمة ،وصولا الى تحقيق نتائج وارقام افضل.

نعم ان التدريب يخدم الرياضي ورياضته ،ولكن يطور عناصر اللياقة البدنية بدرجات ونسب مختلفة ،فتاثير التدريب على عنصر القوة يختلف عن دور وتاثير التدريب على عنصر السرعة مثلا ،وقد قدرت هذه النسب بعد دراسات وابحاث وبارقام ،حيث يساعد التدريب على تطويرعنصر القوة بدرجه كبيرة ،وربما تصل النسبة الى 80% من القوة الطبيعية ،في حين تاثير التدريب على عنصر السرعة محدود وقد لا يتعدى ما نسبته من 10-15%،من السرعة الطبيعية التي خلق بها الفرد ، مهما اخضع هذا اللاعب الى برامج تدريبية او معسكرات خارجية وداخلية وغيرها من علوم رياضية ،وعليه جاءت مقولة ان "العداء يولد ولا يصنع "مثلا في اشارة الى محدودية التغير في السرعة للفرد ،مهما استحضرت له من وسائل مساعدة، فعنصر السرعة بالدرجة الأولى يتاثر بالوراثة الى حد كبير ،ويولد مع الطفل في اغلب الأحيان ، نعم ان "يوسين بولت" اسرع رجل في العالم وخاصة في سباق 100،200/م،ولد سريعا ،واستعان بعلم التدريب والمدربين واستفاد من الظروف
البيئية في جامايكا ،لتحسين ارقامه الزمنية وتطويرها قليلا ،ولكن لم تصنعه لوحدها هذه الظروف وتلك الأساليب التدريبة .

ولما كان عنصر السرعة يعد مكونا اساسيا ويحتل المرتبة الأولى والاكثر اهمية للمسافات القصيرة خاصة والمتوسطة عامة في السباحة والعاب القوى 100م200م.....،وفي نفس الوقت يعد هذا المكون من العناصر محدودة التطوير بالتدريب مهما عملنا على ذلك ،من هنا كان لزاما علينا في الأتحادات الرياضية ان نعيد النظر في الأستراتيجية والخطط المتبعة في انتقاء اللاعبين كذلك ،كلا وفق اختصاصه ومواصفاته وانماطه الجسمية،ومدى الأمكانية والتطوير على رياضته،لتحقيق النتائج المتقدمة وليس فقط رغبته كلاعب وفرصة في المشاركة من عدمها .

من هنا نقول ايضا للاعبي السرعة ، في الاندية والمنتخبات الرياضية ،ممن مثلوا فلسطين في المحافل العربية والدولية وممن يفكرون في ذلك ،شكرا لعطائكم ،وجهودكم مقدرة عاليا ،وانتم مثالا حضاريا لشباب وشابات فلسطين ،رفعتم العلم ومثلتم الوطن تمثيلا مشرفا، لكن ان كانت ارقامكم بعيدة جدا عن الأرقام العالمية وحتى العربية ،عليكم التوقف عن متابعة هذة الرياضة كمنافسين فيها لتحقيق انجازات عالمية ،حتى وان استمر الرقم القياسي الوطني في هذة المسابقة او تلك المنافسة باسمكم في المدارس والجامعات والأندية ،فرغبتكم وحدها كدافع بهدف تحقيق الميداليات مستقبلا على الصعيد العالمي ،لا تكفي ، وعملية تطوير ارقامكم بزمن كبير ،وبنسب عالية مستحيلة ،ودرب من الخيال،ولن يتعدى في المسافات القصيرة من 10-15%، من زمنكم قبل التدريب .

وجهوا اهتمامكم برياضة تحققون فيها نتائج اكثر واكبر وافضل ،ولعل في غادة شعاع البطلة الأولمبية العربية السورية حاملة ذهبية "اتلانتا"1996 ،افضل مثال عندما تحول اهتمامها وحولت رياضتها من لاعبة المنتخب النسوي في احدى الألعاب الجماعية(سلة ،طائرة،..) الى العاب القوى.وحصدت بذلك الميدالية الذهبية والترتيب الأول على العالم في السباعي في تلك الدورة التي اقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية .

على الأندية باعتبارها حاضنة الألعاب الرياضية عامة ،وان ركزت معظم انديتنا على لعبة معينة ككرة القدم باعتبارها الأكثر شعبية ومتابعة ،البدء اضافة لذلك في اكتشاف المواهب في كافة الألعاب وخاصة العاب القوى بكافة مسابقاتها ومنافساتها منذ الصغر وتحويل هذه المواهب الى اللعبة التي يمكن فيها تحقيق الأنجازات والأرقام ، لدولة فتية كما نحن ،ولعل التجارب التي نتابعها عربيا واسيويا ودوليا وصولا الى الدورات الأولمبية تقول لنا ان فرصتنا اكبر في الألعاب الفردية عامة والعاب القوى رميا للرمح وحذفا للقرص ودفعا للجلة وتطويحا للمطرقة وسرعة وتحملا ...لتحقيق انجازات رياضية .

[email protected]