وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فرسان " الأولمبي " يستهلون مشوارهم اليمني في تصفيات بكين

نشر بتاريخ: 06/02/2007 ( آخر تحديث: 06/02/2007 الساعة: 21:18 )
صنعاء - معا - عبدالله زقوت - موفد رابطة الصحافيين الرياضيين
يستهل منتخبنا الأولمبي لكرة القدم ، غداً الأربعاء، مشواره في التصفيات التمهيدية المؤهلة لدوري المجموعات بدورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها بكين صيف العام المقبل، بلقاء نظيره المنتخب اليمني ، في مباراة الذهاب التي ستقام بينهما عند الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت الفلسطيني، على ستاد المريسي " الثورة" بالعاصمة اليمنية صنعاء، وهو الاستاد الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج.
ويأمل الجهاز الفني واللاعبين تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة الذهاب، رغم الظروف الصعبة التي مر بها المنتخب قبل وصوله لأداء هذه المباراة، لكنه يعي تماما أهمية هذه المباراة في مشواره التصفوي .
ويعلم " الأولمبي " أن أية نتيجة سلبية ستكلفه كثيرا في سعيه نحو التأهل لدوري المجموعات، حيث سيتأهل الفائز بمجموع المباراتين من فلسطين واليمن إلى المجموعة التي تضم كل من منتخبات الامارات،على أن تبدأ تصفياتها في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.

ويدخل " الأولمبي " هذه المباراة في ظروف غاية الصعوبة، واكبتها عدة مشاكل ومعضلات متداخلة أثرت عمليا في مسيرة الاعداد والتجهيز لهذه التصفيات، وإن كانت كل الأمور خارجة عن إرادة اتحاد الكرة أولا والجهاز الفني واللاعبين ثانياً، لكن ذلك لن يمنع الجميع من مضاعفة الجهود وبذل المزيد من أجل الظهور بمظهر مشرف وتحقيق الأفضل في مباراة اليوم التي ينتظرها الملايين من الفلسطييين الذين يمنون النفس بأن يحقق منتخب المستقبل ما يطمحون إليه من نتائج إيجابية وانتصارات ومستويات مشرفة تليق بالكرة الفلسطينية
مشكلات وعقبات
وواجه " الأولمبي " سلسلة عقبات تلتها مشكلات ومعضلات في مسيرة إعداده للتصفيات الأولمبية، فلم يتمكن المنتخب الأولمبي من التجمع بشكل كامل سوى يوم أول من أمس أي قبل 48 ساعة من إنطلاق المباراة حين تدرب الفريق للمرة الأولى بمشاركة جميع لاعبيه ، حيث أدت سياسة الاحتلال وإغلاق المعابر إلى تعذر امكانية تجمع المنتخب قبل ذلك بوقت كاف.
ولم يكد يستفيق الأولمبي من هذه المعضلة حتى فوجئ بمنع سلطات الاحتلال لثلاثة من ابرز لاعبيه في خط الدفاع من السفر عبر معبر ايرز ما وضع الجهاز الفني في ورطة كبيرة، تعززت بمعضلة ثالثة حين اعتذر المحترفين عن الانضمام لصفوفه لارتباطاتهم مع أنديتهم بإستثناء رعد قمصية الذي سيشارك مع الأولمبي.

وفي خضم ذلك، لم يخض المنتخب اية مباراة تجريبية أو ودية استعدادا للقاء اليمن، حيث منعته تلك الظروف من إمكانية لعب اي مباراة للوقوف على مستوى اللاعبين والتعرف على إمكانياتهم الفنية والبدنية.
نقص الأوكسجين
وكانت المشكلة الأبرز والمفاجأة للجميع، وهي ما اثقلت كاهل رئاسة البعثة ، الجهاز الفني والللاعبين هي مشكلة نقص الاكسجين وضيق التنفس الناتجة عن إرتفاع صنعاء عن سطح البحر نحو 2800 متراً.
ووجد لاعبوا الأولمبي صعوبات جمة في التدريبات التي خاضها منذ وصوله لليمن، حيث تأثر اللاعبون بهذه الأجواء المناخية، حيث كانت هذه الاجواء مؤثرة بشكل لافت على أدائهم خلال التدريبات، وحاولوا بقدر المستطاع مقاومة ذلك وبذل الجهد.
وفي إحدى التدريبات، أوقف الكابتن غسان البلعاوي التدريب لأكثر من 3 مرات، كون اللاعبين غير قادرين بالمرة على استئناف وبذل المزيد من الجهد، وأصيب بعضهم بإعياء وتعب شديدين، قبل أن يتم التأقلم بشكل بسيط مع الأجواء ولكن ليس بالشكل المطلوب .
أسلوب دفاعي حذر
وبعد كل ما تقدم من سرد وعرض لواقع ومسيرة " الأولمبي"، وهو كبد االحقيقة" ، بات الجهاز الفني مطالبا بخوض مباراة اليمن بأسلوب دفاعي حذر، يحاول من خلاله تأمين المنطقة الدفاعية الخلفية أمام المد الهجومي اليمني الذي سيكون متوقعا منذ بداية المباراة.
وستكون معضلة الدفاع قائمة، وإن نجح الكابتن غسان البلعاوي في تجاوزها، حين أوجد حلولا شافية بإشراك بعض اللاعبين وتوظيفهم في مراكز دفاعية لسد العجز الناجم في المدافعين بعد منع سلطات الاحتلال مغادرة لاعبي الدفاع.

