وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزراء يستعدون للرحيل: وزير الثقافة يغادر حقيبة مثقلة بالهم الثقافي لشعب محاصر

نشر بتاريخ: 11/02/2007 ( آخر تحديث: 11/02/2007 الساعة: 21:32 )
غزة - معا- خضرة حمدان- قرابة عام واحد فصلت بين حمله لحقيبة الوزارة وإعفائه بعرف السياسة والاتفاق الوطني منها، فوزارة الثقافة لن تؤول حسب توزيع الوزارات لحركة حماس التي جاء منها هذا الوزير، وقد تؤول إلى مستقل او لكتلة برلمانية أخرى، فكيف كانت تجربة الحركة الإسلامية مع الوزارة لهذا العام وما الذي حققه الوزير المغادر وإلى أين سيذهب بعدها؟

أجاب بسرعة :" لا أدري" الوزير د. عطا الله ابو السبح من محافظة رفح جنوبي قطاع غزة لم يعرف إلى أين سيذهب بعد ان شغل منصب وزارة الثقافة في عهد حكومة لقيت من الغضب الدولي ما كان كفيلاً بحصارها وتفتيت شملها وسجن بعض أعضائها، ولأنه مغادر وقد حقق إحدى أهم المنجزات الثقافية في العالم العربي ألا وهو اعتماد مدينة القدس المحتلة عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 كان لابد من سؤاله كيف سيكون ذلك في ظل مدينة محاصرة لا يسمح لأبناء الوطن بزيارتها أو الصلاة فيها.

"معا" أجرت اللقاء مع الوزير المغادر الذي قال أن العام الذي مضى كان عاماً مكبلاً بالقيود وليس نشطاً ولم تعط فيه الحكومة او الوزارة حرية الحركة أو الفرص المناسبة كما شهد حصارا اقتصادياً، أمنياً، سياسياً وحصاراً بالحركة ولقاء الجمهور مما استدعى على حد رأيه تأجيل بعض الفعاليات من ضمنها المعرض الدولي للكتاب الذي كان مقرراً لشهر تشرين ثاني / نوفمبر من العام 2006 الماضي ليؤول إلى العام التالي وذات الشهر.

انجازات عام .

فما الذي أنجزه الوزير على مدار عام كامل قاد به فريقاً مكوناً من 250 كادراً بشرياً كونوا الوزارة الفلسطينية، وهل يكفي العام لحمل حقيبة بهذا الثقل، وهل من السابق لأوانه الحكم على وزير حوصرت حكومته، وما توصيات هذا الوزير لمن يخلفه؟

وحسب ما استحضر الوزير من منجزات خلال العام قال:" باختصار لقد ربطنا علاقات طيبة مع وزراء الثقافة العرب وكلفنا بتشكيل اتحاد الكتاب الفلسطينيين في سوريا وأخذنا قراراً من مجلس وزراء الثقافة العرب بالإجماع باعتماد القدس عاصمة الثقافة العربية بدعم 4 مليون دولار.

أخذنا عشر دونمات في منطقة المستوطنات لبناء قرية تراث وقصر ثقافي، وعدنا بمساحة أرض في رفح لبناء مكتبة عامة وأحضرنا دعم في رحلتنا الخارجية وكان الدعم مجدياً للمنشآت التي اعتزمنا إنشائها، وبالنسبة للمكتبة الوطنية في قطاع غزة آلت إلى وزارة الثقافة وكنا قد وضعنا لها هيكلية لتكملة بنيانها بعد ذلك وكان يقدر أن تفتتح بعد إنهاء البناء وتجهيزها بالكتاب والأجهزة والآن اعتمدت ميزانيتها لتشطيبها، وأصبحت هيكلية الوزارة بين يدي وزارة التخطيط وقمنا بإحياء أكثر من فعالية لإحياء التراث منها احتفالية بالتراث في مركز رشاد الشوا الثقافي واحتفاليتين ببلوغ الكاتبين احمد دحبور والزنط الستين عاماً، وكان يفترض ان يكون لنا اسبوعاً ثقافياً كاملاً في الجزائر عاصمة الثقافة العربية لهذا العام ولدينا فرقنا وكتابنا ومبتعثينا هناك وستساهم فلسطين في اسبوع ثقافي كامل للثقافة الفلسطينية هناك وما زال الاسبوع جارياً".

