وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في لقاء شامل- الرجوب يتحدث عن الانتخابات ولقاء بلاتر والاحتراف

نشر بتاريخ: 14/09/2012 ( آخر تحديث: 15/09/2012 الساعة: 16:13 )
-في أوسع وأشمل حوار مع قائد دفة الكرة الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب

-أقول لهؤلاء كفى .. وثلاثة عناصر حسمت موقفي لولاية ثانية للاتحاد وهذه هي تأشيرة العبور لموقع دولي واقليمي ودولي مميز.

-أتطلع لوجود امبراطورية كروية وطنية للكل الفلسطيني ولم اسبح يوماً طوال حياتي في المناطق الرمادية

-بلاتر ينظر إلى فلسطين ورياضتها كمسألة شخصية ويزورها في آذار من العام القادم

-الاحتراف ضروري ومستمر لكن بحاجة إلى تطوير ونسعى لتشكيل لجنة لدراسة تطبيقه في غزة

-كونجرس انتخابات اتحاد الكرة غير مسبوق في دول العالم الثالث بشهادة الفيفا.. ومحاصرة الطحالب هي مسئولية العمومية والاتحاد

-ورشات عمل لاعادة صياغة وتصويب أوضاع كافة الاتحادات تُتوج باجراء انتخابات الأولمبية نهاية العام بحضور دولي على أعلى المستويات.


القاهرة- معا- حوار أشرف مطر ومحمد العمصي- انتهت ولاية سابقة في عمر اتحاد الكرة ودخلت ولاية ثانية تستمر حتى العام 2016 حيز التنفيذ بعد أن جددت عمومية الكرة ثقتها بانتخاب اللواء جبريل الرجوب للدورة الثانية على التوالي ومجلس ادارة جديد.

ما من شك ان ما بين الولايتين كانت هنالك احداثاً صاخبة وانجازات عظيمة وطفرات ونهضات كانت تسابق الزمن وتحرق مراحل كثيرة، وتحظى بدعم شبكة من العلاقات الدولية والآسيوية والعربية وتحقيق العديد من التطلعات والانجازات والتخلص من السلبيات وتطوير منظومة العمل الرياضي وفق اسس الانتماء والعطاء.

ولأنه الشخصية التي عايشت معه الحركة الرياضية وكرة القدم العديد من الانجازات والأحداث الكبيرة ومنحته عمومية الكرة اصواتها لجهده العظيم في ايصال رسالتها، فقد تحدث اللواء جبريل الرجوب، رئيس اتحاد الكرة ولأول مرة بعد اعادة انتخابه رئيساً لاتحاد الكرة في السابع من آذار الماضي ، حيث تطرق في حديثه الذي ادلى به من العاصمة المصرية القاهرة للزميلين أشرف مطر ومحمد العمصي عن كافة القضايا التي حفلت بها السنوات الأربع الماضية وقبل وبعد الانتخابات ، آفاق رؤيته وتطلعاته للمستقبل.. فتابعوا معنا :

** قبلت لهذه الاسباب
شخصياُ كنت أتمنى الا اعود الى هذا المنصب ، لكن هناك 3 عناصر حتمت علي أن أقبل هذا الترشح بداية من تحيزي المطلق لدور الرياضة في مشروعنا الوطني ، واهمية دورها في تعزيز أسباب ايجابية في الاستقرار ونشرها لافكار المحبة والتسامح وأثرها على دور مشروع الوحدة في المشروع الوطني .

أضاف بالقول : أما بالنسبة للسبب الثاني فهو يتعلق بقناعتي بظهور أجندات سعى أصحابها لتحقيقها من خلال الديمقراطية بقصد أو غير قصد من شأنها تدمير ما تم انجازه خلال الاعوام الماضية ، بالاضافة الى مجمل الانجازات التي تحققت من ملعب بيتي واللاعب المقدسي وانتظام الدوري في محافظات الشمال بشكل كامل وجزئي في محافظات الجنوب والتأسيس لوحدة الحركة الرياضية بين غزة والضفة والشتات ودوري نسوى منتظم وتراكمات في علاقاتنا الاقليمية والدولية ، والاهم من كل ذلك هو قضية الاحتراف وتداعياتها على آفاق مشاركاتنا القارية والدولية ، مؤكداً ان تلك العوامل الثلاثة هي من حسمت موقفه لصالح العودة للاتحاد في ولاية ثانية تمتد حتى عام 2016 .
|189342|
** وضعنا أساس المستقبل
وفيما يتعلق فيما تحقق وما كان يأمل أن يحققه، قال اللواء الرجوب: أنا انسان واقعي أعمل بمنطق المشروع الوطني وليس المشروع الشخصي، فقد وجدت ركاماً وقدرات تفوق بني البشر، فقد وجدت احتلال وانقسام وعزلة عن الاقليم، وغياب ثقافة الاستثمار، والانتماء وغياب مفهوم التخطيط الاستراتيجي لمواجهة التحديات، ايضا واجهنا مسألة شح الامكانيات وغياب المنشآت وفقر في الكادر الفني والاداري، لذلك اعتقد ان ما بُذل من جهد ولا أمن على أحد كان اكبر من المتوقع والنتائج على الأرض هي انجاز، وانا محظوظ بالدور الذي مارسته، وما تحقق هو أسس لتحديد آفاق عمل للسنوات الأربع القادمة بغض النظر عمن كان سيكون الرئيس المقبل للاتحاد.

