وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ما سر الموت الذي يتخطّف أطفال عائلة اسليم بمخيم البريج؟

نشر بتاريخ: 25/09/2012 ( آخر تحديث: 25/09/2012 الساعة: 15:52 )
غزة- معا - إيناس سليم, أمل اسليم, محمد اسليم, أحمد اسليم, وعد اسليم، شهد اسليم, محمد جمال اسليم, منى اسليم... تلك هي أسماء لأطفال في عمر الزهور فقدتهم عائلة اسليم التي تعيش شرق مخيم البريج على مدار العامين الماضيين بسبب مرض غامض ما زال سرّه مجهولا حتى اللحظة.. مأساة انسانية وكارثة صحية وبيئية تنذر بمزيد من الاخطار التي تهدد حياتهم في كل لحظة جراء الوضع البيئي الكارثي من محاصرة مياه الصرف الصحي (المجاري) لمنازلهم إضافة الى مكب نفايات لا يبعد عنهم سوى أمتار قليلة.

أحدهم ظل يصرخ "بابا ما تاخدني على المستشفى عشان ما اموت زي اولاد عمي واخوتي" كلمات كانت نهاية حديث الطفل محمد عمر اسليم مع والده عمر اسليم (30 عاما) قبل أن تودع براءة عينيه الحياة، وقال الاب والدموع تنهمر من مقلتيه "ابني محمد كان يلعب مع ابناء عمه وأخوته ولكنه ما لبث إلا لحظات بعد ذلك حتى ارتفعت درجة حرارته بشكل مفاجئ وقمنا بنقله إلى مستشفى شهداء الاقصى بدير البلح وقام الاطباء بالكشف عليه ولكن ما مرت دقائق معدودة وبعدها تم إلاعلان عن وفاة ابني بعد ظهور بقع زرقاء على جلده".

ويتابع اسليم قوله "لم تقتصر تلك الكارثة على فقداني لأبني محمد فقط بل فقدت كذلك اثنتين من بناتي نتيجة ظهور هذا المرض الذي عجز الاطباء عن إعطاء تشخيص واضح ومنطقي له، فحياتنا أصبحت لا تطاق نظرا للوضع البيئي الصعب المحيط بالعائلة ونحن مهددون في كل لحظة أن نفقد أحد اطفالنا بسبب هذه الكارثة التي حلت بنا على مدار عامين".

ويضيف، مياه الصرف الصحي هي التي قتلت أطفالي وأبناء أخوتي بسبب مجاورتها لمنازلنا وانبعاث روائح كريهة وتطاير جراثيم قاتلة بالاضافة الى دخان النفايات الذي يدخل منازلنا ولا نستطيع الجلوس بها.

وخلال لقاء لـ معا مع رئيس بلدية البريج أنيس أبو شمالة قال إن طواقم البلدية حينما توجهت لزيارة عائلة اسليم فوجئنا بانتشار حشرات كثيرة وذباب، فتم التواصل مع الطب الوقائي الذي حضر الى المنطقة لأخذ عينات من مياه الشرب وخاصة المياه المفلترة وتم فحصها في المختبرات وتبين وجود ميكروبات غريبة فيها، حيث ان الطب الوقائي أحضر مواد تعقيم الا ان عائلة اسليم رفضت تعقيم المياه.
|190212|
وأوضح أبو شمالة ان "البلدية تقدمت لمؤسسات محلية ودولية لعمل مشروع صرف صحي بالمنطقة كما طالب وكالة الغوث الاسراع في عمل مشروع بترحيل النفايات الموجودة في تلك المنطقة لان المسؤولية مشتركة ما بين البلدية ووكالة الغوث الدولية، مشيرا الى ان البلدية نقلت ما يقارب 60% من النفايات لابعادها عن السكان علما بانها ليست السبب الرئيس في حالات الوفاة".

أما عمر اسليم (60 عاما) وهو رب الأسرة يقول: "خلال السنتين الماضيتين فقدت 8 من أبناء أولادي والسبب الرئيسي لتلك الوفاة كما قال الاطباء لنا هو قيام البلدية بوضع النفايات وحرقها بالقرب من منزلنا بالاضافة الى مياه الصرف الصحي التي تحاصرهم والمنطقة التي نسكنها لا يوجد بها شبكة صرف صحي وهي معدومة من كافة الخدمات الصحية والبيئة ولا تصلح للعيش الانساني لانها من المناطق غير المفرزة بالبلدية.

ويضيف انه هو وأبناؤه قاموا بتقديم الكثير من الشكاوى لذوي الاختصاص لانقاذ حياة أبنائه والبقية الباقية من أطفالهم ولكن لم يستجب أحد لمطالبنا، موضحا ان بلدية البريج بالاضافة الي سيارات وكالة الغوث (اونروا) تقوم منذ عامين بإلقاء نفايات المخيم بالقرب من منازلهم.

الجدة منى اسليم (50 عاما) تؤكد ان ما أصاب عائلتها هو بسبب الاهمال الطبي واهمال البلدية لوضعهم البيئي المتردي وأن السبب الاساسي في موت أحفادها هي الروائح الكريهة المحملة بالبكتيريا والجراثيم والفطريات الناتجة عن حرق النفايات الأمر الذي ثمانية اطفال من العائلة.

وتقول اسليم أن حالات الوفاة بين الطفل والاخر لا تتجاوز الاسبوعين، ومازلنا نناشد المسؤولين بوضع حل لمشكلتنا ولكن لا أحد يسمع وما زلنا ننتظر في أي لحظة ان نفقد طفل أخر من أطفال العائلة.

وحمّلت كافة الجهات من بلدية وحكومة ووزارة حكم محلي المسؤولية الكاملة عن وفاة أطفالها متهمة الجميع بالتقصير في مهامهم اتجاه هذه القضية مناشدة رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنيه ووزير الحكم المحلي وكافة الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري والسريع لانهاء معاناتهم بإزالة مكب النفايات المؤقت وتركيب شبكة صرف صحي للمنطقة التي يعيشوا بها لان حياة أطفالهم باتت في خطر ولكن ما يزال هناك سؤال معلق في ذهن تلك العائلة المنكوبة هل سيكون هناك من مستجيب لحل تلك المشاكل ؟؟.
|190211|
|190210|
|190209|
|190208|
|190206|
|190204|
|190203|
|190202|
|190201|