وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

باديكو وشارك والشباب الدولية يطلقون برنامج تميز لتأهيل طلبة الجامعات

نشر بتاريخ: 19/09/2012 ( آخر تحديث: 19/09/2012 الساعة: 20:32 )
رام الله - معا - أطلقت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو القابضة) ومنتدى شارك الشبابي، ومؤسسة الشباب الدولية، اليوم الأربعاء، برنامج "تميز" لتأهيل وتمكين طلبة الجامعات لدخول سوق العمل.

وتم خلال الحفل توقيع الاتفاقيات بين الشركاء والجامعات المشاركة في البرنامج، وذلك بحضور رئيس الوزراء د. سلام فياض، ورئيس مجلس إدارة باديكو القابضة منيب المصري، والرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة سمير حليله، ورئيس جامعة النجاح الوطنية د. رامي الحمدلله، ورئيس جامعة بوليتكنك فلسطين د. ابراهيم المصري، ورئيس مجلس إتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا" حسن القاسم، والمدير الإقليمي لمنظمة العمل الدولية في فلسطين منير قليبو، ومدير منتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، ومدير مؤسسة الشباب الدولية د. محمد المبيض.

ويهدف برنامج "تميز" إلى إعداد جيل من الشباب الفلسطيني المتمكن والأكثر دراية بسوق العمل، ودعمهم ليكونوا أصحاب كفاءة مؤهلين لدخول سوق العمل وتحسين فرص منافستهم في السوق المحلية والدولية، أو ليصبحوا رياديين مبدعين، بما يؤهلهم ليكونوا قادة في مجتمعهم مستقبلاً، وذلك من خلال برنامج متكامل وشراكة فاعلة بين مؤسسات القطاعين الخاص والأهلي والجامعات الفلسطينية.

وسيتم البدء في تنفيذ البرنامج مع جامعتي النجاح الوطنية وجامعة بوليتكنك فلسطين، إضافة إلى جامعة بيرزيت، بهدف استهداف طلبة الجامعات للاستفادة من البرنامج، حيث سيتم الإعلان عن معايير المشاركة في البرنامج مع الجامعات المستهدفة في مطلع الأسبوع القادم.

وأشاد رئيس الوزراء د. سلام فياض ببرنامج "تميز"، وحيا باديكو القابضة ومنتدى شارك ومؤسسة الشباب الدولية على مبادرتهم معتبراً أن "تميز" يمثل برنامجاً استراتيجياً يعد إضافة نوعية للفكر التنموي في فلسطين، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية وانسداد الأفق السياسي واستمرار الانقسام.

وأوضح د. فياض أن برنامج تميز من شأنه أن يفضي إلى تعزيز المسؤولية الشخصية وتحفيز التفكير النقدي لدى الطلبة والابتعاد عن التلقين الذي يتناقض مع فكر الإبداع، لافتاً إلى ضرورة أن تنسجم العملية التربوية ككل مع ما يحفز على الإبداع، مؤكداً أنه يتوجب وضع قطاع الشباب كعنوان رئيسي على رأس برنامج عمل الحكومة.

وشدد على أنه من الضروري بمكان التعامل مع أزمة البطالة لدى الشباب وطلبة الجامعات من الخريجين اعتمادا على التفكير والتخطيط الاستراتيجي، ويما يزيد من مناعة وتحصين البنيان في أحلك الظروف.

|189770|

وأضاف فياض: نتفهم حالة الاحتجاج وعلينا تفهم ذلك بما يشمل التعامل مع متطلبات المرحلة مع الاستمرار في تلبية المتطلبات اليومية من أجل مواصلة البناء، وأثنى فياض على روح الشراكة التي جعلت هذا البرنامج ممكناً، وقال "نجدد التزامنا التام لبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح البرنامج".

بدوره، أكد منيب المصري أن مشكلة البطالة باتت تتفاقم وهي تؤرقنا جميعا خاصة في المرحلة الحالية في خضم أزمة مالية وسياسية، فهذه المشكلة لا تقلق الحكومة ومؤسسات السلطة فحسب، بل نحن أيضاً في القطاع الخاص نعتبرها مشكلة تؤرق المؤسسات الخاصة وتؤثر على قدرة نمو الاقتصاد والوطني، ومدى قدرته التنافسية على مستوى المنطقة والعالم، لذا أدركت باديكو منذ اللحظة الأولى الحاجة المتزايدة إلى تدخل يفضي إلى سد الفجوة ما بين مهارات طلبة الجامعات ومتطلبات سوق العمل، وتأثير هذه الفجوة على قابلية طلبة الجامعات من الخريجين للتوظيف في فلسطين، خاصة وأن نسبة البطالة بين قطاع طلبة الجامعات من الخريجين مرتفعة.

