وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أردوغان: لن نسمح لقناديل القدس أن تطفأ

نشر بتاريخ: 21/09/2012 ( آخر تحديث: 22/09/2012 الساعة: 09:52 )
انقرة - معا - اكد الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان القدس ستبقى عاصمة فلسطين وان قناديلها لن تطفأ وان اسرائيل تتجاهل تاريخ القدس الاسلامي والمسيحي ولن نسمح بتهويدها.

جاء ذلك خلال حفل تسليم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الدكتوراه الفخرية بالإنسانيات من جامعة القدس، أقيم بالعاصمة التركية أنقرة، اليوم

وقال الرئيس عباس ان بوابة السلام سوف تغلق اذا استمرت اسرائيل باحتلالها واستيطانها ولا معنى لدولة فلسطين دون أن تكون القدس عاصمة لها، وستبقى عواصمنا تشعر بالنقص ما استمر احتلال القدس.

واضاف ابو مازن 'من هنا من تركيا، التي لن تعرف معنى الفرح إلا إذا تعانقت مع شقيقتها فلسطين المحررة، بعاصمتها القدس الشريف، أدعو لبذل كل جهد ممكن للحفاظ على القدس الشريف، فعلا لا قولا، وعبر تنفيذ الإستراتيجية التي قدمناها للاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة عشية السابع والعشرين من رمضان الماضي'.

وتابع الرئيس" إن القدس فتحت ذراعيها أمام المؤمنين من الديانات الثلاث، من مختلف بقاع الأرض، لأنها تعتبر نفسها قبلة للبشرية، لا ترد حاجا ولا زائرا ولا قاصدا لباب السماء، هكذا كانت وهكذا ستكون في المستقبل عاصمة لدولة فلسطين، لقد استطاع الشعب الفلسطيني أن يحافظ على القدس العتيقة، وأن يحميها عبر السنوات ويكفي أن العالم اعترف بمكانتها الثقافية العالمية عبر تسجيلها على قائمة التراث العالمي".

وأضاف الرئيس أن ' إنكار الحقائق لا ينفي وجودها، فعلى الرغم من كل ما قامت وتقوم به حكومات إسرائيل، فما زالت قبة الصخرة تملأ البلدة القديمة بإشعاعها حيث يختلط هذا الإشعاع مع إشعاع كنيسة القيامة، وما زالت البلدة القديمة مدينة عربية بمساجدها وكنائسها وأسواقها التاريخية، يقطنها أبناؤها من الفلسطينيين'.

وأكد 'أن الذي سيقرر مصير ومستقبل القدس، ليس الاستيطان والقهر والإملاءات والجدران وتهجير السكان وهدم المباني، وإنما بناتها، وأبناؤها، وشيوخها، وشبابها الصامدون المرابطون القابضون على الجمر...علينا أن نرفع صوتنا بأننا سنعود إلى القدس، وأن الحقيقة تقول إن القدس قضية رابحة لأنها تشكل محور القضية الفلسطينية، وحجر زاوية في الهوية العربية والإسلامية والمسيحية، وبالنسبة لنا جميعا كفلسطينيين مسألة مستقبل أيضا'.

من جانبه، قال أردوغان 'إننا لن نتخلى عن فلسطين ولن نسمح لقناديل القدس أن تطفأ'، مشيرا إلى أن إسرائيل أوقفته على الحدود نصف ساعة، متسائلا 'كيف ننتظر منها أن تقوم بخطوة في اتجاه السلام؟، لو لم تكن وجهتي فلسطين لعدت، ولما وقفت، لا تنتظروا النية السليمة من إسرائيل، نحن نتعامل معهم بنوايا سليمة ولكنهم لا يتعاملون بها، سنواصل دعمكم في كل الظروف والأوقات'.

وأضاف أن 'الرسالة التي نريد أن نرسلها أن القدس ليست ملكا لدين أو عقيدة معينة، بل هي للكل، الآن إسرائيل تريد أن تخص القدس باليهود ولن نسمح بذلك، ولن يقبل المسلمون أو المسيحيون بذلك، سياسة إسرائيل تتجاهل التاريخ المسيحي والإسلامي لآلاف السنين، ومن خلال الحفريات تريد أن تثبت انتماء اليهود للمدينة وتنفي انتماء المسلمين والمسيحيين لها، وهناك عديد الوفود التي أرسلناها دحضت إدعاءات إسرائيل'.

