وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النجاح وبلدية نابلس تطلقان أعمال مؤتمر تجليات حركة التاريخ في نابلس

نشر بتاريخ: 02/10/2012 ( آخر تحديث: 02/10/2012 الساعة: 18:27 )
نابلس- معا - انطلقت في جامعة النجاح الوطنية أعمال مؤتمر "تجليات حركة التاريخ في مدينة نابلس" الذي تنظمه الجامعة وبلدية نابلس وبدعم من غرفة تجارة وصناعة نابلس، وشركة توزيع كهرباء الشمال، ومجموعة عنبتاوي وذلك توخيا لإدراج مدينة نابلس في سجل اليونسكو للمدن التاريخية، وفي الذكرى السنوية 825 لتحرير القدس، وبهدف تنشيط حركة الوعي بهذه المدينة العريقة. ويستضيف المؤتمر باحثين وخبراء من داخل الوطن ومن مختلف أنحاء العالم
.
وقد نظمت الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد وحضرها الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس جامعة النجاح الوطنية، واللواء جبرين البكري، محافظ محافظة نابلس، والسيد سمير دوابشة، ممثلا لوزير الحكم المحلي، والمهندس عدلي يعيش، رئيس بلدية نابلس، والأستاذ الدكتور يحيى جبر، مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر، والسيد عمر هاشم، رئيس غرفة وتجارة نابلس، والمهندس يحيى عرفات، رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء الشمال، والمهندس زياد عنبتاوي، رئيس مجلس إدارة مجموعة عنبتاوي، وأعضاء اللجنة التحضيرية، والداعمون، والخبراء الباحثون الذين قدموا اكثر من أربعين بحثا في خمس محاور هي جغرافية مدينة نابلس – الأرض والإنسان، والتاريخ البشري والعمراني للمدينة، ونابلس عبر العصور، والحياة العامة في مدينة نابلس، ودور نابلس في حركة الوعي الحديث، والمؤسسات في المدينة.

في بداية الجلسة الإفتتاحية ألقى الأستاذ الدكتور يحيى جبر كلمة رحب فيها بالحضور وبالمشاركين في هذا المؤتمر الذي يعقد من أجل نابلس التاريخ الحافل بالأحداث، الزاخر بالعطاء في مجالات الحياة المختلفة، وأضاف لقد كان في هذه الحقيقة ما حدا بنا في اللجنة التحضيرية إلى إبراز دور هذه المدينة في سجل الحضارة البشرية، من خلال مؤتمر يتناول النشاط الطبيعي والبشري الذي ينعكس في تاريخها.

وأضاف لقد عملت اللجان التي أعدت لهذا المؤتمر طويلا على استقطاب باحثين مرموقين من داخل الوطن ومن خارجه، فكان أن التأم الشمل اليوم للاحتفاء بهذه المدينة، وكي نؤدي لها بعض حقها، ولتحتفي هي الأخرى بكم إذ أوليتموها من جهودكم وعطائكم بعضا مما تستحق.
وتقدم جبر بالشكر إلى جميع المؤسسات الداعمة والمنظمة للمؤتمر وفي مقدمتها جامعة النجاح الوطنية وبلدية نابلس والغرفة التجارية، وشركة توزيع كهرباء الشمال ومجموعة عنبتاوي.
وألقى الأستاذ الدكتور رامي حمد الله كلمة رحب فيها بالحضور والباحثين في هذا المؤتمر الذي يخص مدينة نابلس التي من حقها أن تفخر بتاريخها، وبإنسانها وبحاراتها القديمة وبآثارها.

وأضاف د. حمد الله أن نابلس أحبها الغرباء وأخلص لها الأصدقاء، أبناؤها ينتشرون في أقطار العالم العربي يفتخرون بانتمائهم إليها فتغنى بها الشعراء ووصفها الأدباء فهي قصر في بستان، من أقدم المدن فتاريخها يعود الى سنة 3600 قبل الميلاد بين الهرمين الشامخين جرزيم وعيبال وسماها الكنعانيون شكيم (المكان المرتفع) ويقال بأن سيدنا آدم سجد فيها على جبل جرزيم وسكنها أنبياء وصديقون، وهي دمشق الصغرى، وزارها الكثير من المؤرخين، ولها دور بارز في النضال الوطني على مر العصور.

وأكد الأستاذ الدكتور حمد الله أن جامعة النجاح الوطنية وهي تتواصل مع العطاء فهي عنوان نابلس وزهرتها عبر ما يزيد على تسعة قرون أخذت على عاتقها أن تبادر الى كل مجال من شأنه خدمة وتقدم المجتمع، وأن تقف الى جانب من يبادر الى العمل المخلص، ومن هنا جاء تبني الجامعة لهذا المؤتمر لما فيه من نفع وفائدة يعودان على نابلس خصوصاً وعلى الوطن عموماً بل على العالم.

وتأمل د.حمد الله أن تدرج منظمة اليونسكو العالمية، البلدة القديمة في سجل المدن التاريخية باعتبارها إرثاً حضارياً عالميا أسهمت في نسجه حضارات متعددة، وقال: " إننا نفتح الباب واسعاً أمام الدراسات والأبحاث والندوات والمؤتمرات التي تهدف الى تجلية حقائق التاريخ الطبيعي والبشري التي وعتها بلادنا فلسطين بوجه عام ومواقعها التاريخية بوجه خاص". وأضاف "ولما لم يكن ذلك مقصوراً على المؤسسات العلمية وحدها، فقد رحبنا كثيراً بمبادرة بلدية نابلس ممثلة برئيسها المهندس الحاج عدلي يعيش، الذي أصرّ على أن يكون للبلدية حضور فاعل في التحضير لهذا المؤتمر وتنفيذ فعالياته ونشاطاته، فكانت شريكاً لنا في الرعاية والتنظيم وفي كل خطوات العمل".

