وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لا عابثون ولا مندسون ... مطلوب مساعدة عاجلة من طلبة الجامعات

نشر بتاريخ: 14/09/2012 ( آخر تحديث: 18/09/2012 الساعة: 11:10 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - شبان فلسطين الصغار ... طاقة تبحث عن نافذة ... ومن خلال" الهبة الشعبية " ضد الغلاء الاسبوع الماضي ، استطعنا ان نعرف ماذا لدينا وماذا نملك ، ايجابا او سلبا ، ورأينا ان الشعب الفلسطيني لا يزال اوعى من قياداته بكثير وانه يسبق القيادة المحلية والعربية بمراحل بعيدة في التصوّر العام لمفهوم الوطن والدولة ، وانه اكثر جرأة من جميع النظريات السياسية ، وهو يملك عنصر المباغتة والتصميم والمتابعة والديمومة ولا يعيش الانقسام لانه تجاوز بعيدا هذا المرض باتجاه المصلحة العامة وباتجاه هويته الفلسطينية ، لكننا شاهدنا بوضوح انه يفتقر الى قيادة منظمة واعية تدرك معنى الشعار السياسي والنقابي .


شاهدنا حركة جميلة من الفئات الشعبية التي تحمل وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظر الحكومات ، تمكنت من خلال مخاصمتها الحكومة من تمرير رسائل عديدة لكل الجهات واولها اسرائيل والدول العربية والغرب ، وان الشعب الفلسطيني لا يعترف باية اتفاقيات لا تعترف به ، ولا يرى اية حكومة لا تراه . ولا يبايع اي فصيل لا يبايعه ، ولا يحمل اي قائد لا يتحمله . ولربما ان حكوماتنا في غزة ورام الله لا تزال وتحت وطأة الانفعال لم تر جمالية ما حدث ، وتنظر اليها من باب خصومة ، الا ان الامر يبدو مختلفا من زاوية اخرى ، فالهبة الشعبية اوصلت رسلتها للقوى والحكومات والفصائل والمرشحين ولسان حال الناس يقول ( نحن هنا ) .

جانب ثالث وهو التخريب الشعبي الجزئي الذي وقع ، وقد اولينا اهتماما بالغا منذ اليوم الاول لمعرفة حقيقة ما يجري ، ومن خلال متابعة المراسلين الميدانيين والصور التي جمعها المصورون ، اتضح ان هناك حالة من الاعتداء على المصلحة العامة وتخريب الشوارع والحاق تخريب بشبكة الكهرباء والارصفة وتدمير متعمد لمقدرات المجتمع الفلسطيني .

وقد كانت لحظة صعبة علينا ان نعطيهم وصف او لقبا في عناوين الاخبار ، واضطررنا الى النزول للشارع مرة اخرى والتحقق من الصور ، فاكتشفنا ان الفاعلين هم اطفال صغار لا تتجاوز اعمارهم 12 عاما في معظم الحالات ، ولم نكتف بهذا بل تحدثنا معهم وسألناهم فكان اعجابهم بانفسهم ، كبير . وقالوا بلغة الطفولة انهم يريدون مساعدة المتظاهرين في تخفيض الاسعار !!!

اذن هؤلاء الاطفال الذين كانوا يساعدون ابطال انتفاضة الحجارة في الثمانينيات ، وكانوا يراقبون الطرق للفدائيين في الانتفاضة الثانية هم الان من دون جهة ترعاهم وتقول لهم ماذا يفعلون ، ونحن الذين انزلناهم للشوارع ونسينا كمجتمع ان نقول لهم ماذا نريد !!! فاما ان نسارع لتوجيهم والحديث معهم او سرعان ما يتحوّلوا الى جيش من " المخربين الصغار " الذين يعتدون على الممتلكات العامة ويقلبون عربات النفاية ويحرقون المدارس والمساجد .

وانا اعتقد اننا كمجتمع لا نزال نعاني حتى الان من الاثار الجانبية لانتفاضة الحجارة ، فاطفال الانتفاضة الاولى قد دخلوا سنوات الاربعين من اعمارهم الان ، وهم في حالة غير مكتملة سيكولوجيا وثقافيا ، عاشوا لسبع سنوات بعيدا عن مقاعد الدراسة واصبحوا ضباطا في اجهزة الامن ومسؤولين في الوزارات دون ان يكتفوا من التعليم والتربية والحنان الاسرى وقد فقدوا شهداء في عوائلهم واسرى لم يطلق سراحهم بعد .

انهم اطفالنا ... واشبالنا .... واولادنا ... نسيت النقابات والتنظيمات انهم موجودون ولم تتحدث معهم ... واملنا ان يسارع طلبة كلية التربية وعلم الاجتماع الى مساعدتهم وارشادهم فورا .... ومن لا يرى هؤلاء الاطفال فانهم لن يرونه في المستقبل .