وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عشراوي: نتنياهو قضى بسياساته على احتمالات السلام وخيار الدولتين مهدد

نشر بتاريخ: 11/10/2012 ( آخر تحديث: 11/10/2012 الساعة: 07:11 )
عشراوي: نتنياهو قضى بسياساته على احتمالات السلام وخيار الدولتين مهدد
رام الله – خاص معا – أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتورة حنان عشراوي، يوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقضي بسياساته على احتمالات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، وشددت على أن خيار الدولتين بات مهدداً منذ فترة، ولكن بنيامين نتنياهو يضع اللمسات الأخيرة على القضاء على حل الدولتين، خاصة على الدولة الفلسطينية المترابطة جغرافياً والقابلة للحياة.

جاء ذلك خلال لقاء خاص للدكتورة عشراوي، مع مراسل وكالة "معا " الإخبارية في رام الله، في مكتبها بمدينة رام الله.

وشددت د. عشراوي على أن الحكومة الإسرائيلية قضت على عملية المفاوضات وعلى احتمالات عملية السلام، لا سيما أن الأمر لا يتوقف على على القيادة الفلسطينية، كونها ستتعامل معها من منطلق الحق الفلسطيني، ومن الإرادة الفلسطينية، فلا تنازل للحكومة الحالية أو الحكومة المقبلة التي ستشكل عقب الانتخابات الإسرائيلية، ولا مفاوضات مع استمرار الاستيطان، والسياسات القائمة، والتنكر للقانون الدولي والأسس التي تبنى عليها العملية التفاوضية، والتنكر لأبسط حقوق الإنسان.

وأكدت د. عشراوي على أن إسرائيل تتحدى العالم والمجتمع الدولي برمته، وتتحدى حتى القانون الدولي، كونها تفعل ما تريد بدون تدخل من أحد.

وقالت د. عشراوي إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي تجسد قمة غطرسة القوة العسكرية والعنصرية ومنطق الاملاء والفرض، وغياب أي نوع من الالتزام بالقوانين والأعراف والمواثيق الدولية.

وفيما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية المبكرة، التي أعلن عنها نتنياهو يوم امس الاول، أكدت د. عشراوي أن نتنياهو سيحصل على تفويض لأربع سنوات أخرى، وسيستخدم هذا التفويض لفرض الأمر الواقع على الأرض، ولجر المنطقة بأكملها إلى حافة الهاوية فيما يتعلق بالعنف، وفيما يتعلق بانفجار الوضع، لأن نتنياهو "غير مسؤول، وسياساته سياسات مبنية على العنف والسيطرة والتهديد والحروب، ومبنية على غطرسة القوة".

وأضافت د. عشراوي: الشعب الإسرائيلي يتجه نحو اليمين، ولكنه سيدرك، في المستقبل القريب نأمل ذلك، بأن هذه السياسات لها عواقب وخيمة ليس على الفلسطينيين والمنطقة فحسب، وإنما على إسرائيل أيضاً.

وأضافت د. عشراوي: الآن واضح أن نتنياهو يريد اغتنام الفرصة لكي يحصل على تفويض آخر على فترة إضافية ، وهذا يعني أن على العالم أن يدرك خطورة الوضع، وأن يتدخل لمساءلة هذه الحكومة وتطرفها، ولحماية الشعب والقضية الفلسطينية، ولحماية احتمالات السلام، لأن انهيار الوضع في فلسطين وفي المنطقة سيجر العالم كله إلى أوضاع صعبة جداً، خاصة إذا نجح نتنياهو في تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية داخلية تحت السيطرة، ونجح في مغامرة عسكرية في مواجهة إيران.

واعتبرت د. عشراوي أن قرار إجراء انتخابات مبكرة إسرائيلية ينبع أولاً من اعتبارات داخلية لتعزيز موضع نتنياهو في النظام السياسي الإسرائيلي لمنع ظهور معارضة قوية، وللحيلولة دون منح المعارضة الفرصة لكي تنظم نفسها حتى لا تتحداه في الانتخابات.

ورأت د. عشراوي أن قضية الموازنة ليست القضية الأساسية بانفراط عقد الائتلاف الحكومي، بل استغلها نتنياهو لأنه يدرك أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة صعبة اقتصادياً على إسرائيل، لذلك فهو يريد استباق الأمور، بحيث يحصل على الأصوات في الانتخابات قبل أن تتدهور الأوضاع الاقتصادية، وهو يريد أن يحصل على تفويض آخر لأربع سنوات أخرى، بحيث يقدم على تنفيذ كل مخططاته كما يريد، خاصة فيما يتعلق بموضوع إيران، والهدف الاستراتيجي لإسرائيل، ولتعزيز السيطرة على الأراضي الفلسطينية بتعزيز النشاط الاستيطاني، والخطة الاستيطانية، وتهويد القدس، وبناء الجدار، وللقضاء على احتمالات السلام عن طريق الخطوات الأحادية.

وشددت د. عشراوي على أن ما يريده نتنياهو هو خلق الانطباع بأن إسرائيل تستطيع أن تتعايش مع الاحتلال، وأن الاحتلال ليس له ثمن، وأنه قادر على السيطرة وإدارة الأزمة، وأن الشعب الإسرائيلي يستطيع أن يعيش وراء الجدار بأمن وأمان وبازدهار اقتصادي، وبأنه سيحمي إسرائيل من الخطر الاستراتيجي المتمثل في إيران.