وتابع : انا رئيس الأولمبية والمسؤول الحكومي عن الرياضة الشبابية برضى من الوسط الرياضي والشبابي، والمشكلة بالنسبة لي ليست فيما تم عمله وما تمنيت عمله بل المشكلة ان نعمل برؤى وطنية مهنية بقيادة جماعية للانطلاق من النقطة التي توصلنا اليها لذلك رؤيتنا المقبلة تقوم على:
أولاً: الاتفاق على خطة عمل فيها آليات وبرامج ولوائح تعبر عن طموح الحركة الرياضية وتصون مفهوم الوحدة الوطنية الرياضية، وتؤسس لتلاحم من الوطن والشتات وتصهر الفوارق الموجودة على أرضية الفصائل او الجغرافيا أو الشخصنة، فهذه من اولويات المجلس الجديد لذلك سيكون هنالك نقاش عميق وجذري مع أعضاء المجلس في الاجتماع الأول لاقرار استراتيجية بعيداً عن ضجيج الاعلام أو الخطوات الغير المحسوبة مراعاة لحساسية المقدمات والنتائج بحيث يكون التطابق هو سيد الموقف ما بين الجمعية العمومية التي لمت شمل الوطن والنتائج والترجمة لذلك سيكون سلوك مجلس الاتحاد.

ثانياً: مأسسة الاتحاد بما يتناسب مع الآمال المعقودة علينا وخاصة ما يتعلق باللاعب، الاجهزة الادارية والفنية ، التجهيزات والتكنولوجيا، القوانين والأنظمة ، هذه الأمور يجب ان تكون اولويات المرحلة القادمة، كي نغلق هذه الولاية بوجود امبراطورية كروية على كافة المستويات وفق معايير الفيفا والاتحاد الآسيوي تكون قادرة على البناء الوطني والاشتباك الرياضي على المستويين الاقليمي والدولي.

ثالثا: العمل على تعزيز ثقافة الانتماء والاستثمار والاحتراف في الأسرة الرياضية والمجتمع المدني مع تعزيز جهد محاصرة الاحتلال وأدواته وتكريس الكيان الرياضي الوطني كنعصر واجب بوجود منظومة اقليمية دولية توفر له اسباب الاستقلالية والاستمرار في الحياة بقوة حيادية الحركة الرياضية عن التجاذبات السياسية الحكومية الداخلية واحترام القوانين والقيم المنصوص عليها في المنظمات الدولية والاقليمية، هذه تأشيرة العبور لموقع اقليمي دولي، فعدالة قضيتنا لن تكفي وحدها وقد تجلب لنا التعاطف والتأييد ، لكن الانجاز الرياضي يترتب على انجاز انتظام الدوري بكل فئاته وتصنيف الأندية وبناء المدارس الكروية وتاهيل الكادر المهني ليس بحركات..... الخ؟.

** كواليس الانتخابات **
وبالحديث عن موضوع الانتخابات وما أفضت به من نتائج وانعاكسات وانجازات قال اللواء جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة انه من المؤمنين بأن ضمان استمرار مشروعنا الوطنى فى الحرية والاستقلال مرهون بقبولنا لمبدأ الشراكة من خلال صندوق الاقتراع ، فالديمقراطية بالنسبة لي مبدأ ووسيلة أمارسها واحترم نتائجها ،وفي هذا الموضوع تعاملت بأرقى أشكال الاحترام للتنافس من موقع الانتماء للوطن والقضية ، ورحبت بمنافس بالقانون الوطني لا يحق له أن يترشح وبقوانين الفيفا يفتقر لبطاقة التاهل للتنافس ، ومع ذلك غلبت المصلحة التي تخدم القضية على اي جانب شخصي .

