وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رئيس جامعة القدس المفتوحة يفند مزاعم الإسرائيليين حول القدس

نشر بتاريخ: 16/10/2012 ( آخر تحديث: 16/10/2012 الساعة: 11:51 )
رام الله- معا- فند الأستاذ الدكتور يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة، مزاعم الإسرائيليين حول القدس المحتلة بأنها مدينة يهودية، مؤكدا أن علاقتهم بها تعود إلى زمن النبي داوود عليه السلام.

وأضاف أ. د. عمرو خلال مشاركته في ندوة أقيمت على هامش معرض فلسطين الدولي الثامن للكتاب برام الله امس تحت عنوان: "القدس": نص التاريخ والواقع والرسالة"، أنه يوجد فرق شاسع بين علاقة المسلمين والمسيحيين بالقدس، وعلاقة اليهود بها، فالعلاقة الأولى علاقة ارتباط ديني وعقدي، أما العلاقة الأخرى، فهي علاقة احتلال.

وتطرق أ. د. عمرو، في محاضرته إلى نشأة القدس وتاريخها، وما تتعرض له من محاولات تشويه وطمس، مشيرا إلى أن القدس هي قصة إنسان وقصة مدينة تعرضت للكثير من الاحتلالات، لكن أهلها استطاعوا البقاء فيها.

وافتتح المحاضرة أ. جميل السلحوت، مقدمًا نبذة حول أبرز مؤلفات أ. د. يونس عمرو، وبخاصة تلك المتعلقة بمدينة القدس.

وأشار إلى أن تفنيد علاقة اليهود بالقدس يبدأ من أخذهم للغة العبرية، فهي لغة أجدادنا العرب الكنعانيين وليست لغتهم، فاللغة الكنعانية هي أصل اللغة العبرية التي يدعون أنها لغتهم، والدليل على ذلك وجود كلمات عربية كثيرة في اللهجة الفلسطينية مازالت تستخدم في اللغة العبرية.

وتحدث عمرو عن علاقة اليهود بالقدس، وقال إنهم يرون أن علاقتهم بالقدس تبدأ من عهد داوود، وهم يتجاهلون بذلك أن علاقة داوود بمدينة القدس هي علاقة احتلال ضد اليبوسيين، وهم السكان الأصليون لمدينة القدس من أجدادنا الكنعانيين العرب.

وأضاف أن المدينة كنعانية يبوسية، وأن اليبوسيين في القدس عبدوا إله النار المرعب، وكانوا يحرقون الأطفال تقربًا لهذا الإله، إلا أنهم تمردوا فيما بعد ضده ونفوه إلى شرق البحر الميت، وبعد ذلك عبدوا إلهًا آخر هو شاليم وأخته سحر، وكان شاليم يحكم حياة الناس ليلاً، فيما تحكم سحر الحياة ليلاً، وعرفت القدس فيما بعد بمدينة الإله شاليم، ثم أضافوا مقطعًا آخر لهذا الإله الذي أحبوه، وهو كلمة "أور"، وتعني النور، وسميت المدينة فيما بعد "أور شاليم".

وأضاف: "بقيت المدينة هكذا إلى أن تقدست وحقت تسميتها بوابة الأرض إلى السماء، وحضر إبراهيم إلى القدس بحسب سفر التكوين، وقدم له الملك الصادق ملك المدينة اليبوسي هناك خبزًا وخمرًا، وبعد ذلك صمدت المدينة أمام الهجمات العبرية قبل أن يحتلها داوود الذي قال إنه اشترى جرنًا من يبوسي من أهل القدس واتخذه معبدًا، ما يدل على أن اليبوسيين كانوا قبل اليهود في القدس وبقوا فيها في عهد داوود وما تلاه.

وبين أن علاقتنا كمسلمين وعرب بالقدس هي علاقة قائمة قبل الإسلام، إلى أن جاء الإسلام وكرم المدينة، وكان إليها الإسراء ومنها المعراج إلى السماء، وقد ارتبطت بالصلاة وكانت القبلة الأولى للمسلمين، إذ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد بينها المسجد الأقصى، وكذلك علاقة المسيحيين فيها علاقة دينية تماماً كالمسلمين، فالفرق شاسع بين علاقة اليهود بالقدس ، وعلاقتنا نحن العرب مسلمين ومسيحيين بالقدس كعلاقة عقدية دينية، ذلك كله في ضوء ما مضى.

بعد ذلك، تحدث الأديب محمود شقير حول علاقته بالقدس، مشيرًا إلى أنه عايشها منذ الصغر، وأنه كان يرى في القدس مدينة طبقية، لكن بعد الاحتلال تحولت النظرة إلى النظرة الوطنية، وأصبحت مدينة محتلة وتعاني، ويجب الوقوف إلى جانبها، واليوم، اختلط سكان المدينة مع سكان القرى، وتحولت القرى المقدسية إلى أحياء، وأصبحت المدينة تميل نحو المحافظة في تقاليدها.

أما المحاضر في جامعة بيرزيت د. نظمي الجعبة، فتحدث عن تشويه القدس وسرقة تاريخها من قبل الاحتلال بعد سرقة جغرافيتها، وتحدث عن المشهد الحضاري للقدس، مشيرًا إلى أن صراعنا مع الاحتلال هو صراع حول الرواية، وصراعنا حول الرواية صراع معقد ومركب، لأننا نسهم بكتابة تاريخ خيالي وأسطوري، ونواجه الأسطورة بأسطورة أخرى بعيدًا عن الحقائق.