|
الرئيس يتسلم مفاتيح القدس: سنذهب للأمم المتحدة لنحصل على حقنا
نشر بتاريخ: 13/10/2012 ( آخر تحديث: 14/10/2012 الساعة: 11:43 )
رام الله - معا - تسلم الرئيس محمود عباس، اليوم السبت، مفاتيح المدينة المقدسة السبعة من سبع فتيات صغيرات من مدينة القدس ضمن وفد كبير ضم شخصيات وفعاليات مقدسية زارت مقر الرئاسة برام الله.
وأكد الرئيس في كلمة له أمام الوفد المقدسي، عزمه على التوجه إلى الأمم المتحدة لتقديم طلب إلى الهيئة الأممية من أجل الحصول على دولة غير عضو، موضحاً أهمية هذا الطلب أن الأرض التي احتلت العام 67 هي أرض تحت الاحتلال، وليست أرض مختلف عليها. وأضاف عباس: هم لا يريدوننا أن نذهب إلى الأمم المتحدة، وهناك ضغوط كبيرة نتعرض لها لكننا سنذهب إلى الأمم المتحدة، ونحن نتشاور مع دول العالم، ودول كثيرة وفي أوروبا والشعب الأمريكي يحبون الشعب الفلسطيني، وكلهم يريدون أن يروا الشعب الفلسطيني حاصلاً على حقوقه، ولكن الارادة الدولية والتوازنات الدولية، تجعل البعض يتلكأ، ومع ذلك سنحصل على الأصوات لنصبح دولة في الأمم المتحدة". وقال الرئيس عباس: نحن نريد السلام، لن نستخدم سلاحا ولا صواريخا لكننا نعمل بقلوبنا وعيوننا، من مظاهرات سلمية وشعبية لنصل الى حقوقنا بهذه الطريقة، وأنا أمد يدي من اجل السلام. وتطرق الرئيس في كلمته الى الهجوم الذي يشنه وزير خارجية دولة الاحتلال ليبرمان عليه وعلى القيادة الفلسطينية ، وقال: انا لم اسمع ابدا عن حرب دبلوماسية ارهابية، واحيانا اشعر ان هذا الرجل يريد التخلص مني لاني اريد السلام، انا اريد ان نتعايش جنبا الى جنب بسلام، وان تأتي كل الدول الاسلامية لتعترف بذلك، وهذا ما ورد في المبادرة العربية وفي القمم الاسلامية والعربية، وكل الدول موافقة، اذا رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني فهم مستعدون، ومع ذلك اسرائيل لا توافق وتريد حربا ولكن نحن نريد السلام." وأضاف الرئيس عباس: أنتم تعرفون المضايقات والحصار الذي نعيشه، وليست هي المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة ربما، هذه المضايقات من أجل أن تكون القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، لا فالقدس لنا، ونحن قلنا أكثر من مرة أن لا دولة فلسطينية بدون القدس عاصمة لنا، لن نقبل بغير ذلك، مهما بنيتم في الشيخ جراح وفي غيره، سنهدم ما بنيتم، ونبني ما هدمتم، هذه الأرض ليست لكم، هذه أرضنا وهذه مقدساتنا، نتعايش معكم لأننا جيران ولكن بحقوقنا، ولا نطالب بحقوقنا التاريخية لكن بحقوقنا الشرعية". وأكد الرئيس على أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتبران أن الأراضي المحتلة العام 67 هي أراض محتلة، وقال الرئيس: هي ليست أراض متنازع عليها، بل هي أراض محتلة، الأراضي المحتلة عي قطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية والبحر الميت والأغوار والأرض الحرام. وأشار الرئيس إلى إمكانية وجود تقصير رسمي فلسطيني تجاه المدينة المقدسة وأضاف: ربما هذا تقصير مني أولاً لأنني المسؤول، لكني أرجوا أن نتمكن من توحيد القنوات من أجل دعم الصمود، ومؤخراً عملنا خطة لدعم