والهدف من تأمين الدفاع وخوض المباراة بهذا الأسلوب، يرجع لضمان الخروج بنتيجة إيجابية من هذه المباراة، إلى جانب الحفاظ على الشباك الفلسطينية خالية من أية أهداف مبكرة أو مباغتة قد تقلب الأمور رأسا على عقب، وتحدث إنهيارا وشرخا في صفوف المنتخب الفلسطيني.

ويتعين على المدير الفني البلعاوي والمدرب حسن صندوقة العمل على رفع الروح المعنوية للاعبي المنتخب الأولمبي، وهذا ما حدث فعلا حيث ركز المدربان على هذا الأمر طوال الفترة الماضية وجهزوا اللاعبين بشكل جيد وهو ما خلف روح الألفة والمحبة بين اللاعبين وجعلهم يصرون على الظهور بمظهر مشرف وتحقيق نتيجة إيجابية في هذه المباراة.
التشكيل المتوقع
وعلى ضوء التدريبات التي خاضها " الأولمبي" ، وفي ظل التركيز على النواحي الخططية، فإن الكابتن البلعاوي سيخوض مباراة اليوم بطريقة 5 - 4 - 1 ، وهذه الطريقة دفاعية بحتة، بغية الحفاظ على بداية طيبة بعيدا عن اي منغصات قد تعكر صفو المباراة وللخروج بنتيجة إيجابية.

وعلى كل الأحوال، فإن حراسة المرمى ستسند للحارس محمد شبير ، على أن يلعب أمامه خالد مهدي في مركز الليبرو، وأمامه المدافعين حسام وادي، ورأفت عياد، ومحمود فحجان، سامر جاد الله.

وفي خط الوسط، سيلعب كل من أيمن الهندي، هشام الصالحي، علاء رومي ورعد قمصية ، في حين سيكون الكابتن سعيد السباخي المهاجم الوحيد.
خاطر يؤكد جاهزية حراس المرمى
أكد الكابتن يوسف خاطر مدرب حراس المرمى، جاهزية حارسي مرمى المنتخب الأولمبي محمد شبير ومحمد بدر للذوذ عن شباك المنتخب في مباراة اليمن، مؤكدا أن مستواهم في ارتفاع ملحوظ وتقدم لافت.

وأوضح خاطر أن قرار اشراك الحارس الاساسي أو الاحتياطي يعود إلى المدير الفني، وإن كان هو يوجه له بعد النصائح بشأن إختيار هذا أو ذاك، مشيرا إلى أن الاثنين باتوا جاهزين لخوض المباراة.

وتابع مدرب حراس المرمى بأن الجو العام طيب ، ورغم الصعوبات الناجمة عن عدة عوامل إلى أن اللاعبين سيكونوا بإذن الله خير سفير للفلسطينيين.

اللاعبون بصحة جيدة
قال الكابتن إسماعيل الهرش أخصائي العلاج الطبيعي المرافق لبعثة المنتخب الأولمبي، أن جميع اللاعبين بصحة جيدة، ولن تؤثر أي إصابات خطيرة على وضعهم ومشاركاتهم في مباراة اليمن.

وأوضح الهرش أن كافة الاصابات السابقة كانت بسيطة، بإستثناء اصابة كان تعرض لها نشأت البطش الذي يتحسن من يوم لآخر، وكذلك معاذ عبدالله، معربا عن أمله أن يلحقوا بمباراة اليوم، وهذا سيحدده على إثر الفحص الطبي لهم صباح اليوم.
" الأولمبي " خاض مرانه الأخير
وكان منتخبنا الأولمبي قد خاض أمس مرانه الرئيسي على ستاد المريسي " الثورة" الذي سيحتضن المباراة، حيث ركز خلاله الكابتن البلعاوي على الجانب الخططي والتكتيكي الذي سيدخل به مباراة اليوم.

