وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل للحكام علاقة بالفشل ؟ !

نشر بتاريخ: 18/09/2012 ( آخر تحديث: 18/09/2012 الساعة: 21:59 )
بقلم : رضوان علي مرار

بدأ دوري جوال للمحترفين وبدأت معه هموم الكرة الفلسطينية بكل معطياتها واهدافها ,لتنسج من جديد مجتمعا رياضياً افضل من العام الماضي ,والذي ودعناه بكل ما فيه من انجازات واخفاقات ,سواء على المستوى المحلي والدولي ,المهم اننا اليوم نسعى الى تحسين الحاضر وونتطلع للمستقبل الواعد والمزهر بعون الله , وناخذ من الماضي العبرة والدروس المستقاة من اخطائنا واجندتنا المليئة بالتحديات والابجديات الكروية ,وهي كثيرة لنجدد ونعمق ثقافتنا الكروية او نصلح ما يمكن اصلاحه في هذا المعلم الرياضي الواسع ,ولانريد اغلاق المسامات والفتحات الطبيعية التي تُغنينا وتبعدناعن استخدام التتنفس الصناعي والجلوكوز الطاريء.

ما يهمنا هو بناء منظومة ثقافية متكاملة في مرافق البستان الرياضي الفلسطيني ,والعامل الاهم في هذا البستان وفي مسيرتنا الكروية, الحكام , قضاة الملاعب ,واي قاضي يرضى بما يقبل به حكامنا وقضاتنا الرياضيين البواسل ,من شتم على الملأ باقدح الكلمات وعبارات اسفل المعاني , لا لسبب سوى لخطأ هنا اوهناك وفي كثير بدون وقوع اخطاء , وكأن القيامة قد حلت بنا وان حلمنا بالعودة الى ربوع الوطن قد تبخر و ضاع بلا رجعة بفقداننا ثلاث نقاط او ستة اخرى , في دوري المحترفين الذي اصبح عبئا على بعض الرياضيين الفلسطينيين ,اكثر من انجاز يستحق التمجيد والتحميد به ليل نهار .

لازال موضوع الحكام قضية بحث قديمة ومطروحة دائما على طاولة النقاش في وسائل الاعلام المحلية والدولية , ومعرضة للجلد والتمحيص والتدقيق من اكثر من جهة , بالاضافة الى ان البعض يحاول ان يستخدمها كشماعة , لتعليق الاخطاء على حبالها وتحميلها, كل ماعلق من مطبات تكتيكية واخرى ادارية , وما يُنسج ويحاك قبل المباراة وما بعدها من خيوط وخطط مبهمة لا تترجم على ارض الواقع ببرامج ولا فعاليات واضحة والفريق الفائزالاخر صاحب المعادلة يخرج من الملعب بفرحة عارمة ,لا تسعفه على الحالة النفسية والمعنوية في الالتفات الى الخلف ولو برهة ولا ينبري بذم قضاة الملاعب او يحقرهم كمت يفعل الفريق المهزوم , ويترك المجال للفريق الاخر ليقوم بالمهمة نيابه عنه ,والاشد غرابه ان يحمل البعض الخسارة والفشل في تحقيق الانتصار للحكام, كنوع من تبرئة الذمه ,واخلاء طرف معين كما يقولون من هذه الواقعة الصعبة, التي تصيب المدراء والمدربين الفنيين و الكرويين , وهم بلا شك يقعون تحت صنديان ومطرقة الضغط من فوق ومن تحت وكان الله بعونهم على هذه الحال .

ولا نريد في هذه المقالة ان نلبسهم ثوب الوقار والحشمة فهم يستحقون ذلك واكثر , لكن الجمهور الرياضي كما هو للداني وللقاصي لا يرحم احداً, وهو يغلي كالمرجل ويشتعل ناراً تصيب الجميع في حالة الخسارة المقنعة وغير ذلك ,ولا نريد الاسترسال والانسياق مع موضوع الجمهور لانه يحتاج الى كثير من المقالات والايضاءات المستوفية المواقف والمعاني.

فالموضوع الاساسي هو الحكام وعلاقة الفشل الذي هو محور اساسي في كرة القدم وهو متلاصق لا ينفك بين المدربين والحكام ,لازاحة القرص الناري عن كاهلهم ,واذا كان الحكام يخطئون فهذه طبيعة البشر وليس معياراً للشر يبطنه هذه الحكم او ذاك لفريق دون اخر , واذا نظرنا ومحصّنا اكثرعلى المستوى الكروي العالمي قد نجد بعض الحكام يغيرون نتيجة المباراه ويضيعون جهود مضنية بذلها الفنيون واللاعبون من اجل اسعاد جماهيرهم وعشاقهم في كل مكان .

وهذا الاستذكار لا يبرر الاخطاء للحكام , ولا هو مظلة للظلم الذي يقع على الرياضيين واللاعبين على وجه الخصوص ,لكن على المدرب ان يعلم علم اليقين ان الحكم معرض للخطأ ,وان هذا الخطا ممكن الحصول في كل وقت مرة بل ومرات من خلال اللقاءات الكروية التنافسية المهمة , وعلى المدير الفني الذي الجيد ان يضع ذلك في حسبانه وحساباته , ولا ينتظر لمسة يد داخل صندوق الجزاء او عرقله في هذا المكان او ذاك ليحقق ما عجز عنه اللاعبون ,لكن عليه الاعداد الجيد والمتواصل لكل مباراه من خلال وضع خطط وبرامج وتعليمات متناسقة مع قدرة لاعبيه طيلة احداث المعمعة الرياضية , ولا يقف عند حدود معينة هنا او هناك .

ولا بد للمدير الفني تن يسهر على لاعبيه ويتابعهم طيلة الوقت ,اضافة الى تحسس وتفقد معنوياتهم وسلوكهم ,باعتبارهم حصان الرهان في كل المنافسات , وعلى البعض ترك اخطاء الحكام للجنة الاختصاص من مراقبين ومتابعين فهؤلاء اكثر قدرة ومتابعة لما يجري في الميدان من غيرهم , ويبقى السؤال الاهم في هذه المعادلة هل زال البعض يصر تعليق الاخطاء على شماعة الحكام ؟.