القدس وقلت للأخوة في الدول الاسلامية، ووعدنا أمين عام المؤتمر الاسلامي أن يوزع الخطة على كل الدول العربية والاسلامية. وجدد الرئيس دعوته الدول العربية والاسلامية إلى دعم الشعب الفلسطيني، وسكان القدس تحديداً من خلال الدعم المالي، معيداً جملته المشهورة: نريد من يرسل لنا الزيت. وكشف الرئيس أنه اتصل اليوم مع العاهل المغربي محمد السادس، وطالب بعقد مؤتمر القدس، وسيعقد هذا المؤتمر قريباً. وأضاف الرئيس: يهدمون البيوت، ويحفرون تحت الحرم المقدس، يفعلون كا ما يريدون من أجل إثبات أن لهم في هذه الأرض حق، خسئوا هي لنا وستبقى لنا، مهما فعلوا ومهما عملوا، وما ارتكبوه من جرائم في القدس، وفي أكناف القدس، وفي كل فلسطين. وخاطب عباس الوفد المقدسي قائلاً: نعرف المعاناة التي تعانونها، ونعرف كم يتحمل الإنسان المقدسي بالذات لأنهم يريدون إخراجهم من وطنهم، ويريدون أن يتخلصوا منهم سواء بالضرائب أو بهدم البيوت، ولكن أهل القس ما زالوا موجودين. وتابع الرئيس: في كل المناسبات يتحدثون عن القدس من دعم وبناء لتعزيز صمود المقدسيين، ولا نرى شيئاً، ومع ذلك لن نيأس لأننا سنحرر القدس بصمودنا، هناك الكثير من القرارات اتخذت في قمم كثيرة، ومع ذلك التنفيذ موقف، لا يوجد دعم ولا توجد مساعدة، ومع ذلك سنصبر. ورفض الرئيس عباس الفتاوى التي وصفها بالسياسية بشأن تحريم زيارة القدس، مؤكداً على أن التحريم يأتي من الله، رغم أن القدس مرت بمثل هذه الظروف من الاحتلالات كثيراً وكانت زيارتها حلالاً. وأضاف: منذ الإسراء والمعراج زار الرسول القدس ولم يأخذ إذناً من الرومان، وأيام صلاح الدين، وأيام الانتداب البريطاني كانوا يعقدون المؤتمرات السياسية في القدس، فكيف يقولون أن زيارتها حرام؟. كما عرج الرئيس عباس على الانتخابات المحلية، قائلاً: نتمنى ان يكون النشاط الانتخابي في القدس جيداً، وان تكون انتخابات نزيهة وشفافة، ولكن احدهم قال "ما دمنا غير موجودين فيها فهي انتخابات مزورة، لكننا في السابق عملنا انتخابات وانت فزت بها واصبحت نائبا ولم تكن مزورة، عملنا كثيرا انتخابات ديمقراطية وتعددية ونؤمن بها ونؤمن بحقوق المرأة، والانتخابات ستكون نتائجها للشعب الفلسطيني". وفي موضوع الأسرى، شدد الرئيس على أنه لن يقبل إلا أن يتم الإفراج عن كل الأسرى المعتقلين منذ قبل توقيت اتفاق أوسلو، مشيرا الى أن المفاوضات مع الاسرائيليين لا زالت قائمة للافراج عنهم كلهم، لأنه من غير المقبول أن يستمر هؤلاء في السجن لأكثر من 20 أو 30 عاما. من جهته، قال رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي وقاضي قضاة فلسطين، الشيخ يوسف ادعيس: لقد جاءت القدس إليكم سيدي الرئيس بمسلميها ومسيحييها بأبنائها لتجدد البيعة، وتسلمكم الأمانة، فأنتم أهل للأمانة. وأشار ادعيس إلى أن القدس تقف أمام خطة عنصرية إسرائيلية لتهويد المدينة المقدسة، وأماكنها الدينية الإسلامية والمسيحية، من خلال ما يتعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات متكررة، والاعتداءات على الكنائس والأديرة. وشدد ادعيس على أن الحكومة الإسرائيلية تسابق الزمن للسيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه تمهيداً لهدمه لإقامة الهيكل المزعوم. وأكد على أن الاعتداءات على المقدسات مخالف لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، مشيراً إلى أن القدس تتعرض لخطر التهويد الممنهج والمسيس، والقضاء على هويتها العربية والاسلامية وتهجير أهلها منها، ومنع المصلين الملسمين والمسيحيين من الوصول إلى الأماكن المقدسة لأداء الصلوات فيها. وقال ادعيس إن هجمة مخططة ومبرمجة تتعرض لها المدينة المقدسة بالمس من شخص الرئيس محمود عباس، والتي يقودها المتطرف ليبرمان، وهو ما اعتبره ادعيس هجوماً جاء بسبب الفشل السياسي الإسرائيلي، بعد النجاحات السياسية والدبلوماسية التي حققها الرئيس بغية حماية المشروع الوطني الفلسطيني. من ناحيته، قال الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية الأب عيسى مصلح إن الكنيسة الأرثوذكسية تشعر بالقلق حيال المصائب والأخطار التي تحدق بالمساجد والكنائس على أيادي إرهابيين عابثين لا يردعهم رادعم، ولا يردهم ضمير، معتبراً أن استهداف المساجد والكنائس هو استهداف للشعب الفلسطيني. وقال الأب مصلح إن استهداف الكنائس من قبل بعض اليهود هو استهداف واضح ومبيت للوجود المسيحي القائم منذ القدم في أرض المسيح عليه السلام، وما يجري للمسلمين من استهداف لوجودهم، ولكن المسلمون والمسيحييون هم شركاء في هذه البلاد المقدسة ويجمهعم المصير الواحد. وأضاف الأب مصلح: ما يقلقنا هو استهداف الأقصى وما يضمرون له من نوايا خبيثة، ونرى أن التضامن مع المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه في ظل الاعتداء عليه يكون واجباً مقدساً. وتساءل الأب مصلح: هل في الديانات السماوية ما يبرر الاعتداء على المقدسات، أو من يحل سفك الدماء أو النيل من الأنبياء؟؟. بدوره، قال منظم الحفل ومسؤول ملف المؤسسات بتنظيم حركة 'فتح' في مدينة القدس معتصم تيم، إن فعالية اليوم تأتي للتأكيد على وقوف المقدسيين خلف سياسة الرئيس محمود عباس الحكيمة التي تهدف إلى حماية المشروع الوطني الفلسطيني والتمسك بالثوابت. وأضاف، 'رغم الآلام والحصار والمعاناة التي يعيشها المقدسي تحت الاحتلال، إلا أنه أصر على القدوم إلى عرين الرئيس عباس ليؤكد البيعة التاريخية للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وهو منظمة التحرير الفلسطينية'. وأكد تيم إدانة المقدسيين بكافة فعالياتهم لتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ضد الرئيس عباس، التي تعكس مدى العنصرية والإرهاب الذي وصلت إليه عقليته ضد الشعب الفلسطيني وضد السلام في المنطقة. وقال: 'جئنا لنؤكد أننا لن نقبل المساس بشخص الرئيس عباس، ولنؤكد دعمنا لتوجهه لنزع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، والقدس بكنائسها وجوامعها تستصرخكم للثبات على مواقفكم المشرفة لشعبكم'. وأضاف أن وحدة الشعب الفلسطيني هي التي حطمت كل المؤامرات التي حيكت ضده، 'لذلك ندعو إخواننا في قطاع غزة للعودة إلى حضن الشرعية الفلسطينية، وتحقيق الوحدة الوطنية وتجاهل كل الدعوات الخارجية لبث الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد'. |