وظهر اللاعبون بمظهر جيد طوال التدريب، وتنافسوا تنافسا شريفاً من أجل حجز مكانهم في التشكيل الأساسي، حيث ركز البلعاوي على اللاعبين المتوقع اشراكهم في مباراة البوم.

وشهد التدريب تقسيمة خفيفة بين لاعبي المنتخب، وأدى اللاعبون كل ما عليهم رغم الأجواء المناخية الصعبة.
جاهزون للمباراة
عبر لاعبوا منتخبنا الأولمبي عن جاهزيتهم لمباراة اليوم، مؤكدين أنه برغم كافة العقبات التي تواجههم، إلا أنهم سيعقدون العزم على تخطيها والخروج بنتيجة إيجابية من مباراة اليمن.

وأجمع اللاعبون على أن مشكلة التجمع وغيرها من المشكلات، حقا تواجههم، لكنهم أكدوا ان المشكلة الأبرز هي نقص الأوكسجين الذي سيؤثر على مستواهم، لكنهم سيقاتلون في الملعب بكل ما قوة.

وقال الكابتن سعيد السباخي أنه يتمنى التسجيل في مرمى اليمن، ليكون هدفه الأول مع المنتخب الأولمبي، مشيرا إلى أن زملائه لن يخذلوا الجماهير الفلسطينية التي تنتظرهم على أحر من الجمر.

أما رعد قمصية فأشار إلى أن المهمة لن تكون سهلة امام اليمنيين ، كونهم يلعبون على ارضهم ووسط جماهيرهم، لذلك فإن الجميع مطالب بخوض المباراة بشكل رجولي وهو ما عهده الجميع عن اللاعب الفلسطيني.

ودعا الحارس محمد شبير الجميع لمؤازرة الاولمبي ومراعاة كل الظروف التي خرج للمشاركة من أجلها، مشددا على مشكلة نقص الأوكسجين.

واعترف معن عبيد بصعوبة المهمة في ظل الظروف المناخية التي أثرت على معنويات اللاعبين ، لكنه وعد بأن يبذل وزملاؤه قصارى جهدهم في تلك المباراة.

وأكد أيمن الهندي أن مباراة اليوم حاسمة ومهمة بالنسبة لمسيرة الأولمبي، مشيرا إلى أهمية تسجيل نتيجة إيجابية حتى يدخل الأولمبي المباراة المقبلة بمعنويات عالية وخطف بطاقة التأهل.
أعضاء البعثة يحفزون اللاعبين
وشجع أعضاء اتحاد الكرة المرافقين لبعثة المنتخب الأولمبي، اللاعبين، وحفزوهم من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في مباراة اليوم، مؤكدين ثقتهم بقدرات اللاعبين وإمكانياتهم لتجاوز هذه المباراة.

وقال عيسى ظاهر أن الجماهير الفلسطينية تنتظر بشغف هذه المباراة لمشاهدة اللاعبين، ويتمنون لهم الخروج بنتيجة إيجابية أمام المنتخب اليمني الشقيق.

وعبر ناهض الهور عن ثقته باللاعبين وجهازهم الفني لتجاوز كل المشاكل التي مر بها المنتخب سواء قبل الخروج من الوطن او حتى الدخول إلى صنعاء بحكم الظروف المناخية.

وأكد كمال ابوالرب أن لاعبي الاولمبي يبشرون بمستوى طيب، وأن اداءهم في التدريبات الأخيرة يدلل على مدى عزيمتهم وإصرارهم على تحقيق نتيجة ترضي طموحات الجماهير الفلسطينية.
إتصالات متواصلة من اتحاد الكرة
أجرى أعضاء اتحاد الكرة اتصالات متواصلة مع بعثة المنتخب الأولمبي ، للأطمئنان على أحوال اللاعبين، ومعنوياتهم قبل خوض مباراة اليوم.

وأتصل كل من مؤيد شريم ومحمد النادي وعزام اسماعيل وجمال زقوت والسكرتير التنفيذي للاتحاد وليد لولو بأعضاء الوفد في صنعاء وتمنوا لهم التوفيق في مباراة اليوم.
وقائع الاجتماع الفني
وعقد ظهر أمس الاجتماع الفني بمقر الاتحاد اليمني لكرة القدم، بحضور ممثلي الاتحادين الفلسطيني واليمني، ومعهم مراقب المباراة العُماني ناصر الريامي، حيث تم خلال الاجتماع الاتفاق على كافة الأمور الفنية المتعلقة بالمباراة، واستمع الجميع لتوجيهات المراقب وطاقم الحكام السوري الذي يقوده الحكم الدولي محسن بسمة.

