|
صايل خيل الأصايل ..استعجلت الرحيل
نشر بتاريخ: 21/09/2012 ( آخر تحديث: 21/09/2012 الساعة: 20:25 )
بقلم : محمد اللحام
استعجلت الرحيل ايها الصديق وما كنا لذلك مهيئين دون إسقاط أيماننا بقدر الله وقدرته . ومع كل وداع أبا احمد سنتعلم فن الفراق من غير حضن دافئ ورسم ابتسامة واسعة أكبر من قرص الشمس الذي غاب خجلا واحتراما لحظة وداعك وتشيع جثمانك الطاهر. ذهبت دون ان تجرح احد وانت من كان يداوي جراح الآخرين . فقد عرفتك وعرفناك وعرفك كل من في محيط ومعمعان العمل الطوعي والرياضي والإنساني . صايل سعيد كان قاض ملاعب بصافرة دوّت أصواتها في سماء فلسطين عدلا وحكمة وتحكيما نزيها وشفافا حتى أصبحت مطلبا لكل خصومة شريفة على ملاعبنا الترابية ومن بعدها الخضراء. وفي القيادة والتدريب كنت معلما وملهما ومجدا ومجتهدا لتعطي عصارة ما اكتنزته من خبرة وتعلم لجيل حمل الراية ليواصل المسيرة في المضمار . وقبل ذلك كنت حارسا لأحلام زملائك وأنت تقف كما الليث تحمي عرين الخضر وتقوده لمنصات التتويج في البطولات وتصعد معه الدرجات مجسدا نموذجا كبيرا للمهارة والأخلاق. عرفتك منذ ربع قرن تقريبا وأنت تجود علي وزملائي بكل ما لديك من معلومة وحقائق بلباقة ولياقة وأناقة دون ان تمس احد بسوء. كنت فارسا يا صايل ليس في الملاعب فحسب بل وأمام الميكرفون والكاميرا وتمتطي الكلمات بتعبير مكثف عن الحالة وبوصف موجز وغني يوفي الغرض ويزيد. استضفناك ونحن في التلفزيونات المحلية في التعقيب والتحليل وكنت شريكنا المحبب في التقارير الفضائية والمحلية المرئية منها والمسموعة والمكتوبة . حتى الكاميرا أحبتك يا صايل وكانت تتجه صوبك وتداعب انفعالاتك وتنتظر كلماتك خاصة في مباريات الفريق الذي أحببت وعشقت وانتميت وضحيت . وفي كثير من الأحيان لم يكن لك مسمى رسمي في نادي الخضر ولكن لم يسكن قلبك مسمى أغلى واكبر من الخضر وكانت انفعالاتك تفضح هذا الحب . 52 ربيعا من ازدحام وزحمة الدنيا لم تكن كافية أبا احمد لنحبك أكثر لنراك أكثر لنمشي وإياك على أطراف ملعب الحياة أكثر .استعجلت الرحيل ولو كنا نعلم لطلبنا منك وقتا إضافيا لضحكة أخرى او نظرة أخيرة او استذكار لقاءات الخضر وعد الرياضي وحكايات شقيقك جميل والشهيد زكريا وسليمان وإبراهيم مع موسى نعيم ورائد وقراقع وشبلي والفراحين . خبر وفاتك ابا احمد وقع كالصاعقة على عقول وقلوب كل من احبك ويا الله ما أكثرهم فقد خرجت المدينة والقرية والمخيم وتوشح المشهد بالسواد ونظرت العيون للسماء ترقب روحك الطاهرة وهي تصعد عند باريها مع دعوات بان تنام بسلام وسكينة بعد رحلة حافلة بالورد والود وصخب الملاعب الذي لن ينساك وسيبقى وفيا للفارس الأصيل ..صايل سعيد ..رحمك الله وقد أحببناك لله وفي الله ونستودعك الله . |