وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

نتانياهو خائف .. والويل لشعب يقوده جبان

نشر بتاريخ: 09/10/2012 ( آخر تحديث: 12/10/2012 الساعة: 13:17 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - يعتبر الروائي والاديب الاسرائيلي عاموس عوز صاحب رواية ( عن الحب والظلام ) من الشخصيات الهامة في اسرائيل وفي تسعينيات القرن الماضي تسلطت عليه الاضواء كثيرا بسبب مواقفه السياسية الداخلية والخارجية الهامة بل ان روايته هذه هي الوحيدة المسموح ان تدخل الى المملكة السعودية . وكان عوز من المعارضين للاستيطان اليهودي منذ بداياته، وكان من المرحبين باتفاق اوسلو والمنادين للحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية، وكان من المؤيدين لحزب العمل والمقربين لشمعون بيرس، ولكنه اقترب اكثر واكثر من اليسار، ومن حزب (ميرتس) وفي 2003 اعتبر عاموس عوز حزب العمل غير موجود من ناحية فكرية، ودعا الاسرائيليين لانتخاب ميرتس اليسارية البحتة"

وانا اتفق مع الذين كتبوا ان دافع الحياة في كتابات عوز اقوى من دافع الموت؛ ولذلك فان قراء عوز بالعادة ليسوا من نوع القارئ السيء، ولكنهم قلة؛ لانهم النخبة: تقل عندهم الريبة العدائية والكراهية والتزمت الديني ضد الاخر ، هم يبحثون عن الابداع اكثر ، عن الاختلاف . ولكن هناك مشكلة لدى الجمهور الاسرائيلي فهو قارئ سئ ، وربما العربي قارئ سئ ايضا ، والاسرائيلي لا يبحث عن الابداع بل عن الاجابات السريعة ، لديه شغف كبير لطلب المزيد والمزيد من المعلومات الامنية فيحصل على نتيجة غير منطقية وغير مبتكرة، بل يطلب ان تكون الثقافة عرّافة ومتكهنة وقارئة للبخت .ومشكلة الاسرائيليين الحقيقية انهم لا يزالون غير قادرين على التمييز بين الثقافة وبين السياسة والامن .

فقد اظهرت تجارب عديدة اجراها علماء النفس على اشخاص في حالة تنويم مغناطيسي ان العقل الباطن غير قادر على ان يختار ويقارن، وهو الامر الضروري لعملية التفكير المنطقي واظهرت التجارب ان عقلك الباطني سوف يتقبل أية اقتراحات مهما كانت خادعة او غير صادقة، ويتقبل أية افتراضات . ولاثبات انقيادية واذعان العقل الباطني عند الاسرائيليين لاية افتراضات او افكار، فان الاسرائيليين، وحين تسلم شمعون بيرس او ايهود باراك او رابين سدة الحكم فانهم تقمصوا شخصية الرجال المحبيين للسلام والحب للعرب، وحين حكم شامير ونتنياهو وشارون فانهم انفسهم ذهبوا للحرب وقاتلوا بشراسة والعكس صحيح ايضا.

مرة اخرى للتوضيح فان العقل الظاهري يستمد معلوماته من خلال الحدس والايحاء والتاثير وفي هذه الحالات يفضل تعطيل الحواس الخمس لتشعر بما تريد.
فالعقل الباطني يرى من دون حاسة البصر، حتى لو كنت مغمضاً. والاسرائيلي سينتخب وهو في عقله لا يرى الا الخطاب الاخر، ولكن العقل الباطني ان تستخدم الاستبصار وان يغادر جسدك الى اماكن بعيدة؛ فيستبصر ما في داخل خزانة ،او رد فعل الاخرين.

وكما يقول الاخصائيون من المهم ان نعلم ان العقل الباطن لا يستطيع ان يستخدم المنطق، مثل العقل الواعي؛ فالعقل الباطن لا يملك الادوات للمساءلة والتشكيك، واذا ما اعطيته افتراضا خاطئا، فانه سيتقبله كشيء حقيقي، ولسوف يبدأ بتحويل هذه المعلومات الخاطئة الى معلومات حقيقية؛ وذلك من خلال الاعتقاد.

ان قوة اسرائيل كفكرة تكمن في الايحاء، وهي قوة رهيبة تعطل العقل الظاهر، وتقود العقول الباطنة؛ لان العقل الباطن لا يُجري المقارنات، ولا يعقد المفارقات، ولا يستخدم المنطق.

ملاحظة واحدة ظلت عالقة بذهني وهي كيف نجحت اسرائيل في تجاوز التباينات الاثنية والفردية عند الاسرائيليين، وتجاوزت فارق التجربة واللغة، ووحدت الايحاء عند معظم المستقبلين للخطاب الاعلامي؟؟

سيكون هناك انتخابات جديدة في اسرائيل ، لكن لا تتوقعوا نتائج مختلفة ، فالجمهور الاسرائيلي منوّم مغناطيسيا واعلاميا ، وسيفوز الليكود ويليه ليبرمان وسيحفظ العرب والمتدينين واليسار على مقاعدهم وتختلف بعض الشكليات .

استطيع القول ان الجمهور الفلسطيني تفوّق على نفسه ، وتعلّم ان يحكم بحواسه ويستفيد من الربيع العربي . فيما الجمهور الاسرائيلي يغرق في ظنونه اكثر واكثر ما سيحرمه من متعة الانتخاب والاختلاف والتنوع وسيجعله شاهد زور على حقبة اخرى . ونحن الان نخسر معركة اخرى وهم يخسرون الحرب كلها . لانهم انتصروا علينا عسكريا لكننا انتصرنا عليهم ثقافيا . اقرأوا عاموص عوز تصدقون ذلك .