وتم الاتفاق على أن يرتدي المنتخب الفلسطيني اللباس الأبيض الكامل، في حين سيلعب المنتخب اليمني بفانلة حمراء وشورت أبيض وجوارب سوداء.
الأولمبي .. كلاكيت ثاني مرة
وهذه هي المرة الثانية على التوالي، التي يشارك فيها المنتخب الأولمبي في التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية، حيث سبق وأن شارك في تصفيات دورة أثينا الأولمبية عام 2004م، قبل ان يشارك اليوم في تصفيات دورة بكين.

وكان " الأولمبي" قد شارك في التصفيات الأخيرة ونجح يومها في التأهل للدور الثاني، حيث تجاوز عقبة نيبال وفاز عليها ذهابا 1/0، وإيابا 2/1.

وفي الدور الثاني، فشل في التأهل لدوري المجموعات، بعد سقوطه أمام الكويت بهدف لهدفين في مباراة الاياب، علما بأنه تعادل ذهابا 1/1.

محسن صالح سنتجاوز عقبة فلسطين
بدوره، أكد المدير الفني المصري للمنتخب الأولمبي اليمني محسن صالح على ثقته بتجاوز عقبة منتخب فلسطين، والتأهل لدوري المجموعات، مشيراً إلى أن تحضيراته لهذه المباراة نابعثة أساسا من مشاركة الفريق في كأس الخليج الأخيرة.

وأوضح صالح في تصريحات لكاتب هذه السطور، أن المستوى العام للمنتخب اليمني في تصاعد مستمر، وهو مؤهل ومرشح لتخطي فلسطين كونه سيلعب على أرضه ووسط جماهيره.

وعن اسلوبه الذي سيخوض به مباراة اليوم، رفض المدير الفني لليمن الإفصاح عن ذلك، لكنه لمح إلى أنه سيخوض هذه المباراة بأسلوب هحومي كما عهد عنه.

وأشار صالح إلى أنه لا يعرف اي شي عن المنتخب الفلسطيني، موضحا بأن الكرة الفلسطينية" يتيمة" لقلة انجازاتها والعوامل التي أثرت عليها نتيجة سياسات الاحتلال، وتمنى التوفيق للمنتخب وتقديم مباراة طيبة بين الأشقاء.

حضور لافت لمتابعة المباراة

وستحظى مباراة الغد بحضور رسمي وشعبي لافت، حيث من المرجح أن يتابع المباراة أكثر من 30 ألف متفرج وفق تقديرات اليمنيين، يتقدمهم وزير الشباب والرياضة عبدالرحمن الأكوع، والسفير الفلسطيني لدى اليمن الدكتور خالد الشيخ، ورئيس الجالية الفلسطينية باليمن الحاج نمر جابر، ونائب رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الشيخ حسين الشريف وأعضاء البعثة الفلسطينية عيسى ظاهر، ناهض الهور وكمال أبو الرب، إلى جانب المئات من ابناء الجالية الفلسطينية الذين أعدوا العدة لهذه المباراة وتشجيع وتحفيز المنتخب الأولمبي.
نبذة عن المنتخب اليمني

يعد المنتخب اليمني واحدا من أفضل المنتخبات الواعدة، والدليل مستواه اللافت في كأس الخليج الأخيرة، حيث يضم في صفوفه أعمدة الفريق الأول الأساسية، ويبرز من بينهم اللاعبين عبدة الادريسي، علاء الصاصي، وسام السيد، احمد سالم الوادي، زاهر الفضلي، عبدالله الصافي، الحارس محمد عياش، جميل الريحي، ياسر باهصي ، والكابتن محمد صالح وجميعهم شاركوا في كأس خليجي 18 الأخيرة.
مفاوضات النقل التلفزيوني متواصلة
حتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم ترشح أي معلومات من قبل الاتحاد اليمني الذي يواصل مفاوضاته مع التلفزيون والفضائية اليمنية من أجل بث المباراة على الهواء مباشرة، حيث تتواصل المفاوضات بين الطرفين للخروج بإتفاق لنقل المباراة بسبب بعض الأمور التي تخص الشركة الراعية للنقل التلفزيوني.

ومن المرجح أن يتم الاتفاق على نقل المباراة خلال ساعات ليلة أمس، حيث ستجري المباراة عند الساعة الثالثة عصرا بالتوقيت الفلسطيني.