واستدرك قائلاً:" وما يحضرني من منجزات أيضاً خلال العام الماضي قرار بإنشاء قصر ثقافي آخر في الضفة الغربية وكانت الاعتمادات المالية جاهزة لهذه المنشآت وأحضرنا رواتب ستة شهور للموظفين بالوزارة، وأحيينا اتفاقاً سابقاً للتعاون بين وزارتي الثقافة القطرية والفلسطينية وأبرمنا اتفاقاً مع وزارة الثقافة الإيرانية وكنا مزمعين لتنظيم دورة في الإخراج السينمائي والمسرحي والسيناريو ومن أهم ما قمنا به زيارة للمجاهدة الأسطورة جميلة بوحيرد بالجزائر والتقطت لها أول صور منذ 43 عاماً وهي غائبة عن المشهد السياسي ولا تقابل أحدا ولكنها قبلت أن تقابل وفداً فلسطينياً لخصوصية فلسطين في نفسها وهذا ما حضرني الآن من منجزات للوزارة في ذاكرتي".

وحول قرار اختيار القدس المحاصرة عاصمة للثقافة العربية أشاد الوزير بالجهود العربية وبالدعم الذي تلقاه هذا الاقتراح من وزراء الثقافة العرب قائلاً" أن هذا الإنجاز تم اعتماده بشقيه الأول وهو أولاً اعتماد القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 المقبل وثانياً قيام كل عاصمة عربية بإحياء فعاليات ثقافية فلسطينية لمدة أسبوعين إلى شهر حيث استعدت دمشق أن تكون دمشق هي القدس وبالتالي هي التي تنظم وتبذل كل طاقاتها ومؤسساتها ومسارحها واتحاداتها ودور النشر فيها لتستضيف فعاليات الثقافة للثلاثة اشهر الأولى من العام 2009 فما بالكم عندما تقوم بذلك الرباط والخرطوم أو تونس أو الجزائر والعام الثامن يوزع على العواصم العربية وتكون القدس حاضرة في الذهن العربي".

وذكر الوزير أن من اهم منجزات الوزارة كان اعتراضاً فلسطينياً قدمته وزارة الثقافة الفلسطينية لدى منظمة الاسيسكو ضد طلب تقدمت به اسرائيل باعتبارها ضمن دول المنطقة للتراث وأن تسجل القدس باسمها مما يعني أن ان تكون المعالم الحضارية للقدس تخضع لسيطرة إسرائيل فقد قمنا بإبطال هذا القرار".

فهل كان عاماً كافياً وهل أتيحت الفرصة لتحقيق أمنيات الوزير:" بالطبع لا كان عاماً حافلاً بالمشاكل والمعوقات ولم يكن عاماً، لكن كما قال الشاعر "علي طلاب العز من مستقره ولا ذنب لي إن عارضتني المقادر ".

عام مكبل بالقيود!

وأضاف قائلاً:" لقد كان عاماً مكبلاً بالقيود ولم يكن نشطاً ولم نعط الفرصة وفرض علينا الحصار بكل شيء خاصة بالحركة وتلقي الجمهور وللأسف الشديد أجلنا المعرض الدولي السنوي للكتاب لظروف أمنية ولم نجد في خزينة الحكومة ما يموله وهو ما مقداره كميزانية أولية 150 ألف دولار وللأسف الشديد لم ننظمه وكان مفترضاً في شهر نوفمبر العام الماضي رغم أننا تعاقدنا مع دور نشر ومكتبات في العالم العربي وكانت ستشحن لكن للأسف الشديد الحصار على المعابر والأمن قرر أن يؤجل المعرض إلى العام القادم في شهر نوفمبر".

وفي ضوء ذلك هل تحولت النشاطات التي أزمع الوزير القيام بها إلى أحلام وأمنيات؟ قال الوزير:" أتمنى أن يكمل المشوار من يأتي من بعدي ويبعث ما هو مشروع إلى واقع".

كلمة اخيرة.

وحول العلاقة مع لموظفين في الوزارة قال "الجميع كان إخوة متعاونين وإذا كان هناك همسة فإنني أرجو ألا يعود الموظفون للإضراب مرة أخرى فالإضراب أضر كثيراً بالإنسان الفلسطيني وهذه الوزارة هامة جداً كونها تعنى بالعقل والفكر والحضارة والتراث والكتاب والريشة وغيره فأرجو ان تولى الاهتمام الذي تستحقه".