وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الاحتراف مهنة علينا أن نحترمها ونحترم من يمارسه

نشر بتاريخ: 10/10/2012 ( آخر تحديث: 10/10/2012 الساعة: 17:54 )
بقلم :المدرب الدولي وسام سدر

لقد تأسس الاحتراف في الدول المتقدمة على الرغم من بؤس الحالة التي كانت تمارس بها الرياضة كهواية, وكان تحول العمل الاحترافي فيها إلى عمل مقنن له أبعاده وله مزاياه وفنونه,خلال السنوات الماضية لقي من الشوائب التي لازمته وساعدت التجربة في توسيع مساحة الخبرة،
و بالعودة للدكتور( عمر بدران) والدكتور (محمد فاضل) في الاحتراف الرياضي, ومما لا شك فيه فان الحديث عن قانون الاحتراف الرياضي يستوجب التركيز على محور رئيسي لهذا القانون وهو التفرغ الرياضي ومما يعبر عنه من تداخل هذا القانون مع قانون الخدمة المدنية والعمل على مزج تلك القوانين في إطار ينظم سير الإجراءات القانونية المتعلقة بالاحتراف الرياضي وذلك من خلال ما يحتويه قانون الخدمة المدنية في بنوده وتفصيلاته من إجراءات تنظم الهيكل الوظيفي وما يمكن أن ينتجه هذا الاختلاط القانوني ما بين الاحتراف الرياضي والخدمة المدنية والتفرغ الرياضي كقاسم مشترك بين تلك القوانين وذلك في إطار ينظم هذا الاختلاط وفضلا عن هذا المحور فان النظرة المستقبلية لقانون الاحتراف الرياضي ترتكز على دفع عجلة التنمية الرياضية وتفعيل القوانين المتصلة بذلك وإضفاء الغطاء الاقتصادي من خلال تفعيل قوانين الاستثمارات المتعلقة بالرياضة وقوانين الخصخصة من حيث إعطاء الفرصة للقطاع الخاص بان يقود هذا المجال على وجه تنظيمي وأسس قانونية مستمدة من القانون التجاري وليس ليست للقطاع العام أو الاتحاد الأهلية .

وان الطبيعة التجارية لقانون الاحتراف الرياضي كنظرة مستقبلية لذلك مستمدة من عمليات المضاربة والبيع والشراء والصفقات التجارية التي تتم بين الأندية الرياضية والاتحادات الرياضية والمتعلقة باللاعبين والمدربين فضلا عن نية تحقيق الربح المتوافر، لذلك فلا شك أن هذا يعبر عن الصبغة التجارية لقانون الاحتراف الرياضي واستنادا لقاعدة الأصل بالإعمال أنها مدنية فان النظرة المدنية لقانون الاحتراف الرياضي تدخل في إطار اجتماعي ومن ثمة ينتقل هذا الإطار إلى تبعية تجارية تضيف بعدا آخر لهذا المجال، الرياضي يدفع بعجلة التنمية الرياضية من خلال ما يحتويه هذا الغطاء من عمليات تجارية تنتجها الصفقات التجارية التي تتم بين الأندية الرياضية ناهيك عن توافر رؤوس الأموال مما يساعد على التطور الاقتصادي والمالي للمجال الرياضي بالإضافة إلى ذلك فان العقود التجارية التي تتم أيضا في الصفقات التجارية من خلال بيع وشراء اللاعبين والمدربين ونحو ذلك تضيف أبعادا أخرى للمجال الرياضي والمجال الاقتصادي وما يسري على هذه العقود من أنواع مختلفة كالتأمين والاحتكار وحقوق البث الإعلامي والدعاية والإعلان , كما هو معهود في كرة القدم كمثال متقدم .

