وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طفلة غزية في الـ11 من العمر تزنُ 138 كغم وعائلتها لا تستطيع علاجها

نشر بتاريخ: 16/09/2012 ( آخر تحديث: 16/09/2012 الساعة: 19:16 )
غزة - معا "أنا نفسي يكون جسمي حلو متل بقية البنات وألبس الفساتين اللي نفسي فيها" بهذه الكلمات عبرت فيها الطفلة نور زبدة البالغة من العمر "11" عاما عن معاناتها من مرض السمنة الزائدة والتي تعاني منه منذ طفولتها ليصل فيها وزنها لـ 138 كغم.

وتقول والدة الطفلة نور "منذ أن ولدت نور ونحن نعاني من أمراض أصابتها فكانت الشهور الاولى لها تعاني من النحافة الزائد التي اضطررنا بعدها أن نذهب بها إلى العديد من الاطباء حتى استعادت صحتها وبعد عمر السنتين والثلاثة أشهر بدأت مراحل السمنة تظهر عليها فكانت تزيد عن ال 20 كيلو في العام الأمر الذي أخافنا وقمنا بعدها بعرضها على عدد من الاطباء في غزة".

وتتابع " معانتنا في مرض نور لم تتوقف فقط على مرضها بل تعدت إلى أن الروضات والمدارس الحكومية لم تسطيع قبولها كباقي الطلاب الوافدين إليها نظرا لحالتها المرضية والصحية وبعد عناء طويل وإجراءات رسمية معقدة تم قبولها كطالبة بعد أن تأخرت سنتين دراسيتين كاملتين فكان من المفترض أن تكون بالصف الخامس الابتدائي بدلا من الصف الثالث الابتدائي".

وتضيف والدة الطفلة أنها سافرت بطفلتها المريضة لمستشفى "تل هشومير" الإسرائيلي قبل الحرب على غزة وقام أطباء إسرائيليون بتشخيص حالتها ووجدوا أنها تعاني من مشكلة بالجينات الوراثية والتي يمكن علاج تلك الحالة بإحدى الدول الاوروبية المتطورة.

وتوضح والدة الطفلة أن ابنتها نور خضعت لعدد من الجلسات على يد أطباء قاموا خلالها بوضع نظام غذائي لنور "ريجيم" ولكن في تلك الفترة وجدنا حالتها الصحية تدهورت والتي اكتشفنا بعدها أنها تعاني مرضى السكر والضغط، وعندها توجهنا بكتاب إلى السيد إسماعيل هنية لتحويلها إلى الاراضي المصرية ليتابعوا حالتها واستجاب لنا وقامت وزارة الصحة بعمل اللازم ليصبح الأطباء المصريون ينظمون السكر والضغط لها بدلاً من علاجها من المرض الأساسي".

وتقول " بعد رحلة من العلاج بمصر خضعت بها نور لتحاليل ودراسة عن حالتها المرضية حيث أخبرنا الأطباء بعد 3 أسابيع من الفحوصات لتؤكد أنّها تعاني من مشكلة في الجينات الوراثية دون إيجاد أي علاج لها، فيما أصبحت تتناول الأنسولين الصافي وعقاقير للضغط.

أما عن حياة الطفلة المريضة فتصف لنا أختها هبة البالغة من العمر" 23" عاما حياتها قائلة :" أن اختها نور لا تستطيع النهوض من على الكرسي المتحرك الذي ترقد عليه إلا دقائق قليلة ثم يُصيبها التعب لترقد عليه مرة أخرى وتنام على أريكة خاصة بها".

ويعاني عبد الرحمن -والد الطفلة- بنقلها يوميا للمدرسة على كرسيها المتحرك، فيما تذهب حاليًا عبر سيارة أجرة تقلها من المدرسة وإلى البيت.

واشار والد الطفلة أن المدرسة تهتم بحالة ابنته حيث أن لها مرحاضا خاصا ومعلمة خاصة بها تساعدها على تلقي دروسها التعليمية.

ومن الجدير ذكره أن العائلة تقطن في أحد الأبراج السكنية شمال غزة في الطابق الخامس، الامر الذي يضيف نوعا آخرا من العبء على كاهلهم جراء انقطاع التيار الكهربائي وتوقف المصعد الكهربائي عن العمل معاناة يومية لها، كون الطفلة لا تستطيع الصعود أو النزول عن الدرج حيث تضطر بعدها نور للمكوث في بيوت أحد الجيران نظرا لوضعها الصحي الذي لا يسمح لها بالصعود على الدرج.

وقد ناشدت عائلة الطفلة نور والتي يعمل فيها الأب مؤذن في أحد المساجد في المنطقة ويتقاضي راتبا لا يزيد عن ال "1000" شيكل، الحكومتين في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتنسيق مع إحدى المستشفيات الاوروبية لإنهاء معاناة طفلتهم التي ما زالت في ريعان طفولتها".

وبابتسامة جمعت بين الامل والخوف من المستقبل يبقى هناك سؤال معلق في ذهن الطفلة نور هل ستنعم بحياة طبيعية كباقي الاطفال من عمرها أم ستبقى حالتها المرضية مهمشة وتكمل حياتها رهينة الكرسي المتحرك والخوف من مستقبل ما زال أمره مجهولا؟؟