وأكد سمير حليله أن إطلاق برنامج تميز يأتي كنتاج أكثر من عام كامل من العمل والجهود المشتركة ما بين باديكو القابضة وعدة مؤسسات رسمية وأهلية وشبابية ودولية، ويتزامن أيضاً مع الربيع الفلسطيني والحراك الشبابي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، مضيفاً أن باديكو القابضة عملت في أكثر من مناسبة وبالشراكة مع عدة قطاعات ومؤسسات لدراسة الواقع الراهن لطلبة الجامعات والخريجين والفجوة الواضحة ما بين مؤهلات طلبة الجامعات ومهاراتهم من ناحية ومتطلبات سوق العمل من ناحية أخرى، وذلك بهدف الخروج بنتائج واقعية وتوصيات هامة قابلة للتطبيق.

وأشار حليله إلى أن شركة باديكو القابضة وبالشراكة مع منتدى شارك ومؤسسة الشباب الدولية قامت بوضع أسس البرنامج اعتماداً على عدة أبحاث ودراسات حديثة صدرت عن مؤسسات رسمية وأخرى متخصصة في قطاعات التعليم والشباب، خصوصاً في ظل مواجهة القطاع الخاص الفلسطيني مشكلة توظيف طلبة الجامعات من الخريجين نتيجة للفجوة الحاصلة ما بين متطلبات واحتياجات السوق الفلسطيني وبين مهارات الطلبة الجامعيين.
وأوضح أنه في هذا العصر بات لزاماً التركيز على التعلم عوضاً عن التعليم والتلقين بسبب التسارع الحاصل في العلوم المختلفة والتطور التكنولوجي، إضافة إلى التأكيد على عامل الحافزية والذي يعد أحد أهم العوامل لبناء الإنسان المبدع، وهذا يعني تغيير في نوعية التعليم إلى جانب شخصية الطالب، بما يشمل تعزيز القراءة والثقافة والحافزية والإبداع الفكري والنقد، من أجل إعداد جيل متمكّن قادر على بناء الدولة ومؤسساتها واقتصادها.

وتساءل حليله عن السبب وراء وجود 17 جامعة فلسطينية تتنافس فيما بينها على موارد ضئيلة دون اللجوء إلى خطة لتحديد التخصصات وبما يلبي حاجات سوق العمل. وأكد حليله أن باب الشراكة أمام كافة المؤسسات في مختلف القطاعات مفتوح من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من برنامج تميز.

وأضاف حليله "من الملاحظ في سوق العمل أن طلبة الجامعات من الخريجين الجدد ليسوا دوماً مستعدّين للعمل حين يتم توظيفهم، وهنا يأتي التدخل المتعلّق بتطوير جودة التعليم وربطه أكثر مع احتياجات سوق العمل. مؤكداً على أهمية تحمّل الحكومة الفلسطينية مسؤولياتها تجاه القطاع الشبابي وتصحيح سياسات التعليم العالي عبر خلق شراكة ما بين الحكومة والقطاع الخاص الفلسطيني، والمؤسسات الشبابية، والأهلية والجامعات، وأيضاً عبر تنفيذ برامج لخدمة الخريجين وتعزيز دورهم والاطلاع على احتياجاتهم لتلبية احتياجات السوق الفلسطيني من كافة التخصّصات"، وشدّد حليله أن الطالب يجب أن يكون محور العملية التعليمية.

من جهته، أكد بدر زماعرة أن برنامج تميز يعد برنامجاً وطنياً يهدف إلى تمكين وتطوير الشباب الفلسطيني وزيادة دافعيتهم وتحسين فرص منافستهم في سوق العمل من خلال برنامج متكامل صمم خصيصا لهذا الغرض، موضحاً أن البرنامج يستهدف طلبة الجامعات الفلسطينية ويسعى لتهيأتهم ضمن برنامج احترافي عبر ركيزتين، الأولى تطوير قدراتهم الذاتية ومهاراتهم الحياتية بما يشمل تعزيز الثقافة العامة وتحفيزهم على التفكير النقدي البناء، وتوسيع المدارك والمعارف لديهم، وتعزيز مهارات الاتصال والتعبير عن الذات، إضافة إلى تطوير مهاراتهم اللغوية والتكنولوجية، والثانية تطوير القدرات اللازمة لانخراطهم في سوق العمل، عبر تزويدهم بالمهارات العملية، وربط معارفهم الأكاديمية النظرية باحتياجات سوق العمل، بما يتضمّن المهارات الإدارية والتنظيمية والتخطيطية، ودعم التعليم من أجل العمل والريادة، والتدريب العملي في الوظائف.