وتوسع اللواء الرجوب بالحديث عن كواليس الانتخابات حين قال : التقيت الرجل وعرضت عليه مساعدتي له ، وقلت له أن لا "فيتو" على ترؤسه للاتحاد حتى برضاي ، ولكن طلبت منه ان يحترم 3 مبادئ كخارطة طريق توفر له بطاقة التاهل ليس للترشح وانما لرئاسة الاتحاد ، حيث طلبت منه استمزاج الاندية حول شخصه وتأمين قرار سياسي نظراً لحاجته لذلك وان لا يقترب من الحركة الرياضية في غزة .

أضاف : انا بشرف بدأت بجهد لتامين بطاقة تأهل له للتنافس ، ولكنه وللاسف قام بكل المحرومات التي حذرته منها ، فأرسلت له نصيحة بوقف ما من شأنه أن يسبب الضرر للحركة الرياضية في فلسطين بما خرج به من موضوع الغاء الاحتراف ، والحديث عن موضوع غزة بهذا الشكل الذي يربك انديتنا في غزة التي كانت ضحية للانقسام بامتياز وليست ضحية لسلوك الاتحاد ، مما ولد في قناعاتي انه تجاوز كل الخطوط التي توفر عناصر حماية لما تم تحقيقه من انجاز بعد ان بدأ يتحدث وكأنه قادم لانقاذ المسيرة ولحسم معارك بخطاب من شأنه الضرر بالمصالح الوطنية للحركة الرياضية الفلسطينية والتي تتلخص بعدم المساس بعضوية فلسطين في الاتحاد الدولي والقاري ، وعدم المس بمكانة فلسطين في وعى الاسرة القارية والدولية .

واكد الرجوب ان حديثه عن سعيه لانقاذ الرياضة من الاجهزة الامنية أثار الكثير من علامات الاستفهام حتى لدى الاتحاد الدولي والاسيوي والاوروبي واتساءل بأي حق قيل هذا الكلام خاصة وانه ضابط في احد هذه الاجهزة وجاء الى الحركة الرياضية من ذلك الموقع ، اضافة الى الاصرار على سعيه لالغاء الاحتراف ولصالح من قبل ذلك وعلى أى اساس ، ولا اريد هنا ان اتطرق الى تجاوزات أخرى وأخرى أعرفها بأدق التفاصيل ولكنني أكظم الغيض حرصاً على مشروعاً وطنياً ، واحتراماً لارادة الجمعية العمومية ولست انا من يستمتع بالالام وحسرات الاخرين حتى ولو كان ذلك من صنع اياديهم .

** كونجرس غير مسبوق **
اتوجه بالشكر الجزيل والتقدير والاحترام الى النضج العالي الذي اظهرته الجمعية العمومية في كونجرس غير مسبوق ليس في فلسطين فقط ولكن في كل دول العالم الثالث وبشهادة الفيفا تنظيمياً ونزاهة وديمقراطية وشفافية شهد لها العالم ، وذلك من خلال نضج كامل للجمعية العمومية التي حسمت وتحيزت لصالح الوطن ولصالح رياضة وطنية بالرغم من ان معظمهم او اكثرهم لم يصله الرعاية المطلوبة خلال السنوات الاربع الماضية ، وهنا اتعهد بالوفاء لهذه الجمعية العمومية ومحاصرة الطحالب التي ظهرت تحت اشعة الشمس وهى مسئوليتهم ومسئوليتنا ، بحيث يجب ان يتم مواصلة جهد محاصرتهم بمقاطعتهم بعدم الاصغاء لهم والحذر من السموم التي يسعون الى نفتها بين حين وآخر .

وطالب الرجوب بمراجعة لشرعية بعضهم ولا مجال هنا لحلول وسط فى ذلك ، لا سيما وان الحقائق بائنة ومعركتنا القادمة وجهدنا يجب ان يتجه الى محاصرة الاحتلال وادواته الذين كانوا يتظللون بظل الانقسام والجهوية التى ذهبت الى مزابل التاريخ .

الاحتراف تجربة رائدة
وفيما يتعلق بملف الاحتراف والذي دار حوله الكثير قبل الانتخابات اجاب: هنالك احتراف في الضفة ولابد من تشكيلة لجنة لتطبيقه في غزة، وبالنسبة للضفة لابد من تطوير الوضع الحالي، واعادة النظر بالمشاركين وبالتالي من لا يريد البقاء فعليه أن يرحل ولن نسمح ضرب صندوق التفاح بحبة فاسدة سواء أكان بحسن أو سوء نية، حصل هنالك جهد من نفس الأشخاص لوقف دوري المحترفين الموسم الماضي، ومن يتحمل مسؤولية الديون إن وجدت في الأندية هو سلوك بعض رؤساء الأندية من خلال عدم احترام ميثاق الشرف الذي ابرم ما بين الندية وايدته شخصيا ، خاصة ما يتعلق بتنقلات اللاعبين وأسعارهم وهذا لم يتم الالتزام به .

