|
شابة من غزة تحكي قصص نساء غزة بالابيض والاسود
نشر بتاريخ: 11/10/2012 ( آخر تحديث: 11/10/2012 الساعة: 12:06 )
غزة- معا- تنطلق بحماستها وعنفوانها للحياة لترسم صورة جملية عن غزة مدينتها الساحلية، رنا مطر الشابة التي لم تتجاوز الواحد والعشرين من عمرها تبدع في محاولتها الثانية لإخراج فيلم وثائقي يحكي عن الحياة في غزة.
فيلهما الثاني "أبيض وأسود" يتحدث عن الحركة النسائية الرياضية في غزة وتطورها تاريخيا، وتفاصيل النساء الرياضيات في غزة منذ الخمسينيات من القرن الماضي إلى اليوم، فمنهن من تنازلن عن حلم الرياضة ومنهن من مثلن امتدادا للإرادة ومواجهة العقبات المجتمعية التي تهدد مسيرتهن بالاختفاء والتوقف. تقول المخرجة الشابة رنا مطر عن فيلمها " أحاول أن أوثق للأجيال القادمة حياة هؤلاء النساء اللاتي احترفن الرياضة، لا أريد للتاريخ أن ينسى من رفع علم فلسطين ومثلنا أمام العالم في الملاعب العالمية، فالحركة النسائية الرياضية منذ النكبة إلى النكسة وحتى الانقسام، بقيت رهنا للأوضاع السياسية ورهنا للعادات والتقاليد المجتمعية ". "أبيض وأسود " مدته 9 دقائق، يبحث في الذاكرة الغزية عن صور وشخصيات لنساء شاركن في بطولات عالمية ونلن جوائز وكؤوس ورفعن علم فلسطين عاليا في مسابقات دولية. وعن سر تسمية الفيلم "أبيض وأسود" تقول رنا "اسم الفيلم نابع من الصور التي استخدمت في الفيلم فكلها تعود للخمسينيات وبالطبع ألوانها أبيض وأسود، وكذلك لأني أريد أن أعكس جمال تلك الأيام والمساحة البيضاء التي صنعت في تلك الأيام للحركة الرياضية النسائية والآن للأسف بدأ اللون الأسود يطغى عليها ". تضيف رنا: أجمل الأشياء التي كانت في الفيلم هي عندما كنت أجري اتصالا هاتفيا مع حاتمة أبو سلطان وهي أول لاعبة تنس طاولة تشارك في بطولات عالمية من غزة وتبلغ من العمر 65 عاما، كانت تخبرني عن تجربتها لتمثيل فلسطين، فقالت لي حاتمة أبو سلطان: كان هناك لاعبة من دولة نيبال فسألتها، أين تقع فلسطين؟، وما هي هذه الدولة، فراحت تشرح لها عن فلسطين، فالرياضة بإمكانها أن تحشد رأي عام مع قضيتنا بعيدا عن التمثيل السياسي والدبلوماسي، فلكِ أن تتخيلي مدى جمال أن يعرف العالم عن فلسطين من خلال الرياضة وليس من خلال عناوين الأخبار". وتقول رنا عن عالم الإخراج "بدأت أشعر أن العالم اليوم لا تكفيه الكلمة المكتوبة، الصورة تستطيع أن توصل ما لا نقدر على كتابته، لهذا أريد أن أخرج للناس صورة جملية عن الحياة في غزة، فهي ليست فقط عناوين الأخبار والقصف والدمار، هناك جمال وروح تعشق الحياة في غزة". وتضيف رنا "هذه التجربة الثانية لي، حيث أن الأولى كانت في فيلم لوحة وهو نتاج مشروع تدريبي لمؤسسة شاشات ضمن مشروع أنا امرأة من فلسطين، فكانت تجربة تجريبية بحتة كبداية، أما عن هذه التجربة فهي مهنية أكثر من الأولى وأضافت لي الكثير من الخبرات في مجال الإخراج، فالتجربة الأولي في العام الفائت وتكرارها هذا العام بمشاركة مخرجات من الضفة وغزة هو يصل رسالة مفادها أن الوطن واحد ومتلاحم، أتمنى أن تستطيع زميلاتي من إكمال مسيرتهن في الإخراج وأن يستطعن توصيل رسائلهن إلى العالم ". عن طموحاتها تقول رنا "أتمنى أن أحترف الإخراج، وأن تصل أفلامي إلى العالم، فأنا أؤمن أن السينما هي أداة تغير الشعوب، فهي توصل ما نريد قوله من خلال الصورة، أتمنى في المستقبل أن أشارك في مهرجانات عالمية لأوصل صورة غزة الجميلة إلى جميع أنحاء العالم". تتابع رنا "لم أكن أتوقع كل هذا الدعم من الذين حولي، فأهلي وأصدقائي كان لهم الفضل في استمراري وانجازي للفيلم، كنت متخوفة من نظرة المجتمع، فمجال الإخراج في غزة لازال حديثا وخصوصا لفتاة، أتمنى أن يزدهر مجال الإخراج في غزة وأن تزيد المؤسسات الثقافية من اهتمامها بهذا المجال وبالطاقات الشبابية الجديدة التي تبدع في مجال الإخراج ". ويتواصل مهرجان "شاشات" الثامن لسينما المرأة والذي يأتي هذا العام ضمن جولة عروض لعشرة أفلام من ضمنها "أبيض وأسود "، في 14 مدينة و4 مخيمات في الضفة وغزة وبالتعاون مع 21 مؤسسة و8 جامعات لنقل سينما المرأة للجمهور ووضع قضاياها وهمومها في المقدمة وتصوير واقعها كما هو بكل تفاصيله وهمومه وآماله. |