وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: أولويتنا الوطنية دعم صمود المواطنين وترسيخ الحقائق الايجابية

نشر بتاريخ: 16/09/2012 ( آخر تحديث: 16/09/2012 الساعة: 21:53 )
رام الله - معا - أشاد رئيس الوزراء د. سلام فياض بصمود شعبنا في الأغوار الشمالية وكافة المناطق المصنفة "ج"، وأشار إلى أن السلطة الوطنية، ورغم الأزمة المالية الخانقة التي تمر بها، تواصل العمل لتوفير المزيد من مقومات صمود المواطنين في تلك المناطق، وتعزيز قدرتهم على التصدي للانتهاكات والعراقيل الاسرائيلية فيها.

وأشار فياض إلى أن الحكومة قلصت نفقاتٍ أساسية، واقتطعت من رواتب الفئات العليا من الموظفين، لتتمكن من التدخل بإجراءات تعالج فيها الآثار المترتبة على الارتفاع في الأسعار.

وأكد فياض على أن هذا الاقتطاع مؤقت وسيتم أعادة صرفه للموظفين فور توفر الإمكانيات. وشدد على أن الحكومة تعمل بأقصى ما لديها من إمكانيات من أجل التغلب على الأزمة المالية الناجمة عن نقص ورود المساعدات المالية من المانحين.

|189472|جاء ذلك خلال جولة رئيس الوزراء في محافظة طوباس والأغوار الشمالية بحضور محافظ طوباس والأغوار الشمالية الأخ مروان الطوباسي، وقائد المنطقة ومدراء المؤسسة الأمنية وعدد من المسؤولين في المحافظة، والتي شملت تجمع المالح والحديدية وسمرة وبلدة عين البيضة في الأغوار الشمالية، حيث اطّلع على أوضاع المواطنين هناك، وأكد على أن السلطة الوطنية تواصل جهودها، وتعمل على تذليل العقبات واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لدعم صمود المواطنين سواء بالعمل على تنفيذ مشاريع جديدة أو تسريع تلك القائمة، وبما يكفل تعزيز صمودهم، وقدرتهم على مواجهة السياسة الاسرائيلية التي تستهدف وجود شعبنا في هذه المناطق وتقويض مصادر الحياة فيها.

وقال فياض إن السلطة الوطنية تواصل العمل بأقصى ما لديها من إمكانيات وقدرة من أجل تثبيت الحقائق الإيجابية على الأرض في المناطق المصنفة "ج"، وذلك ضمن سعيها لتثبيت حق أبناء شعبنا في هذه المناطق، ومواصلة عملية البناء فيها وتحدي العراقيل الاسرائيلية. وأضاف: "بناء الحقائق الإيجابية على الأرض هو الأساس الذي يمكننا من تثبيت حقوقنا فيها، ويعطينا الأمل من أجل مواصلة العمل لبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967".

وشدد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية تواصل العمل على الساحتين الدولية والمحلية من أجل ترسيخ الوعي الدولي إزاء المناطق المسماة "ج" بصفتها جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة من قبل اسرائيل. وقال: "خلال السنوات الأربع الماضية تمكنا من إعادة الوعي الدولي تجاه المناطق المسماة "ج" التي كانت تقريبا خارجة تماماً عن الأجندة الدولية بصفتها أرض فلسطينية محتلة، وما يتطلبه ذلك من إجراءات لتعزيز صمود شعبنا عليها ".

وأكد فياض على تعاظم الوعي الدولي تجاه أوضاع شعبنا وحقوقه المشروعة، وخاصة في المناطق المسماة (ج)، والتي تتعرض لأقسى وأسوأ أشكال المعاناة والهدم والتهجير، بطريقةٍ باتت تُعرض بصورةٍ جدية حل الدولتين لخطر حقيقي.

واطَّلع رئيس الوزراء على احتياجات المواطنين في منطقة تجمع المالح بالأغوار الشمالية وأكد على تسريع الاجراءات الكفيلة بتنفيذ المشاريع المقرة لدعم صمودهم رغم الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية. موضحاً أن اسرائيل بالإضافة إلى قيامها بمصادرة صهاريج المياه وتدمير الخيام التي تقدمها السلطة للمواطنين في المالح وغيرها من التجمعات، فإنها ما زالت تحتجز صهاريج أخرى وخيام وبركسات يزيد ثمنها عن 400 ألف دولار مخصصة لدعم التجمعات البدوية بما في ذلك الأغوار.

وأكد رئيس الوزراء أن خطوات الدعم ستنفذ في وقت سريع، حيث يفترض أن يتم خلال أسبوعين دفع الاستردادات الضريبية للمزارعين، اضافة إلى مواصلة العمل من أجل تأمين خيام وصهاريج اضافية للتجمعات السكنية في المناطق البدوية، وكذلك مواصلة العمل في مشروعي العيادة المتنقلة وحافلات نقل الطلاب في تلك المنطقة.

وخلال زيارته المضارب البدوية في الحديدية وسمرة ومكحول في الأغوار الشمالية قال فياض إن السلطة الوطنية تشعر تماما بألم المواطنين في هذه المناطق، والمعاناة الناجمة عن عمليات الهدم والتهجير ومنع وصول المياه للسكان. وقال:" ألمكم ألمنا، وهمكم همنا، ونتفهم معاناتكم، وما تتعرضون له لا يجب أن يزرع في نفوسكم اليأس، فنحن نواصل العمل معاً رغم كل الصعوبات لكي تتحقق مطالبكم بالسرعة الممكنة".

وأثناء لقائه فعاليات شعبية ورسمية من عين البيضا وكردلة وبردلا في مقر المجلس المحلي في بلدة عين البيضا في الاغوار الشمالية، بحضور المحافظ وممثلي الوزارات وقيادات الأجهزة الأمنية في محافظة طوباس والأغوار الشمالية. أكد فياض تصميم السلطة الوطنية على ترسيخ المناطق المسماة "ج" كجزء من أرضنا المحتلة، واعتبر أن الركيزة الأساسية التي مكنت من ترسيخ ذلك في الوعي الدولي تمثلت في "صمودكم يا أبناء شعبنا فيها رغم المعاناة والصعوبات والانتهاكات الاسرائيلية".

وكان رئيس الوزراء استهل زيارته إلى الأغوار الشمالية بزيارة المقر الجديد لمحافظة طوباس، حيث اجتمع مع المحافظ مروان الطوباسي وقائد المنطقة ومدراء المؤسسة الأمنية الذين أطلعوه على آخر المستجدات لا سيما بعد الاحتجاجات الأخيرة. واشاد فياض بالمهنية العالية التي تعاملت بها المؤسسة الأمنية مع الاحتجاجات. كما أشاد بالوعي العالي من قبل المواطنين الذين رفضوا الفوضى وأعمال التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة، وعملوا مع أفراد المؤسسة الأمنية جنباً إلى جنب من أجل التصدي لها وحماية المصلحة العامة.