وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

طرد ميليشيا أنصار الشريعة الإسلامية الليبية من قواعدها ببنغازي

نشر بتاريخ: 22/09/2012 ( آخر تحديث: 22/09/2012 الساعة: 15:20 )
بنغازي- معا - طردت ميليشيا أنصار الشريعة الإسلامية الليبية التي تلقي واشنطن باللوم عليها في هجوم على قنصليتها في بنغازي من قواعدها المحصنة في ثاني أكبر المدن الليبية في احتجاج شعبي ضد الجماعات المسلحة دعما للحكومة الليبية في وقت مبكر من صباح اليوم السبت.

وبدا الاحتجاج ضد أنصار الشريعة في بنغازي جزءا من اجتياح منسق لمقار الميليشيا من قبل الشرطة وقوات الحكومة والنشطاء في أعقاب مظاهرة حاشدة ضد وحدات الميليشيا أمس الجمعة.

وقالت مصادر بمستشفى إن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 34 لدى محاولة الميليشيا ابعاد المتظاهرين. وكان بالامكان سماع دوي اطلاق نيران في المنطقة قبل اجبار المقاتلين على الخروج.

وخرج أشخاص يحملون أسلحة من قاعدة ميليشيا أنصار الشريعة الخاوية في الوقت الذي كان فيه رجال يصفقون ويهتفون ضد الميليشيا.

وتم الربط بين ميليشيا أنصار الشريعة والهجوم على القنصلية الأمريكية الأسبوع الماضي والذي قتل خلاله السفير الأمريكي لدى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين. وتنفي الميليشيا ضلوعها في الهجوم.

واقتحم متظاهرون يهتفون "ليبيا.. ليبيا" ويقولون "لا للقاعدة" و"الدم الذي نزفناه من أجل الحرية لن يضيع سدى" مقار أنصار الشريعة في بنغازي وهم يلوحون بسيوف والبعض كان يحمل سواطير.

وقال المتظاهر حسن أحمد "بعد ما حدث للقنصلية الأمريكية شعب بنغازي ضاق ذرعا بالمتطرفين... لم يبدوا ولاء للجيش ولذلك اقتحم الناس(المجمع) وهم هربوا."

ونزع المتظاهرون رايات ميليشيا أنصار الشريعة وأضرموا النار في عربة داخل المجمع الذي كان في الماضي قاعدة لقوات الأمن التابعة للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقال أحمد "هذا المكان أشبه بسجن الباستيل. كان القذافي يسيطر على ليبيا منه ثم حلت محله أنصار الشريعة. هذه نقطة تحول لشعب بنغازي."

وقال عبد السلام الترهوني وهو موظف حكومي وصل مع الموجة الأولى من المحتجين إن عدة شاحنات صغيرة تحمل مقاتلي الجماعة واجهت المحتجين في باديء الأمر وأطلقت النار. وتابع أن اثنين من المحتجين أصيبا في ساقيهما.

وأضاف أنه بعد ذلك ركبوا شاحناتهم وانطلقوا بعيدا.

وقال إن المحتجين أطلقوا سراح أربعة سجناء وجدوهم في الداخل.

ولدى مغادرة المحتجين مقر أنصار الشريعة تضخم الحشد ووصل عدده إلى آلاف مع توجهه صوب المقر العسكري للميليشيا والذي كانت تتقاسمه مع جماعة أخرى.

وقال محتجون إن أفراد الميليشيا فتحوا النار لدى وصولهم وأصيب العديد من الأشخاص.

وقال الطالب سند البراني أثناء عودته من المنطقة "جئنا كمحتجين سلميين. وعندما وصلنا إلى هناك بدأو في اطلاق النار علينا.

"خمسة أشخاص اصيبوا بجواري. لقد استخدموا بنادق آلية من عيار 14.5 ملليمتر."

وبعد دخول الحشد المجمع خرجت شاحنات للجيش الليبي من القاعدة حاملة جنودا حكوميين يهللون ابتهاجا بالنصر ويكبرون.

وسد أشخاص يحملون مناجل وهراوات الطريق الرئيسي الخارج من المجمع وأوقفوا السيارات لمنع اللصوص من الهروب بأسلحة ثقيلة.

وقال شاب يحمل بنادق "دخلنا المعسكر ولم نجد أحدا. اخذنا فقط تلك البنادق الكلاشنيكوف."

وسيطر المتظاهرون ايضا على مجمع لكتائب أبو سليم ومجمع آخر لأنصار الشريعة.

ونظم آلاف الليبيين مسيرة في بنغازي أمس الجمعة دعما للديمقراطية ومعارضة للميليشيات الإسلامية التي تنحي الولايات المتحدة عليها باللائمة في الهجوم على قنصليتها. ونظم مئات من مؤيدي أنصار الشريعة احتجاجا.

ودعت مظاهرة "يوم انقاذ بنغازي" الحكومة إلى تفكيك الجماعات المسلحة التي رفضت التخلي عن سلاحها بعد نجاح الانتفاضة الليبية بدعم من حلف شمال الأطلسي في الاطاحة بالقذافي العام الماضي.

وقال الطالب أحمد صنع الله (27 عاما) "هذا الاحتجاج هو بوضوح ضد الميليشيات. عليهم جميعا الانضمام إلى الجيش أو قوات الأمن كأفراد لا كجماعات. بغير ذلك لن يكون هناك ازدهار او نجاح لليبيا الجديدة."

وعلى الرغم من ان المطالب الرئيسية للمتظاهرين لم تتطرق لهجوم القنصلية الأمريكية إلا أن الحادث أعطى السلطات دافعا قويا لحشد التأييد للحكومة.

وكان السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز محبوبا في ليبيا وأدان ليبيون كثيرون الهجوم على القنصلية على الرغم من غضبهم من الفيلم المسيء للاسلام والذي أنتج في الولايات المتحدة وأثار الهجوم على القنصلية.

وحمل بعض المتظاهرين لافتات بالانجليزية تقول "نطالب بالعدالة من أجل ستيفنز" و"فقدت ليبيا صديقا".

وكان لاخرين وجهات نظر متفاوتة.

وقال أمجد محمد حسن وهو مهندس اتصالات يبلغ من العمر 26 عاما "خرجت اليوم للدفاع عن بنغازي. قتل السفير أمر منفصل تماما.

"لا ألقي بالا لقتل السفير لأن الأمريكيين أساءوا للنبي. أنا هنا فقط من أجل بنغازي."

وقال أبو القعاع وهو متظاهر في مظاهرة نظمتها جماعة أنصار الشريعة أمس إن ستيفنز "كان يعد لدخول القوات الأمريكية إلى ليبيا.

وتابع "وصية النبي هي طرد الكفار من أرض المسلمين ولذلك فان المسلمين سينتصرون. ارهاب العدو أحد مباديء الاسلام."

وقال إنه حارب القوات الأمريكية في العراق حيث اعتقل وأعيد إلى ليبيا في عهد القذافي وسجن ثلاث سنوات.

وكتب على إحدى لافتات مظاهرة أنصار الشريعة "يوم انقاذ بنغازي أم يوم انقاذ أمريكا؟"
(رويترز)