|
أطفال قطاع غزة يقودون نضالا من نوع آخر
نشر بتاريخ: 15/10/2012 ( آخر تحديث: 15/10/2012 الساعة: 15:30 )
غزة - تقرير معا - لم تبد اهتماما للجماهير التي إلتفت حولها تراقب تراقص يديها الصغيرتين وهي تعزف بتناغم على آلة النول لوحتها التراثية، وما ان بدأت تتشكل ملامح لوحتها حتى صفق الجمهور إعجابا وتقديرا.
تساهيل الحفيان (12) عاما التي أصبحت تجيد استخدام آلة النول وتشكل منها قطع صوفية من وحى التراث والفلكلور الغلسطيني نالت هذه الخبرة من خلال الدورة التدريبية التي نظمها نادي والشروق والامل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر لأكثر من (20) طفلا على طرق وأساليب تصنيع عدد من المنتوجات الحرفية الأصلية كصناعة الفخار والنسيج والتطريز والصابون وسعف النخيل على يد حرفيين متخصصين. وعن أسباب تعلمها النسج على آلة النول فتقول الطفلة تساهيل لوكالة معا :" لانها من التراث الفلسطيني ويجب ان نتعلمها كي لا تضيع، ويجب ان نعلمها لأولادنا كي تظل محفورة على مر السنين، والعالم كله يجب ان يعرف أنها تراثنا مش تراث اليهود". تساهيل ورفاقها الأطفال الذين أجادوا استخدام الآلات الحرفية التراثية بالتطريز وصناعة الفخار وسعف النخيل أدهشوا زوار مهرجان الجذور التراثي التاسع عشر الذي نظمته جمعية الثقافة والفكر الحر، أمس الأحد، في خان يونس بانتاجاتهم التراثية المميزة. |192331| وتميز مهرجان الجذور التراثي لهذا العام بمشاركة أكثر من (100 ) طفل وطفلة قدموا خلاله استعراضات مختلفة من وحي التراث الفلسطيني، وتميزوا بتقديم زفة العريس والعروسة، وابهروا الحضور بقدرتهم العالية على استخدام الآلات الحرفية التراثية المختلفة. وعن المهرجان، قالت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر مريم زقوت لوكالة معا ان المهرجان هذا العام جاء متزامنا مع مرور 20 عاما على تأسيس جمعية الثقافة والفكر الحر وأردنا ان نتوج مهرجاناتنا السابقة بفكر جديد يقوم على التواصل الدائم بين الأجيال من خلال تحبيب وتشجيع الأطفال على تعلم مهن أبائهم وأجدادهم التي قاربت على الاندثار بعد كساد تلك المهن نتيجة التطور التقني والتكنولوجي ورحيل معظم شيوخها. وأوضافت زقوت أن المهرجان ينفذ للسنة التاسعة عشر على التوالي، بهدف تسليط الضوء على موروثنا التراثي بمختلف أشكاله وشحن الذاكرة وترسيخ القضية وتأكيد الهوية خصوصاً بالنسبة للجيل الصاعد. |192334| |192335| وجسد القائمون على المهرجان روح التراث الفلسطيني من خلال إحياء العديد من المهن التراثية القديمة، واستعراض الأدوات التي استخدمها الأجداد في حياتهم اليومية وتجسيدهم بشكل حي للقرية الفلسطينية بكل مكوناتها والتي حملت بصمة الأجيال السابقة والهوية الضاربة في التاريخ. تساهيل ورفاقها الأطفال يؤكدون بتعلمهم مهن أجدادهم أنهم حراس التراث الفلسطيني وانه باق ما بقي الإنسان الفلسطيني، وانهم يقودون اليوم نضالا من نوع آخر ضد محاولات المحتل المستمرة طمس وسرقة تراثنا بتعلمهم تلك المهن. |192337| |192338| |