وأشار اردوغان إلى المستوطنات التي باتت تحاصر القدس من كل مكان، والتي قطعت القدس عن باقي أنحاء الضفة الغربية، وعن محيطها الإسلامي والعربي، كما أشار إلى انعكاسات السياسات الإسرائيلية على جامعة القدس، التي تتعرض إلى العزل من قبل إسرائيل، عبر بناء الجدار الفاصل على أراض تابعة للجامعة، وقال 'إن من بنى الجدار ومن ساهم فيه يجب ألا ينسوا أنهم سيحاكموا'.

وقال رئيس الوزراء التركي 'إننا لن نتخلى عن فلسطين ولن نسمح لقناديل القدس أن تطفأ'، مشيرا إلى أن إسرائيل أوقفته على الحدود نصف ساعة، متسائلا 'كيف ننتظر منها أن تقوم بخطوة في اتجاه السلام؟، لو لم تكن وجهتي فلسطين لعدت، ولما وقفت، لا تنتظروا النية السليمة من إسرائيل، نحن نتعامل معهم بنوايا سليمة ولكنهم لا يتعاملون بها، سنواصل دعمكم في كل الظروف والأوقات'.

ورحب اردوغان بالرئيس محمود عباس، وبالوفد المرافق، وشكر العاملين بجامعة القدس وطلابها على هذه الشهادة الفخرية، قائلا: صديقي القديم والسيد الرئيس المعنوي للدعوة الفلسطينية السيد عباس، وأصدقاءه في الدعوة الفلسطينية، أكرر الترحيب بكم في تركيا، السادة العاملين في الجامعة وطلابها أشكركم لتقديمكم هذه الشهادة الفخرية، حب الشعب التركي في موضوع القدس ينبض بشكل مختلف، والشعب التركي يدرك تماما تجاه القضية الفلسطينية والقدس، والشعب التركي يدرك بأن القدس هي بلد المحبة والأخوة'.

وأضاف أن 'الآيات القرآنية، التي تتحدث عن الإسراء والمعراج، الذي تم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، البعض منا ينسى الحادثة، ولكن السلطان سليمان القانوني، بنى باب الرحمن، وسترون مخطوطة كتب عليها كلمة 'لا إله إلا الله'، كدليل على تسامح الدولة العثمانية، والتأكيد على الأهمية التي تتمتع بها القدس بالنسبة للأديان الثلاثة، هذه الكتابات تشكل النقطة الأساسية لنظرتنا وانطلاقتنا حول القدس، لتعلموا أن كلما سمعنا خبرا مؤلما من القدس، نحس به في صميم قلبنا، نحن نريد أن تكون القدس مركز سلام عالمي، ونحن صادقون بهذه الأمنية'.

وأشار إلى امتناع إسرائيل عن منح تصاريح بناء لمواطني القدس، وإلى المستوطنات التي باتت تحاصر القدس من كل مكان، والتي قطعت القدس عن باقي أنحاء الضفة الغربية، وعن محيطها الإسلامي والعربي، كما أشار إلى انعكاسات السياسات الإسرائيلية على جامعة القدس، التي تتعرض إلى العزل من قبل إسرائيل، عبر بناء الجدار الفاصل على أراض تابعة للجامعة، وقال 'إن من بنى الجدار ومن ساهم فيه يجب ألا ينسوا أنهم سيحاكموا'.

وأوضح أردوغان أن علاقات الجامعة مع تركيا علاقات خاصة، حيث وقعت الجامعة مع عدة معاهد تركية عديد الاتفاقات، التي تشمل تبادل الأبحاث والخبرات والطلبة والأساتذة، في عدة مجالات، إلى جانب اهتمام الجامعة بتعليم اللغة التركية، والحضارة التركية.

وفي هذا السياق، أشار أردوغان إلى عدم اعتراف إسرائيل بجامعة القدس، أو الشهادات الصادرة عنها، مؤكدا: 'نحن نعترف بها في تركيا'، ومتسائلا: 'ما هي إسرائيل لم تهتمون لها، دعوهم لا يعترفون بشهاداتكم؟'.

وتطرق إلى التسامح الديني في مدينة القدس، حيث يقوم مواطن من آل نسيبة بفتح أبواب كنيسة القيامة وإغلاقها، وهو تقليد بدأه الخليفة عمر بن الخطاب، دليلا على تسامح الإسلام، وإنفاذا للعهدة العمرية، وقال: 'إذا خرجت القدس من يدنا لن تكون هناك قدس أخرى، مخاطبا أهل العلم للعمل على تغيير رأي العالم حول القدس، للحفاظ عليها والتدخل لحمايتها.