مشكلة الهواية والاحتراف
لاشك أن الاحتراف لغة التعامل في العصر الرياضي الحديث, وهو: تحديد وتنظيم وتوقيت وربط التفاعل بين الرياضيين والهيئات الرياضية. وقد تأسس الاحتراف في الدول المتقدمة على الرغم من بؤس الحالة التي كانت تمارس بها الرياضة كهواية, وكان تحول العمل الاحترافي فيها إلى عمل مقنن له أبعاده وله مزاياه وفنونه,خلال السنوات الماضية لقي من الشوائب التي لازمته وساعدت التجربة في توسيع مساحة الخبرة، ووضع حد للمواربة السائدة في كثير من حالات التعاقد .لو تم التأثير والأخذ بعين الاعتبار أن الاحتراف لا مناص منه والعمل به في القريب العاجل, فإن من الأولويات المهمة التعرف على الخبرات العالمية لتحديد خطوات الاحتراف, دون الاعتماد على التأثيرات العاطفية. وفيما يلي بعض النقاط التي يمكن الانطلاق منها، وهى:

واقع الاحتراف: إن واقع الاحتراف يشتمل على الاستعداد الرسمي والشعبي لتقبل الاحتراف الرياضي, وإذا كان من الممكن أن تكون المساهمة الرسمية التي تمثلها الحكومة خطوة مهمة على تشجيع الاحتراف؛ حيث تتبعها مساهمات كبار التجار والشركات الوطنية كالتسويق مثلاً, فإن مدى قناعة وتقبل هذا الاحتراف على المستوى الشعبي هو التكملة المطلوبة والمهمة على مستوى التفاعل.

نظام الاحتراف وقانونه: يجب تحديد قواعد تقودنا خطوة بخطوة نحو التطبيق المثالي, ووضع قانون لضبط لغة التعامل في التعاقدات وإلزام الأطراف بما يجب تنفيذه - لها وعليها.

ولعلنا نصل إلى الرياضة بمفهوم الألفية الثالثة ... رياضة تنافسية تتطلع لمناجم الذهب أينما كان، فالمقومات الحضارية والمادية متوفرة لدينا ... لكننا نعانى فقط من غياب البرمجة طويلة المدى من ناحية، ونعانى أيضًا من حالة الإحباط التي يعيشها شارعنا الرياضي بدءًا باللاعبين والإداريين والجماهير.
التمويل والاحتراف : إن بداية تقنين الاحتراف في المجال الرياضي جاءت من خلال طرح راندش رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية السابق لتطورين، هما:
• احتراف تربوي : ويعنى الاستمرار كحافز لتعزيز الهواية.
• احتراف تدريبي : لتعزيز المهنة وتطوير الأداء الإنساني.حيث قال: إن البطل الرياضي فنان كأي فنان في مجالات الحياة المختلفة؛


سؤال يطرح نفسه
هل من المعقول أن يقف مستوى الوعي الرياضي لدى البعض لدرجة أنه يفسر الاحتراف بأنه مؤامرة أو تخاذل..
أي هل أي محترف في أي مكان في العالم هو خائن لوطنه عندما يؤدي واجبه بنجاح حيث يحترف.
الاحتراف مهنة علينا أن نحترمها ونحترم من يمارسها وفق ضوابطها..
كل دول العالم تطبق الاحتراف وتحترم المحترفين ولم نسمع يوماً أن محترفاً اتهم بتواطئه ضد منتخب البلد الذي يحترف فيه.ـ بل إن مدربين عالميين يدربون منتخبات غير منتخبات بلادهم ويقودون تلك المنتخبات لإلحاق الهزيمة بمنتخبات بلادهم، ولعل آخرهم الهولندي هيدنيك الذي قاد روسيا لإقصاء هولندا من أمم أوربا ولم نسمع من يصفه بالخائن لبلاده، لأنه يؤدي عمله بمهنية واحترامـ يجب أن نرتقي بفكرنا تجاه مفهوم الاحتراف والمحترفين ونتعامل بحضارية أكثر ولا نشكك في الذمم، لأن هذا من شأنه تدمير نفسيات لاعب نعول عليه كثيراً في منتخباتنا الوطنية