وأوضح زماعرة أن البرنامج يعتبر إضافة نوعية وهو نموذج للشراكة تترأسه شركة باديكو القابضة، والبرنامج بحاجة لجهود ستستمر لعدة سنوات، بحيث تتمّ مواكبة الطالب الجامعي لمدة سنتين، ويتلقى برنامجاً مكثفاً، وأكدّ أن على الطالب أن يتعامل مع البرنامج بجدية ومثابرة لأنه لن يبلغ النجاح دون بذل الجهد والتعب. ولفت إلى أهمية العمل على موضوع اختيار التخصصات بما يلائم السوق، حيث قال أن الدراسات الأخيرة واستطلاعات الرأي أظهرت أن الشباب غير قادرين على تحديد رؤيتهم المستقبلية.

وفي كلمته عن الجامعات المشاركة في البرنامج أشار د. رامي الحمد الله إلى أن جامعة النجاح الوطنية ستقدم خمس منح لطلبة الزراعة ومثلها لطلبة السياحة من محافظة أريحا لتوفير مثل هذه التخصصات الحيوية للمحافظة حيث أظهرت دراسة حديثة موّلتها باديكو القابضة ونفّذها مجلس شبابي أريحا أن المحافظة تفتقر إلى مثل هذه التخصصات على الرغم من أن الأنشطة الزراعية والسياحية تُعتبر حيوية لاقتصاد المحافظة. ولفت الحمدالله إلى مشكلة التخصصات وتكرارها في الجامعات الفلسطينية بسبب عدم وجود خطة منهجية ما يعني ضرورة العمل على إيجاد تخطيط للتخصصات.

وأشار في كلمته إلى تجربة جامعة النجاح التي سعت إلى تطوير التعليم الأكاديمي ومهارات الطلبة. وأكد أنه يجب التشبيك مع الجامعات لرفع كفاءات الطلبة وإنشاء مجالس تنمية الكفاءات تتكون من الأكاديميين والقطاع الخاص.

من جهته شكر د. محمد المبيض، حليله على اهتمامه الشخصي بالمبادرة ومتابعته لتفاصيلها، وأكد أنه تم الخروج بالبرنامج بعد المقارنة والاستفادة من تجارب العديد من الدول التي تعمل فيها المؤسسة الدولية للشباب، لافتاً إلى أن المؤسسة تهتم ببث الأمل والثقة في روح الشباب وتمكينهم من أداء دورهم وإشراكهم في وضع الحلول للأزمة، وأكد على ضرورة التركيز على تطوير مهارات الطلبة، وعلى نوعية التعليم.

وأضاف د. المبيض أنه يجب عمل دراسات استشرافية للسنوات الخمس والعشر القادمة، من أجل إرشاد الطلبة في اختيار تخصصاتهم وفق متغيرات التكنولوجيا والسوق. وأشار إلى أن على القطاع الخاص أن يكثف من المسؤولية المجتمعية تجاه الشباب، كما طالب الجامعات الفلسطينية بفتح أبوابها أكثر للحوار مع القطاع الخاص لتطوير برامج لاستكشاف احتياجات الشباب.

واعتبر د. المبيض أن برنامج تميز لا يقتصر على الطلبة فقط أو على شركة معينة أو جامعة معينة، وإنما أيضاً جميع القطاعات، ما يعني بالضرورة أن نجاح البرنامج قائم أساسا على نجاح الشراكة من كافة الأطراف. ودعا الطلبة إلى أهمية العمل الجاد والتميّز في كافة المجالات، ومعرفة أنه لا يمكن تحقيق الإنجازات والنجاحات والوصول إلى مراتب عليا دون بذل الجهود الحقيقية.

كما ألقت طالبة الحقوق من جامعة القدس حنين سلامة كلمة باسم الشباب، أشارت فيها إلى حجم الهموم والتحديات التي يواجهها طلبة الجامعات الفلسطينية لاسيما صعوبة اختيار التخصص الأكاديمي ومدى ملاءمته لسوق العمل، والتحديات التي تواجه الطلبة بعد تخرجهم ومواجهتهم لواقع الحياة ومتطلبات العمل على أرض الواقع.

وفي ختام الحفل تم توقيع الاتفاقيات بين الشركاء والجامعات المشاركة في البرنامج وهي باديكو القابضة ممثلة برئيسها التنفيذي سمير حليله ومنتدى شارك الشبابي ممثلاً بمديره بدر زماعرة ومؤسسة الشباب الدولية ممثلة بمديرها د.محمد المبيض وجامعة البوليتيكنيك ممثلة برئيسها د. إبراهيم المصري وجامعة النجاح الوطنية ممثلة برئيسها د. رامي الحمدالله واتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية "بيتا" ممثلاً برئيس مجلس إدارته حسن قاسم.