تفكجي : النشاط الاستيطاني في مستوطنات حول القدس سيفضي الى قدس يهودية كبرى

القدس - معا - توقع مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل تفكجي ان تشهد المرحلة التالية للانسحاب من قطاع غزة ، وبعض مستوطنات شمال الضفة الغربية تكثيفاً للبناء الاستيطاني اليهودي في محيط القدس المحتلة ، وفي نطاق الكتل الاستيطانية الكبرى التي اعلنت اسرائيل قرارها ضم هذه الكتل اليها ، وقال تفكجي ،" ان نشر عطاءات لبناء 72 وحدة استيطانية جديدة في " بيتار عيليت " وبناء حي استيطاني جديد في المنطقة الواقعة بين القدس ومستوطنة " معاله ادوميم " مؤشر على هذا التوجه الاسرائيلي الذي اعلن عنه صراحة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون مؤخراً .

وأوضح مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية، ان توسيع " بيتار عليت " هو جزء من مخطط استيطاني كان اعلن عنه في العام 1990 ، وشرع بتطبيقه في حينه وكان يقضي ببناء اكثر من 8000 وحدة استيطانية ، ثم بالفعل تم بناء نحو ثلاثة آلاف منها حتى الان ، وبالتالي فإن نشر عطاءات الوحدات الجديدة هو واحد من عطاءات عديدة وكثيرة ستنشر مستقبلاً الى حين اتمام بناء الوحدات الثمانية آلاف تلك .

وتعد " بيتار عليت " واحدة من كبرى المستوطنات اليهودية جنوب غرب بيت لحم ، وهي جزء من الكتلة الاستيطانية الضخمة المعروفة بكتلة " غوش عتصيون " ، ويقطنها اكثر من عشرين الف مستوطن من اليهود الارثوذكس المتدينين ، وقد اقيمت هذه المستوطنات على مساحات واسعة من اراضي قرى بتير ، حوسان ، ونحالين ، في حين ان التوسع الاخير لهذه المستوطنة سيجري تنفيذه في موقعين من اراضي حوسان الاول في (( شعب خريان)) والثاني في (( عين فارس )) .

وأكد تفكجي ان النشاط الاستيطاني الاخير سيقضي بضم هذه الكتل الاستيطانية الى قدس كبرى ، تشكل مساحتها الاجمالية اكثر من %10 من مساحة الضفة الغربية ، ما يعني حسم المستقبل السياسي لمدينة القدس قبل اية مفاوضات تجري بهذا الشأن مع الجانب الفلسطيني .يذكر ان 182 الف مستوطن يهودي يقطنون حالياً في ستة عشر مستوطنة داخل الحدود البلدية المصطنعة للقدس المحتلة ، ومثل هذاالعدد تقريباً من المستوطنين في حدود القدس الكبرى ، فيما لم يخف رئيس الوزراء الاسرائيلي رغبته في جلب مليون يهودي الى حدود هذه القدس حتى العام 2010.