زيارة ناجحة بكل المقاييس
وعن زيارته الأخيرة التي التقى خلالها رأس هرم الفيفا بلاتر في زيوريج أكد الرجوب أنه تلقى بعد الانتخابات مكالمة هاتفية من بلاتر هنأه أولاً بالنجاح ودعاه للقاء به وهو ما لباه لمناقشة آفاق المستقبل، خاصة ان رئيس الفيفا يرى في فلسطين ورياضتها مسألة شخصية وهو يسعى إلى مساعدتنا عبر توفير الافاق القارية والدولية للرياضة الفلسطينية كي تسبح وتعيش فيها بنقاء ووضوح وبندية وطنية رياضية .

وتابع أن الأخير أبدى انزعاجه للحملة الانتخابية التي سبقت الانتخابات ونفس الشيء تكرر من ممثلي الاتحاد الأوروبي والأولمبية الدولية ومكتب الامين العام المساعد في الأمم المتحدة خاصة ما أشيع خطأً عن وجود تدخل حكومي وهذا ما نفيته .

واضاف، ان بلاتر سيزور فلسطين في شهر آذار من العام المقبل لافتتاح أكاديمية ومقر اتحاد كرة القدم الجديد بالرام، كما التزم بتنفيذ مشاريع رياضية في غزة وتشجيع الاتحادات الوطنية في العالم عن زيارة القطاع ، هذا اضافة سعادته من قرار المستوى السياسي بفصل السياسة وادخال المرأة إلى مجلس ادارة الاتحاد .

رسالة الرجوب للأندية
وعن رسالته التي يريد ان يوجهها للأندية قال: رسالتي هي للأندية التي وقت في فخ التضليل أن تعيد النظر وتستخلص العبر، حيث أن الأجواء السلبية يجب ألا تسود ومن جانبنا تجاوزناها، لكن لا يعتقد البعض الذي كان في خانة التدمير أنه يملك حق مطالبة الاتحاد ونحن لن ندخل في مساجلات مع احد، فإذا كان هنالك من لا يقبل بمرجعية القوانين واللوائح فلا مكان له في المنظومة الرياضية الوطنية الفلسطينية، فمسؤوليتنا هي توفير شبكة أمان متكاملة للأندية، لكن اللوائح والنظم هي القاسم او لغة التخاطب ما بين الاتحاد والأندية .

تصويب والاتحادات وانتخابات الاولمبية
سألناه عن انتخابات اللجنة الاولمبية بعد انتهاء انتخابات اتحاد الكرة فقال اللواء الرجوب ان هناك قرار من الرئيس باعادة صياغة الحركة الرياضية على أسس وطنية ومهنية لا علاقة لها بالانقسام ولا بالجغرافيا ، وسنبدأ بعمل ورشات عمل لاعادة صياغة كافة الاتحادات وتصويب اوضاعها الادارية والفنية والمالية ، على ان يتم تتويج ذلك مع نهاية العام بجمعية عمومية للاولمبية على غرار ما حصل في اتحاد الكرة وانتخاب مكتب تنفيذي للاولمبية بحضور دولي على اعلى المستويات القارية والدولية .

** كفى .. وشكراً **
قلنا له لمن تقول كفى وشكراً ، فلم يتردد بالقول : تربيت في اسرة وحركة تعلمت منها ثلاثة مسائل اعتز وافتخر بها اولها مشاعر الحب والاحترام اتجاه الاخرين ، ولا مكانه للحقد او التحامل في قلبي ، والاهتمام والتركيز على القضايا الوطنية والبحث عن اليات لخدمة الرياضة والعطاء لها ومن اجلها حتى لو اقتضى ذلك التضحية وحتى لو على حساب وقتي وأسرتى وصحتي ، وان اتعلم واستخلص العبر من تفاعلات الامس واعيش حاضري واقتحم مستقبلي بافاق وباليات وبمفاهيم مرتبطة بمصلحة وباجندة وطنية ، وهذا هو أنا وطريقه تفكيري .

أضاف : انا لم اسبح طيلة حياتي في المناطق الرمادية ، ولم اقترب من المناطق السوداء ، وانا دائماً تحت الشمس ولا اسبح الا في افاق التفاؤل والثقة والاستعداد والجاهزية للعطاء والعمل الوطني الذي لا يحتمل المزاج في التعاملات وفي رسم السياسات.