وتوجه أ.د.حمد الله بالشكر والتقدير من رؤساء مجالس غرفة تجارة وصناعة، وشركة توزيع كهرباء الشمال، ومجموعة عنبتاوي، والباحثين الذين تجشموا عناء السفر ليشاركوا في فعاليات هذا المؤتمر، وإلى أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر وجميع اللجان التي عملت على إنجاحه.

أما اللواء البكري فقد شكر جامعة النجاح الوطنية على دورها الريادي على مستوى الوطن والخارج في نشر المعرفة والثقافة والعلم، وتحدث عن مدينة نابلس بصفتها من أهم المدن الفلسطينية تاريخا وحاضرا ومستقبلا.
وثمن دور القائمين على المؤتمر وتمنى أن يخرج بتوصيات تسهم في رفع مكانة نابلس والاعتراف بها كإرث تاريخي عالمي.

ثم ألقى المهندس عدلي يعيش كلمة بلدية نابلس شكر فيها جامعة النجاح الوطنية على دورها العظيم في عقد هذا المؤتمر، وشكر المؤسسات الداعمة الراعية له، وقال: "تمتعت مدينة نابلس برصيد تاريخي وحضاري كبير مكنها من لعب دور سياسي واجتماعي مركزي على الصعيد الإقليمي وفي مختلف الحقب التاريخية التي عايشتها بلاد الشام بشكل خاص، والمنطقة العربية بشكل عام، وقد كان لهذا الدور الهام أثرا كبيرا على مكانتها في فترات ما قبل التاريخ وبعده، وبالتالي على سمعتها التي جاوزت الحدود واخترقت الآفاق شرقا وغربا ".
وأضاف أنه وبفضل موقعها الجغرافي المتميز في وسط فلسطين، فقد كانت نابلس موضع اهتمام ورعاية كبيرين لدى مختلف الإمبراطوريات والحضارات التي حكمت فلسطين مثل الحضارة الكنعانية والرومانية والإسلامية وغيرها، وقد فرضت هذه المكانة المركزية لنابلس طوال العقود الماضية تحديا كبيرا على مؤسساتها ومحبيها وصناع القرار فيها تمثل في الحفاظ على صورتها الحضارية المشرقة، وتعميمها كنموذج مثالي يهتدي بخطاه جيل الشباب من أبنائها بشكل خاص، وأبناء فلسطين بشكل عام.
كما ألقى السيد عمر هاشم كلمة عبر فيها عن سعادته للمشاركة في افتتاح مؤتمر "تجليات حركة التاريخ في مدينة نابلس" في رحاب جامعة النجاح الوطنية، وحييا الجهود المبذولة من اجل نابلس، للمحافظة على تاريخها من خلال تدوينه وتوثيقه ومن ثم نشره لتستفيد منه الاجيال المتعاقبة، وتزويد دائرة المعارف الفلسطينية بالجامعة بكل جديد من ابحاث ودراسات ومعلومات وحقائق.

كما ألقى المهندس يحيى عرفات، رئيس مجلس إدارة شركة توزيع كهرباء الشمال كلمة تحدث فيها عن انجازات الشركة ودورها في المساهمة في النشاطات الاجتماعية والثقافية في مناطق عملها إيماناً مها بحق المواطن عليها وبصفته كأحد مالكي الشركة أن يستفيد مما تحقّقه من ايرادات.
وشكر عرفات القائمين على هذا العمل ولكل من ساهم في أن يخرج مؤتمرنا هذا إلى حيز الوجود، وأدعوا إلى تنظيم هذا المؤتمر ليكون بشكل سنوي وأن نستمر في عملنا حتى نحقّق أهدافنا التي وضعت نصب أعيننا.

ثم ألقى المهندس زياد عنبتاوي كلمة مجموعة عنبتاوي تحدث فيها عن أهمية انعقاد هذا المؤتمر وقال: "نقف في حضرةِ عنواننا الأكبر فلسطين وابنتِها الكُبرى مدينة نابلس "مَصنع الرجال، جبل النار" نابلُس التي كانت السد المنيع و الحضن الخَصب الدافئ الذي احتضَننا جميعاً. نابلس التي كانت و ما زالت و ستبقى بإذن الله، المرجِع لعراقة شعبِنا و تاريخِه المجيد".

كما قدم المهندس نصير عرفات، أشعارا تتغنى في وصف المعمار في نابلس، وألقى الشاعر لطفي زغلول قصيدة لنابلس، كما شاركت فرقة كورال مركز الطفل الثقافي عروضا فنية مميزة.

ويدور المؤتمر حول كل ما يتصل بمدينة نابلس، سواء في ذلك ما اتصل بالتاريخ الطبيعي والتاريخ البشري، وما كان حاضرا نعيشه أو ماضيا عفا عليه الدهر، أو مستقبلا نصبو إليه، وسواء أكان متصلا الوعي والحراك الاجتماعي أو بالمأثور الشعبي، إلى غير ذلك مما يعجز الباحثون عن حصره؛ نظرا لما تنطوي عليه المدينة من كنوز وأسرار.

ويشرف على المؤتمر لجنة تحضيرية مكونة من جامعة النجاح الوطنية وبلدية نابلس، وخبراء وأكاديميين ومؤسسات أخرى، كما يشرف على المؤتمر لجان علمية واستشارية ومرجعية.

يذكر أنه سيتم على هامش المؤتمر تنظيم معرض التراث النابلسي عبر التاريخ في خان الوكالة، ومعرض نابلس المستقبل في صبانة عرفات في المدينة، وتستمر أعماله حتى مساء يوم الأربعاء الموافق 3/10/2012