وقال إن 'هذه الشهادة أهم وأفضل شهادة حصلت عليها، لأنها من القدس، وجامعة القدس، وهي انعكاس للقدس في قلبي، وقال لن أنسى صرخات أطفال القدس، وعزمهم سوف ينتصر إن عاجلا أم آجلا'.

وأكد أن تركيا ثابتة على المواقف نفسها التي قدمها السلطان عبد الحميد، عندما رفض بيع فلسطين أو منحها لليهود، وقال 'إن تركيا تدعم الجهود الفلسطينية بإقامة الدولة، ووقف الاستيطان في الأرض الفلسطينية عموما وفي مدينة القدس خصوصا'.

وقال: 'نعلم كيف تتصرف إسرائيل في فلسطين، وكيف تنظر لها، إن تعامل فلسطين كسجن مفتوح، نحن لا نركن لوعود إسرائيل أو تصريحات قياداتها، دائما أكدنا أن يجب على إسرائيل أن تعتذر أولا وثانيا رفع الحصار عن قطاع غزة، وتقديم التعويضات لأهل الضحايا، وإدارة إسرائيل اليوم ليس لها أي علاقة بالتوراة'.

وأشار إلى أن إسرائيل أوقفته على الحدود نصف ساعة، متسائلا كيف 'ننتظر منها أن تقوم بخطوة باتجاه السلام؟، لو لم تكن وجهتي فلسطين لعدت، ولما وقفت، لا تنتظروا النية السليمة من إسرائيل، نحن نتعامل معهم بنوايا سليمة ولكنهم لا يتعاملون بها، سنواصل دعمكم في كل الظروف والأوقات، ولن نتخلى عن فلسطين، ولن ندع قناديل فلسطين تنطفأ'.

وحول موضوع الإساءة للرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، عبر الأفلام والرسوم، قال أردوغان: 'نحن رغم تلك الهجمات نصبر أمامها، لأننا نعلم أن نهاية الصبر، السلامة، ولأننا نستذكر كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يصلي في المسجد وكان الكفار يضعون على رأسه القاذورات، أبدى صبرا أمام تلك الحركات المشينة، هم لا يعرفون ذلك لأنهم جهلاء وهذه تدل على مدى تقبل الآخر والحرية، والحق سينتصر عاجلا أم آجلا'.

وقال سفير فلسطين لدى تركيا نبيل معروف، 'إن هذا التكريم لرجل قدم كل أشكال الدعم لفلسطين، واليوم فلسطين وشعبها ومن خلال جامعة القدس يكرمون رئيس الوزراء بمنحه الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية، كجزء من الجميل الذي يكنه الشعب الفلسطيني لتركيا وشعبها'، مضيفا أن أردوغان دائما اعتبر فلسطين هي قضية وطنية تركية، وقدم كل أشكال الدعم السياسي والاقتصادي لفلسطين.

وبدوره، قال رئيس الجامعة سري نسيبة 'جئناكم في هذا اليوم الأغر من أرض الإسراء والبراق والمعراج والمعجزات لننقل لكم دولة رئيس الوزراء قرار الهيئات الرسمية، وعلى رأسها مجلس أمناء الجامعة منحكم درجة الدكتوراه الفخرية في الإنسانيات تقديرا لدوركم في الذود عن الإنسان وحريته وكرامته'.

وأضاف: 'لم يكن موقفكم ضد حصار غزة أو جانب أبنائها، أو جانب فلسطين وشعبها موقفا فريدا أو خاصا بالفلسطينيين، وإن كان مشهودا لكم انتصاركم للحق الفلسطيني، وآخرها أثناء زيارتكم لأوكرانيا اشتراطكم رفع الحصار عن غزة والاعتذار عما بدر من إساءة، كأساس لإعادة العلاقات مع إسرائيل، وهي التي جسدت تقديسكم لكرامة الإنسان'.

وأشار نسيبة إلى الإنجازات التي شهدتها تركيا في عهد أردوغان، ودوره في النهوض الاقتصادي والتعليمي لتركيا، ودورها السياسي المتصاعد في المنطقة، ودفاعها عن المظلومين وحقوقهم في العالم، وإلى دفاعه المستمر والمتواصل عن الفلسطينيين، ودعمه المتواصل للقضية الفلسطينية.