وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نتانياهو قائد رعديد لا يجرؤ على خوض حروب

نشر بتاريخ: 18/09/2012 ( آخر تحديث: 22/09/2012 الساعة: 12:36 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - منذ 4 سنوات يهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشن عدوان على ايران ، وفيما يعيش العرب كل انواع القلق ترى الايرانيون اقل تأثرا من هذه التهديدات ، بل انهم يرددون دوما : اسرائيل لن تجرؤ على مهاجمة ايران .

فما هي خطة نتانياهو وما هي نقاط قوته ؟ ولماذا يكرر هذه التهديدات في كل يوم وما هي الفائدة التي يجنيها من وراء ذلك ؟

الحقيقة ان هناك تجربتين فقط لنتنياهو في مواجهة الخطوب ، المرة الاولى في مواجهة عرفات عام 1996 و"انتفاضة النفق تحت المسجد الاقصى " وحين بدأ اطلاق النار والمواجهات التي عرفنا لاحقا انها كانت مجرد بروفة لانتفاضة الاقصى عام 2000 ، كان نتانياهو يرشح نفسه لرئاسة الحكومة ورفع شعار عدم مصافحة عرفات ابدا وانه لا يضع يده في يد" قاتل ارهابي " مثل عرفات ، ولكن وبعد اسبوعين فقط كان نتاياهو يجلس على معبر ايريز ويصافح عرفات ووقع معه لاحقا اتفاقية واي بلانتيشن التي عرفت لاحقا باتفاقية واي ريفر الخليل .

التجربة الثانية لنتانياهو حين هزم في انتخابات الكنيست امام ايهود باراك ، وبدلا من القاء كلمة في جمهوره وناخبيه ، هرب من القاعة وترك الناخبين في ذهول ، فاعتلى شارون المنصة وقال لامراء الليكود : لقد قلت لكم ان هذا الرجل لا يصلح قائدا وانه يترك جرحاه في ارض المعركة ، انه لا يفهم في الولاء ولا الانتماء لانه رجل مهزوم من الداخل ويهرب امام اول مواجهة . وفي غداة اليوم التالي كانت الصحف العبرية تكتب عناوين على الصفحة الاولى ( هرب بيبي نتنانياهو من ارض المعركة وترك المنصة لشارون ) .

فما هو سبب نجاح نتياهو في البقاء على رأس ائتلاف يميني واسع ؟ وكيف يصمد اكثر من شارون الذي بنى الجدار واكثر من رابين الذي انجز السلام واكثر من بن غوريون الذي هزم العرب وكل قادة اسرائيل وجنرالاتها الاقوياء ؟ هل هي نظرياته السياسية ؟ ام سحر التطور الاقتصادي ؟ ام ايديولوجيته الصهيونية المتينة ؟

الاجابة سهلة ولا يوجد فيها شك ، ان الانجاز الوحيد الذي حقّقه نتانياهو للاسرائيليين هو تحقيق الامن ووقف العمليات ، وهو انجاز من اهم الانجازات التي شعر بها سكان اسرائيل منذ عشرين عاما ، لقد قدّم نتانياهو للناخب الاسرائيلي هدوء لم يكن يحلم الاسرائيليون به واستطاع من خلال اكبر عملية تضليل اعلامي اقناع الجمهور الاسرائيلي انه هو الذي منع العمليات الفدائية والتفجيرية وانه انقذ فورة رؤوسهم من الموت المحقق ووفر لهم ولاولادهم حياة اطول في ظل شرق اوسط يحترق !!!!

ولغاية الان فشل الاعلام العربي والاعلام الفلسطيني بالذات في ايضاح الصورة للاسرائيليين ، وفشلنا فشلا كبيرا في اقناع صحافي اسرائيلي واحد ان وقف العمليات لم يكن انجازا من انجازات نتانياهو وانما ثمرة قرار من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها فتح وحماس والجهاد الاسلامي بوقف العمليات التفجيرية في المدن الاسرائيلية وان الجدار لم يمنع العمليات وان نتانياهو لا يستطيع منع فدائي واحد من تنفيذ عملية وانما التزم المسلحون بقرار الفصائل والتنظيمات وكفوا عن سلسلة عملياتهم لانهم يريدون اعطاء فرصة للقيادة ان تتحرك سياسيا ودوليا لحل المعضلة .

فشل القيادة الفلسطينية سياسيا وانشغالها في الاقتتال مع بعضها البعض ،فشل الاعلام العربي في مناصرة القيادة الفلسطينية وغرقه في قضاياه الداخلية ، فشل اليسار الاسرائيلي في توضيح الصورة للناخب الاسرائيلي ، واصطفاف الاعلام الاسرائيلي لصالح الرواية الرسمية الحكومية وافتقاد اخلاق المهنة جعل من نتيناهو رئيس وزراء ناجح وثابت وقد يفوز مرة اخرى في الانتخابات لاربع سنوات قادمة رغم انه حطم الاقتصاد الاسرائيلي واوهم الاقتصاد الفلسطيني وازعج السياسة الامريكية ودمر العلاقة مع العرب .

شارون هو الوحيد الذي اعطى نتانياهو التقييم الذي يستحقه .