|
التوقيت الصيفي ومشعل وزهافا جالئون وحمزة عودة وماجد فرج
نشر بتاريخ: 25/09/2012 ( آخر تحديث: 28/09/2012 الساعة: 00:25 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام – لا تزال قضية التوقيت الشتوي تستفز عقلي ، ولا ارى اي سبب لان تسارع الحكومات الفقيرة لاحتضان الشتاء في منتصف الصيف ، وكما اخطأت حكومتنا في السنة الماضية حين حاولت ان تتذاكى واعلنت التوقيت الشتوي قبل بدء شهر رمضان ، فصار الشتاء في منتصف شهر اب اللهاب ، لا تزال الحكومات تتسابق على ذلك لاسترضاء الاغنياء وخلق المزيد من القهر للفقراء ، حتى طلع مئات من المثقفين في تل ابيب وهتفوا ضد وزير الداخلية من حركة شاس المتدينة اليهودية واتهموه انه هو الذي يسارع للتوقيت الشتوي بحجة تسهيل الحياة على طلبة المعاهد الدينية اليهودية .. وقالوا ان التوقيت الشتوي بشكله الحالي " مسخرة " وعمل احمق يهدف لمساعدة الاغنياء واصحاب المصالح لتشغيل العمال ساعة اخرى وحصد المزيد من الطاقة والمال ، لكنه بالمقابل يحرم طفل من ان يلعب على شاطئ البحر ويحرم الناس من جماليات حياتهم البسيطة الطبيعية ويجعل الظلام يبدأ من الساعة الخامسة والنصف .
والحقيقة ان من يعيش في فلسطين هذه الايام وفي ظل هذه الظروف ، يعيش نصف عمره ، فلو ان انسانا عاش في بلادنا 60 عاما ، يمكنه بكل هدوء ان يعتبر انه عاش 30 عاما فقط ، فالنهار يبدأ لدينا السابعة صباحا وينتهي السابعة مساء ، بعكس القاهرة وعواصم اخرى ، ان انت تعيش فيها 60 عاما وكأنما عشت على هذه الدنيا 120 عاما ، فالحياة في القاهرة ليل نهار وانت تعيش اليوم هناك وكأنه يومان . المحطة الثانية خالد مشعل ،وابو الوليد لم يأخذ حقّه في الاعلام الفلسطيني ، وهو اول قائد عربي فلسطيني يسارع الى ضرب مثال عن تداول الحكم وبشكل سلس ، نجّاه الله من محاولة الاغتيال على يد الموساد ، فواصل كفاحه من اجل شعبه ، وحاول جاهدا المساهمة في اعلاء اسم الشعب الفلسطيني ، اصاب غالبا واخطأ احيانا ، لكنه ظلّ وفيّا للقضية اكثر مما يبحث عن مصالح شخصية ، فاجأنا جميعا في الدوحة حين عانق الرئيس وحاول انهاء الانقسام بشكل مشرّف من خلال الانتخابات ، ولم ينجح لكنه زرع الفكرة لنواصل المشوار من بعده ... فكل التحية والمحبة لابي الوليد ، وفعلا نفخر بك ونحترمك ونرى فيك الامل لخدمة فلسطين كتفا الى كتف مع الاخوة القادة الاخرين ، ومن باب الاحترام للاستاذ مشعل ، اقول : انسحبت من رئاسة المكتب السياسي لحماس لكنك جلست في قلوبنا ، وتحية اكبار لك ايها الثائر الكبير . في المحطة الثالثة زهافا جالئون زعيمة حركة ميرتس ، من الشخصيات النادرة التي لا نزال نحترمها في اسرائيل ، امرأة مناضلة وشريفة ومثقفة ، دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني بلا هوادة حتى في ظل المدّ المتطرف للمستوطنين والارهابيين اليهود ، تطرح مبادرة سياسية بديلا عن اوسلو ، اساسها الاسراع في احقاق حقوق الشعب الفلسطيني ، وسواء نجحت مباردتها او لم تنجح ، سيكتب التاريخ يوما انه وفي الوقت الذي اختبأ فيه رجال السلام وهرولوا الى منازلهم ، ظل هناك فارس في تل ابيب يدافع عن السلام وعن حق الشعب الفلسطيني ، وهذا الفارس هو الدكتورة زهافا جالئون . وفي المحطة الرابعة حمزة عودة ، وهو احد مناضلي الانتفاضة الثانية فقد يده بانفجار " كوع " وخرج من السجن وملأ الدنيا صراخا يطلب من السلطة يدا اصطناعية متطورة ، وجلس مع جميع المسؤولين والوزراء ورئيس الحكومة وحتى الرئيس ، وحين جاء غاضبا في احدى المرات وسألني : اريد ان احرق نفسي احتجاجا !!! قلت له ( الثائر لا يحرق نفسه ، الثائر يرفع رأسه ويفتخر بقضيته . الثائر لا يهرب من الحياة ، الثائر يقف في خندقه على خط النار حتى ينتصر او يزرع الراية) . فاعجبه الكلام وكف عن الانتحار . واتمنى له حياة مديدة في كنف اسرته ووطنه . اما المحطة الخامسة فهي رئيس المخابرات ماجد فرج ، ولانه يعيب على صحافي ان يدافع عن رئيس جهاز امني ، فانا لا اريد الدفاع عن الشخص لكنني سادافع عن فكرة في الصحافة ، وقد لفت انتباهي ما ينشر عنه مؤخرا على مواقع اخبارية ، مسلسل منظّم لهجوم عنيف على الرجل وعلى غيره من الاخوة بالاسم ، فلان وفلان وفلان حد وصل الامر الى اننا ننتظر كل اسبوع حلقة جديدة ضد مسؤول جديد ، واخر ما قيل في الامر ان ماجد فرج طلب اللجوء الى موسكو ، ولانه ابن حارتي في مخيم الدهيشة واعرفه مذ كان ناشطا فقيرا في فتح ثم اسيرا ومسؤولا وضابطا فرئيس جهاز ، ارى ان هذا الاستهداف الشخصي للقادة لن يفيد القضية في شئ ، ولن يرتقي بالاعلام الفلسطيني الى مستوى التغيير بل سيحط ّ به الى مستوى المناكفات والتجريح وفي النهاية نحن نعرف ان من ينتقده يطمح ان يكون في مكانه مستقبلا ، وبدلا من تركيز جهودنا في مهاجمة شخص ، علينا ان نرتقي بالنقد الى مستوى الفكرة ، فلو ان جهة ما او شخص ما انتقدوا اتفاقية اوسلو لحق لهم ولو انتقدوا شكل اداء الاجهزة الامنية لحق لهم ، ولكن الانجرار في مسلسل حلقات يستهدف اشخاص سيقودنا الى هز ثقة المجتمع بنفسه وان نكره وطننا وتكرارا لمأساة تجربة قطاع غزة قبل عشر سنوات وكيف اثمرت في النهاية حالة من الانتقام والاقتتال وسال الدم ، وهو اسلوب جرى تجريبه سابقا ويقوم عليه جهات سبق وتولّت المسؤوليات من قبل فاساءت الامانة واخفقت في تحقيق الامن للمواطن وفشلت فشلا ذريعا ودفعنا نحن ثمن هذا الفشل دما وحصارا وتدميرا وحقدا وكراهية . وبالمناسبة الصحافة هنا تعرف اين يسكن القادة !! ومن يسكن في جباليا ومن يسكن في الشاطئ ورفح ومن يسكن في الدهيشة وجنين وبلاطة ومن يسكن في عواصم اخرى . |