وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مدى: اعتداءات خطيرة على الصحافيين أدت إلى تدهور حرية الرأي

نشر بتاريخ: 04/10/2012 ( آخر تحديث: 04/10/2012 الساعة: 12:29 )
رام الله- معا - أشار المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) إلى رصد اعتداءات وانتهاكات خطيرة بحق الصحافيين في النصف الثاني من شهر أيلول- سبتمبر المنصرم، سواء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أو من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ادت الى زيادة التدهور في وضع حرية الرأي والتعبير في فلسطين.

انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي:

أطلق أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي رصاصة مطاطية باتجاه مصور صحيفة القدس محمود عليان أثناء تغطيته لمواجهات اندلعت في مخيم شعفاط في مدينة القدس يوم الثلاثاء الموافق 18/9/2012، حيث أصابت خاصرته وسببت له آلاماً شديدة.

كما احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة صحفيين أثناء تغطيتهم بناء بؤرة استيطانية جديدة بالقرب من المجمع الاستيطاني 'غوش عتصيون' جنوب مدينة بيت لحم لمدّة ساعتين وهم مصور صحيفة القدس محمود عليان، ومصور تلفزيون فلسطين فارس رضوان وصحفي كندي يعمل بشكل حر في الضفة الغربية، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 18/9/2012.

من جهة اخرى تعرّض مراسلة "القدس نت" وموقع "كل العرب" ديالا جويحان للاعتداء مرتين أثناء تغطيتها لمسيرة سلمية للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين يوم السبت الموافق 8/9/2012 في حي الشيخ جرّاح بمدينة القدس. حيث قام أحد عناصر شرطة الاحتلال بدفعها بقوّة، ومن ثم أصيبت بقطعة زجاج كبيرة في رقبتها القيت نحوها.

الانتهاكات الفلسطينية:

اعتقل جهاز الأمن الوقائي الصحفي وليد خالد مدير مكتب صحيفة فلسطين في الضفة الغربية من منزله في قرية اسكاكا-سلفيت، عصر يوم الثلاثاء الماضي الموافق 18/9/2012. ورفضت محكمة الصلح في مدينة نابلس الافراج عنه بكفالة يوم الخميس الموافق 27/9/2012، علما انها رفضت طلبا مماثلا قدمه محامي مدى يوم الإثنين 24/9 /2012. كما اعتقل جهاز الامن الوقائي في مدينة نابلس أيضاً مراسل وكالة قدس برس محمد منى يوم الأربعاء الموافق 19/9/2012 حيث لا زال رهن الاعتقال لغاية اليوم.

وفي قطاع غزة أُحيل الكاتب والمدوّن يسري الغول مدير تحرير مجلة "مدارات" التابعة لوزارة الثقافة، إلى التحقيق العاجل من قبل ديوان الموظفين بعد قيامه بنشر "خاطرة أدبية"، كما تم ممارسة ضغط عليه من أجل رفع الخاطرة عن مدونته، وذلك يوم الإثنين الموافق 24/9/2012.

كما اعتدى أفراد من الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في قطاع غزة بالضرب المبرح على مصور فضائية "فلسطين اليوم" اسماعيل البدح، خلال قيامه بتصوير حادثة احتراق منزل في منطقة البريج، أسفرت عن وفاة طفل وإصابة شقيقته ووالده، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 25/9/2012. وفي ذات اليوم قام شخص مجهول بالاتصال بإذاعة "صوت الشعب" في قطاع غزة وتهديدها على خلفية تغطيتها المباشرة لاحداث احتراق ذات المنزل.

ومنع الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في غزة يوم الثلاثاء أيضاً الصحفيين من تغطية مسيرة انطلقت بالقرب من المجلس التشريعيي بالقطاع للمطالبة بإنهاء الانقسام الداخلي.

الخاتمة والتوصيات:

استنكر (مدى) جميع الاعتداءات على الحريات الإعلامية في فلسطين، ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل السريع من أجل حماية الصحفيين من اعتداءات قوات الاحتلال المتكررة والخطيرة بحقهم، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين بشكل فوري وسريع.

كما طالب المركز السلطات في الضفة الغربية وقطاع غزة بعدم تعميق جراح الصحفيين بارتكاب مزيد من الانتهاكات بحقهم، والكف عن ملاحقتهم وزجهم في الخلافات الداخلية بين حركتي فتح وحماس، والإفراج الفوري عن الصحفيين وليد خالد ومحمد منى.

من جهة أخرى رحب مركز "مدى" بقرار مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة حول سلامة الصحفيين والذي تم تبنية في الجلسة الحادية والعشرين بتاريخ 27/9/20012. إننا في مركز "مدى" نأمل أن ينعكس هذا القرار إيجاباً على سلامة الصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصةً وأن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا زالت تواصل انتهاكاتها الخطيرة بحق الصحفيين دون محاسبة، حيث قتلت 20 صحفياً في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجرحت عددا كبيرا منهم خلال العقد الماضي.