|
الأسير وائل حشاش بسمة رغم المحن
نشر بتاريخ: 13/10/2012 ( آخر تحديث: 13/10/2012 الساعة: 09:22 )
أجمل ما يميز رجال هذا الوطن الأسير المقسّم هي تلك البسمة التي ترتسم على وجه الإنسان وقت المحنة والشدة يبتسم وقت أن يعتقل ويلتقي برفاقه داخل الأسر ويبتسم مرة أخرى وقت ارتقاء أحدهم شهيدا ..
هي قمة الإحساس والروح والتجلّد والصبر أن تقابل المحنة والكرب والشدة والضيق بابتسامة .. بسمة بعنوان الرضا بقضاء الله وقدره .. بسمة رقم ما يغمر القلب من ضيق على ذلك الشهيد الصديق من حزن على بعده . صديقي الأسير وائل هو من ذكرني بكل هذه المعاني التي كتبتها في مقالي هذا .. كنت أشاهده هكذا يفعل يستقبل الخبر أي خبر بابتسامة مؤدبة صغيرة يرسل خلالها رسائل كثيرة لكل من يراقب سكناته وحركاته .. هكذا كان يفعل في وداع الشهداء من مدينة نابلس كنت أسمعه يقول رحمهم الله ربحوا البيعة وفازوا بالجنان والحسرة والحزن على من تبقى .. هكذا كان حاله داخل الأسر نشاط وحيوية وإصرار وابتسامات مزاح ومواعظ ودروس... حكمة وذكاء وحنكة ، يخرج من السجن ليعاد اعتقاله مرة أخرى ، علم من أعلام السجون وضيف دائم على الاعتقال الإداري . وائل حشاش ابن مخيم بلاطة الأستاذ الذي يحمل شهادة الماجستير في الشريعة الإسلامية صاحب قلب طيب وسيرة عطرة يشهد له بها كل من عرفه والتقاه وسمع عنه واستمع له وجلس بجواره ... ما أجمل أن يكون الإنسان محبوباً أينما حلّ وأينما وصل فبمجرد وصوله للمكان فإن روحاً جديدة تسري في الجميع .. فيتسع المكان مهما كان ضيقاً لأنها الريح الطيبة التي تنتشر في المحيط وقت وصول الإنسان صاحب الظل والذكر الطيب لا يمكن إلا أن تظهر . وائل الذي يعيش الآن حالة أسر واعتقال جديدة صاحب قلب ينبض حباً لكل من حوله لا يبخل على إنسان بتقديم خدمة أو مساعدة ويعطي من علمه الذي حباه الله به من حوله يحدثهم عن قصص الشهداء من بلده التي ما بقي فيها شبر إلا وبه شهيد . وائل حشاش الفلسطيني الذي استطاع انتزاع أعلى الشهادات رغم الاعتقال والمطاردة والظروف الصعبة التي مر بها ينتمي لعائلة متعلمة فلديه شقيق طبيب وآخر أستاذ جامعة يحمل شهادة الدكتوراه فهو ينتمي لأسرة علم ومتعلمين . للأسير وائل حشاش زوجة ملتزمة صابرة مؤمنة محتسبة تحفظ غيبة زوجها وتزرع أجمل المعاني والأخلاق في أطفالها الصغار تحتسب غياب زوجها وتعتبره جهاداً ونضالاً من أجل هذا الوطن الذي يستحق الكثير الكثير. لمن يعشقون قصص أهل فلسطين المحتلة كتبت هذه الكلمات أصف لهم حال الرجال في بلادنا وكيف يبتسمون رغم كل المحن ، ولوائل أبي عبد الرحمن أقول بصدق أننا مهما كتبنا عنك فإنا لن نوفيك حقك يا صاحب القلب الطيب والوجه الباسم . ________________________________________________ * مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان * كاتب وباحث مختص في شؤون الأسرى الفلسطينيين |